زاد الاردن الاخباري -
"على الجيش المصري أن يسعي للمصالحة مع الإسلاميين كجزء من بناء توافق وطني أوسع، وإلا فسيكون البديل ثورة جديدة على الاستبداد".
بهذه الكلمات بعثت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية برسالة إلى سلطة الانقلاب بقيادة وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي، والتي جاءت تعليقًا على الممارسات القمعية التي تشنها قوات الأمن على جماعة الإخوان المسلمين ورافضي الانقلاب منذ الإطاحة بالرئيس محمد مرسي في انقلاب عسكري في يوليو الماضي.
وما يفاقم من الأزمة- بحسب الصحيفة الأمريكية- أن حملة القمع لم تتوقف فقط عند الإسلاميين وحلفائهم، لكنها بدأت تتسع لتشمل اعتقال ليبراليين وعلمانيين كانوا قد رحبوا بعزل مرسي، لكن السلطة الحالية بدأت تصفية الحسابات مع الجميع وأي صوت معارض لها.
وقالت الصحيفة: "إن المشكلة التي تواجه الجنرال السيسي، هي أنه ثبت أن الأنظمة الاستبدادية لن تستمر طويلاً، حيث ستبدأ مختلف الأحزاب السياسية في معارضة الطريقة التي تُحكم بها مصر، بجانب أن الإسلاميين لا يزالون موجودين في الشارع ويتسمون بالقوة، رغم الحملة القمعية الشرسة ضدهم".
وأضافت: "خرج الرئيس محمد مرسي من السلطة عن طريق انقلاب الجيش، وليس عن طريق الانتخابات، كما أن جماعة الإخوان المسلمين لم تخسر أبدًا أية انتخابات منذ ثورة يناير، ما يدل على أن دعم الشعب للإخوان سيعود قريبًا، وسيزداد أيضًا".
ولفتت الصحيفة إلى توجه النظام الحالي لقمع الآراء المعارضة، مع تدهور الأوضاع الأمنية؛ مشيرةً إلى مقتل 11 جنديًا في هجوم في شبه جزيرة سيناء الأسبوع الماضي، وقتل ضابط أمني كبير في القاهرة بالرصاص، ومن المرجح أن يزداد الوضع الأمني تأزمًا.
واعتقلت قوات الأمن الناشط السياسي علاء عبدالفتاح، وفضت قوات الشرطة بوحشية مظاهرات مناهضة للانقلاب في القاهرة، واعتقلت العشرات من النشطاء ، وحظرت الحكومة أي تجمع لأكثر من 10 أشخاص دون إذن رسمي، فضلاً عن تصويت لجنة الخمسين على المسودة النهائية للدستور التي تضمن استمرار هيمنة الجيش على مصر، وفقًا للصحيفة.
وفي الوقت ذاته، يسعى الجيش إلى بناء أساس أيديولوجي لحكمه، تقوم أركانه، كما حددها الباحث بمعهد هدسون الأمريكي سام تادروس، على النزعة القومية المفرطة وكراهية الأجانب ومعاداة أمريكا والترويج لنظريات المؤامرة والحديث عن الطابور الخامس، بحسب الصحيفة.
ولفتت الصحيفة إلى أن الدكتاتور حسني مبارك سمح بأن تزدهر مشاعر معاداة السامية ومعاداة أمريكا، باعتبارها وسيلة لصرف الغضب الشعبي عن حكمه، وقد يتكرر نفس الشيء مرة أخرى.
وأكدت الصحيفة أن استقرار مصر لن يأتي دون استعادة حقوق حرية التعبير والتجمع التي تبناها الشعب المصري منذ مطلع 2011، مشددة على ضرورة سعي الجيش للمصالحة مع الإسلاميين بدلاً من قمعهم.