للامارات وشعبها معزّة خاصة في نفسي تعود لعشرات السنين ولي فيها أقرباء وأصدقاء كثر من مختلف الجنسيات وأنا على تواصل مستمر معهم منذ عهد بعيد وقد زارني عدد منهم في مناسبة أو غير مناسبة فوددت مؤخرا أن أردّ لهم الزيارة لتتوافق مع احتفالات الشعب هناك بالعيد الوطني الثاني والأربعين لذكرى الاستقلال ..
واني أجزم دائما أن هناك تشابها وانسجاما كبيرين في السلوك الاجتماعي بين الشعبين الاماراتي والاردني اللذين تربطهما علاقات أخوية وروحانية مستمدة من تعاليم ديننا السمحة كذلك من العادات والتقاليد والقيم العربية الاصيلة .
وتعدّ العلاقات الأردنية الإمارتية نموذجاً متميزاً للعلاقات الأخوية العربية – العربية والتي تتسم بالقوة والرسوخ منذ نشأة دولة الإمارات وحتى يومنا هذا حيث تتميز بإرتكازها على مبادئ وأسس متينة تقوم على الإحترام المتبادل والمصالح المشتركة اذ تعمل قيادة البلدين الشقيقين بشكل مستمر على تنمية هذه العلاقات وتوطيدها على مختلف الصعد السياسية والإقتصادية والإجتماعية كما تتميز بقدرتها على التطور والتجدد المستمر في إطار التضامن العربي والتنسيق المستمر إزاء القضايا العربية والإقليمة والدولية التي تهم البلدين الشقيقين كقضية الجزر الثلاث ابوموسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى المحتلة من قبل إيران حيث يدعم الاردن مساعي دولة الإمارات لإستعادة حقوقها المشروعة في الجزر الثلاث .
ولا ينكر الأشقاء هناك أن للأردنيين شرف المشاركة في نهضة دولتهم وتطورها حيث ساهم أبناء الأردن في تطور مختلف المجالات خاصة التعليمية والصحية والإعلامية والعسكرية كما يرتبط الأردن والإمارات بالعديد من الإتفاقيات التي تهدف الى زيادة التعاون بين البلدين بما يخدم مصالحهما المشتركة ويعود بالنفع والخير على شعبيهما .
وحينما دعوت في ختام جولتي للامارات بعضا من الأشقاء لزيارتي في المملكة اعتذروا بحجة أن الاردن بلد ملتهب ولا يحبذون زيارته في الوقت الراهن بسبب تكرار المسيرات والاعتصامات وأعمال الشغب والاعتداءات على المؤسسات والجامعات وعلى الوافدين من طلاب وطالبات .. فقلت لهم تلك اشاعات صحفية مبالغ فيها وهي لا تتعدى سلوكيات تمارس من قبل أشخاص مجبولين أصلا على كراهيتهم لنعمة الأمن والأمان والاستقرار وهم لا يسرهم أن يقال بأن الاردن وشعبه بخير .. وعليه فنحن دائما ندعو لهم بالشفاء وبالهداية والصلاح والتحلي بالقناعة والشكر والثناء للخالق جلّ وعلا لما أسداهم من نعم وخيرات وبركات لعلهم يقنعون ويشكرون والله المستعان .