يحتاج الشباب العربي فرصة تسمح لهم بان يؤدوا دورا يروا من خلاله انفسهم ويثبتوا من خلاله شخصيتهم بعيدا عن التلقين ووجود العيون الرقيبة من حولهم باستمرار والتي تملي عليهم دائما ما يجب عليهم فعله..توجد فئة من الشباب تحتاج فرصة وزيادة المساحة المسموحة لها للمشاركة في قضايا المجتمع وترى بالعمل الشبابي استهلاك ايجابي لطاقاتها ولديها رسالة واضحة لصنع مستقبل يزهو ويشرق بالاتفاق والحوار بين القيادات الشبابية..يحتاج الشباب البيئة الخصبة التي تحتضنهم ليلعبون ادوارا اجتماعية ايجابية ويصبح لديهم قدرة لصناعة مستقبل يحركه الشباب تحت مبدأ التواصل والالتقاء وحوار الثقافات تحت مظلة احترام الاديان وعدم تصارعها فالشباب الاردني يتميز باحترامه للاديان جميعها وفهمهم للدين من هذه الناحية واضح جدا حيث يدركون ان الحوار والتواصل والتقاء الثقافات لا يتم الا من خلال هذا المبدأ ويعود ذلك لنجاح الاجهزة الامنية وعدم السماح للدخلاء بتخريب عقولهم،وكذلك الاعلام الواعي والاجهزة الامنية واعية وقوية ولا تسمح بدحول المخربين لعقولهم.
كما ان هناك هموم مشتركة بين الشباب العربي ..فقد تكون مشكلة البطالة مشكلة عالمية لكنها همّ مشترك للشباب في العالم العربي وما يعانيه الشباب يؤثر عليهم بشكل مباشر .
اما عن وعي الشباب بقضايا المجتمع فان هناك فئة من الشباب لا تهتم أبدا نظرا للمشاكل الاجتماعية والبطالة والوضع الاقتصادي السيء وهذه الفئة عددها كبير نوعا ما ويتزايد باستمرار ويتناقص وعيها بقضايا المجتمع شيئا فشيئا وهناك فئة يزداد وعيها بقضايا المجتمع ويستطيع ان ينجز ويؤمن بفكرة الاهتمام الملكي بالشباب ويستغل هذه الفرص من الاهتمام ويستغل الفرص الاخرى من الاهتمام بالشباب والتي تطرحها مؤسسات المجتمع المدني وهذه الفئة وعيها بقضايا المجتمع ايجابي،ويرون العمل الشبابي استهلاك ايجابي لطاقاتهم وأداء رسالة تحقق الرضا عن الذات..وجزء يرى العمل الشبابي هدف لتحقيق الشخصية الايجابية ووسيلة للتواصل مع الاخرين وجزء يرى العمل الشبابي متعة تحقق لهم ما يغير حياتهم للأفضل لذا يحتاج الشباب التشجيع دائما والتحفيز لينضموا اكثر فاكثر للعمل الشبابي وهنا يأتي دور مؤسسات المجتمع المدني بان توضح هدفها من العمل الشبابي وتعزيز هذه الفكرة عند الشباب ليؤدوا دورهم في المجتمع بثقة واهتمام ..وهذا يتطلب من المؤسسات اعطاء الشباب فرصة للتجربة والقيادية وتوسيع حجم مساحة المشاركة الشبابية.
وبتضافر جهود هذه المؤسسات يصبح بالامكان انشاء مؤسسة كبرى تجمع قيادات شبابية تحت مبدا الحوار الحقيقي والفعال والموضوعي بين الشباب القياديين والمؤثرين في مجتمعاتهم ،وحين تعمل هذه المؤسسة على دعم الشباب يستطيع الشباب ان يؤدوا رسالتهم بصوت مسموع وبتوافر هذه الشروط ومع وجود وسائل الاتصال الحديثة يكون هناك امكانية لتقديم رؤية عالمية موحدة حول الشباب ومشاكلهم .
فالقياديون الشباب اليوم هم صنّاع المستقبل والحاجة ملحّة لاتفاق وترابط عربي،واذا اتفق الشباب العربي في توجهاتهم لحد معين انطلاقا من مبدأ ضرورة الالتقاء والتحاور فإن هذا سيثمر مستقبل عربي أكثر اشراقا واتفاقا..والمراكز المتميزة في العالم سيحتلها حينئذ القياديين من الشباب العربي .