زارني صديقا لي بعد أن تخرج من أحدا الجامعات الرومانية مهندسا مدنينا وبدافع الفضول قلت له اخبرني عن رومانيا " عاداتهم ," تقاليدهم " ثقافتهم لكنه اكتفى بسرد قصة واحده مفادها انه وذات يوم وبينما ونحن نسير في إحدى شوارع العاصمة وجدنا عامل نظافة يحمل مكنسة ويكنس الشارع بكل جد وتفاني فا استوقفناه قليلا وقدمنا له سيجارة على أن يتوقف عن العمل لحين الانتهاء من تدخينها لكن العامل اعتذر وبدئنا أنا وأصدقائي نلح علية بالقبول لكنه ازداد إصرارا على الرفض وعندما سئلناه عن سبب الرفض اخبرنا أن هذا الوقت ليس ملكه انه ملك العمل وانه حق رومانيا علية.
عندها عرفت سر تأخرنا عن العالم .... باختصار إننا لا نحترم وقت العمل فعلى سبيل المثال إذا كنت تعرف طبيب في احد المستشفيات وقصدته في خدمة فأنة على استعداد أن يترك القسم أو العيادة مخلفا ورائه جيشا من طوابير المرضى ينتظرون ساعات وساعات .
كم ... كانت معاملتنا تتوقف أيام واشهر وربما سنين من اجل توقيع لأحدى مسئولينا العظام فقد استغرقت معامله لي أكثر من سنة وعندما وصلت إلى المرحلة الأخيرة وهي توقيع معاليه دخلت إلى مكتبة الفخم وقابلتني سكرتيرته التي تشبه أميرات ألف ليلة وليلة وطلبت مني الجلوس كون معالية يشرب القهوة مع احد الضيوف وبدأت إنا والمراجعين ننتظر الساعة تلو الساعة والضيف يتفنن بالطلبات " قهوة " شاي" زنجبيل " سحلب " وأكاد اجزم أنة طلب ملوخية مع فاصوليا حمراء وأخيرا خرج الضيف ودخلت السكرتيرة لتخبرنا وهي مبتسمة أن معالية يعتذر كون مزاجه معكر شوي راجعونا بكره وعندما قالت بكره كنت أرى كلمت بكره وهي تخرج من فمها تشبه قنابل الملتوف المدمرة لأن بكره تعني لي " مئات الكيلو مترات " عطلة يوم عن العمل " صحوة قبل الفجر " مصاريف تنقلات .
كم ... من الوقت والمال يهدر في مشاريعنا الحكومية : اجتماعات " لجان فرعية " لجان رئيسية " لجان عليا" " لجان مركزية " غداء عمل " عشاء عمل" والنتيجة فشل المشروع كما هو الحال "مشرع الديسه "ومشروع الباص السريع على سبيل المثال .
أعطوني احتفالا واحدا حضره راعي الحفل بالوقت المحدد ضمن البرنامج المعد حتى بات التأخير برستيج وطني يحتذى .
لماذا قلدنا العالم الأول في كل شي " ربطات عنق " جينز " لبس قصير " واكس " ااعياد ميلاد " ولم نقلدهم في احترام الوقت .