منذ استقلال الأردن العظيم الذي حمل تباشير الخير للعرب والمسلمين وقادته الهاشميين الأطهار ينظرون لكافة قضايا أمتهم من منظاري الوطنية والقومية ، واللذين همّهم الهمّ الفلسطيني الذي يؤمنون بقداسته وبقدسه ومقدساته ، فيحملون ويتحملون العبء الأكبر منه دون مِنة أو كلل أو ملل ، وألامهم المعاناة الفلسطينية التي يستشعرونها ويقدمون الغالي والنفيس لإنهائها وللتخفيف من ويلاتها ، عبر تقديم كل الدعم للشعب الفلسطيني لنصرته وللتقليل من معاناته ، والذي تشهد عليه قوافل الخير المتواصلة التي لا تنتظر الصحفيين والفضائيات كغيرها من قوافل المساعدات الإعلامية لتصوير عبورها إلى أنحاء غزة والضفة الغربية بل لتلاقي مستحقيها ، وحكمتهم وموقفهم ضرورة إبراز الهوية الوطنية الفلسطينية بما يتوافق والمصلحة الوطنية العليا للشعب الفلسطيني ، وتقديم كل الدعم والتأييد لمنظمة التحرير الفلسطينية بصفتها الممثل الشرعي والوحيد له ، والعمل والمساعدة على إبعادها عن التجاذبات والخلافات التي تحيط بالقضية الفلسطينية ، بصفتها الرقم الصعب في تاريخ القضية وبحياة الفلسطينيين السياسية ، الآملين الوصول لكافة حقوقهم وثوابتهم عبر كل الوسائل والطرق التي كفلتها لهم المواثيق والشرائع والقوانين الدولية .
والأردن العظيم بقيادته الراشدة ، وبسياساته الحكيمة الرائدة ، وبعطاءاته السخية ، الكبير بشعبه وإمكانياته ، القوي بجيشه وقدراته وبإيمانه وإرادته ، دائما كان وما زال بطن العروبة الرحيم ورئتها ، وعقل الأمة الراجح المتزن ومتنفسها ، وقلبها النابض بالحياة ، الأنظف والأبيض من الثلج ، المتسع والمحب للجميع ، كان وما زال قِبلة الأمة وإمامها ، كيف لا ؟؟؟!!! ، وهو الوطن الواسع الكبير الذي إن ضاقت الأرض بما رحبت على إنسان في بلده، وجد بالأردن الفسحة الحقيقية لممارسة حياته وآراءه ونشاطاته السياسية بحرية تامة دون خوف من رقيب أو حسيب ، كيف لا ؟؟؟!!! ، وهو القيادة الهاشمية التي تحس وتسمع وتلبي حاجات شعبها وأمتها قبل أن تلفظ حاجاتها ، كيف لا ؟؟؟ !!! ، وهي دائما كانت وما زالت العاملة على تحقيق التلاحم والتكامل ووحدة الصف العربي عامة والفلسطيني خاصة ، كيف لا ؟؟؟ !!! ، وهو الشعب الأردني الوطني الصادق النصير المضياف ، الذي قسّم خبزه وطعامه مع شعب فلسطين بعد حدوث نكبته ، وما زال على عهده وموقفه يشاركه أيامه وحاجاته وإمكاناته بالسراء والضراء ، والذي يقدم المساعدة دائما لغيره من الشعوب المنكوبة مع حاجته وعوزه ، لأنه الغني بفكره وثقافته ودينه ، والكبير بتنشئته ومواقفه .
كيف لا ؟؟؟ !!! ، والأردن هو الجيش العربي الشهير والمحظوظ باسمه العربي ، الذي تجرد من إقليميته مع اعتزازه وفخره بها ، والعزيز بعقيدته الإسلامية الوسطية السمحى وافتخاره بها ، فهو الجيش المصطفوي المدافع عن الحق والدين ، والذي هو على جهوزية دائمة لنصرة قضايا شعبه وأمته وبالتأكيد لنصرة قضية فلسطين ، والذي هو على جهوزية دائمة لتقديم المساعدة لمحتاجيها في هذا العالم الفسيح ، وللفصل بين أبناءه المتخاصمين دون تمييز بين عرق أو جنس أو لون ، إذا طلب منه ذلك أو كُلّف بالمهمات من قادته أو من الأمم المتحدة التي تفخر به وبأخلاقه وبثقافته وبمسلكياته ، كما يفخر به العالم والعرب وكل شعبه وشعب فلسطين .
وهنا لا بد إلا وأن نقف ويقف كل العرب احتراما وإجلالا لقيادة الأردن الهاشمية الراشدة ، التي ومنذ استقلال الأردن الغالي وهي تقدم العون لشعب فلسطين وقيادته لمقاومة الإعتداءات الصهيونية بكافة الوسائل والطرق ، التي حاولت النيل من صمود شعبنا في الضفة الغربية ودرتها القدس العربية ، فها هي بطولات جيشنا العربي تشهد عليها القدس ومقدساتها وأرضها وحواريها ، جبالها وأقصاها ، مسجلة خالدة في اللّد والرملة والقدس واللطرون ، في باب الواد ونابلس والخليل وأرض جنين الأحرار ، وها هو أقصانا يشهد تضحية الملك المؤسس عبد الله الأول من أجل فلسطين .
وبمناسبة ذكرى استقلال الأردن الحبيب ، نتذكر كما التاريخ الذي كتب بأحرف من ذهب ونور ، تضحيات ومواقف جلالة المغفور له الملك العظيم الراحل الحسين بن طلال طيب الله ثراه ، من أجل حرية أرض وشعب فلسطين ، وفي هذه المناسبة التي نفتخر بها والعزيزة على قلوب شعبنا الفلسطيني كما كل الإردنيين النشامى والعرب وأحرار العالم ، نقف بكل إخلاص ووفاء خلف قيادة جلالة الملك عبد الله الثاني أطال الله عمره ، الذي يقدم كل الغالي والنفيس لصالح شعب وقضية فلسطين ، ويعمل ليل نهار على دعمها للوصول بالشعب الفلسطيني لغاياته وأهدافه وثوابته ، وبالتنسيق التام مع قيادته الشرعية وعلى رأسها الرئيس الفلسطيني الصابر الصامد المناضل محمود عباس ( أبو مازن ) .
وبهذه المناسبة الوطنية العزيزة ، يشرفني أن أرفع إلى المقام السامي لجلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه وللشعب الأردني الأصيل أحر التهاني وأخلصها ، سائلا العلي القدير أن يحفظ الأردن وشعبه وقيادته الحكيمة ، ويلفهم بعظيم رحمته ، أعادها علينا جميعا والأردن دائما بخير وتقدم وازدهار ، رافلا بثوب المجد والعز وبعباءة الأمن والأمان ، وشعبنا الفلسطيني نال حريته وكافة حقوقه وثوابته وأقام دولته الفلسطينية فوق أرضنا الفلسطينية الحبيبة وعاصمتها القدس .