انطلاقا من حرص جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين حفظه الله ورعاه على وحدة أردننا الغالي، وايمانا مني بأهمية التطرق لهذا الموضوع مرارا وتكرارا أملا بأن يترسخ مفهومه الصحيح في اذهان شبابنا، فانني انتهز فرصة حلول هذة المناسبة الغالية على قلوب الأردنيين جميعا لأدعوا اخواني واخواتي من الجيل الصاعد الذين هم عماد مستقبل امتنا لضرورة الوعي بمبادىء الوحدة الوطنية الحقه والابتعاد عن كل ما من شأنه اضعاف هذه الروح او العبث بأمن وطننا الحبيب.
ان نظرنا بعين التمحص والدقة الى مقومات الوحدة الوطنية نجد انها تنحصر في أربع نقاط أساسية، اذا تمكن شبابنا من فهمها والايمان بها فستكون وحدتنا الوطنية اقرب الى الكمال منها الى الكلام والعبارات.
تاليا اورد اركان الوحدة الوطنية الأربعة – من وجهة نظري-:
1. الالتفاف حول القيادة الهاشمية الحكيمة والايمان المطلق بأن اولى اولويات قيادتنا هي تحقيق الأمن والأمان للمواطن الأردني وتوفير سبل العيش الكريم للجميع. ان ايماننا بقيادتنا هو المحرك الرئيسي لتفجير طاقاتنا الكامنة والتي ان احسنّا استغلالها سنتمكن من تحسين مستوى دخلنا وتحقيق الاكتفاء ناهيك عن حصر نسب البطالة والتقليل من نسبة الفقر في أردننا العزيز.
2. ليس علينا كمواطنين ان نلقي الحمل كاملا على عاتق القيادة والحكومة لنحصل على حياة مرفهه ورغيدة، انما علينا ان نكون الخط الداعم لجهود حكوماتنا المتعاقبة ولأفكار وسياسات قيادتنا الحكيمة حتى نتمكن يدا بيد من خلق جو يسوده التفاهم والحرص على المصلحة الوطنية باعتبارها اساس العيش الرغيد واساس الوحدة الوطنية الحقة التي هي مثار مقالتي هذه.
3. يجب علينا كمواطنين ان نتفهم جيدا انه لا يوجد انسان معصوم عن الخطأ وهذا شيء بطبيعة الانسان وفطرته وبالتالي ليس علينا ان نستّل سيوفنا ونشوه جسد حكوماتنا لأي خطأ... فالانسان بطبعه خطّاء وما هو صواب من وجهة نظر احدنا ليس بالضرورة صوابا من وجهة نظر الآخر، فعلينا الايمان بالنسبيّة في الآراء وعلينا ان نسلط الضوء بطريقة حضارية على الأخطاء الواقعة لتحجيمها وتعديلها ومنع وقوعها مرة اخرى او من شخص اخر لا لتضخيمها وتهويلها. لكن على وجه التأكيد لا اقصد الفساد والفاسدين فلا يجب التهاون بحق امتنا وحق شعبنا ولنجعل اولويتنا محاربة الفساد بكامل اشكالة وبمختلف احجامه فهو المستنزف الاول لموارد اردننا الحبيب وهذا امر لا يقبله غيور على رفعة ومنعة وطنه.
4. وجوب توعية شبابنا بمخاطر التعصب الأعمى للعشيرة أوالأصل أوالجنس أو الدين، فقد تربينا منذ نعومة اظفارنا على العيش بتناغم و انتماء مع مختلف اطياف شعبنا، فالشعب الاردني خليط متجانس من عدة اصول وعشائر واديان يعيشون تحت مظلة الانتماء للقيادة الهاشمية الغالية والوطن الأبي. وهنا نؤكد على ان كل من تسول له نفسه المساس بأمن وطننا او ثوابتنا الدستورية او قدسية قيادتنا سيكون هو الخاسر الأكبر حيث انه لا مجال للمساومة على مسلّماتنا ومعتقداتنا الثابتة. أيا كان من يحاول التعدي على ثوابتنا فسيكون بمثابة من يغرد خارج السرب واظنه جليا للجميع نهاية كل متآمر عديم الوطنية فلا مكان في اردننا للمتخاذلين ولناكري الجميل.
أختم مقالتي بخالص التضرع لله عز وجل أن يحفظ هذا البلد آمنا مباركا وأن يغدق علينا وعلى قيادتنا الحكيمة بوافر رضاه ونعمته وأن يوفق جلالة سيد البلاد لما فيه خير ونهضة أردننا الشامخ مؤكدة على صدق ولاء شعبنا وانتمائه لحادي المسيرة جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين حفظه الله ورعاه و كساه بثوب الصحة والعافية.
بقلم: م. ذكرى الدويري
26-5-2010
Zekra_dwairi@yahoo.com