زاد الاردن الاخباري -
من المتعارف عليه والمتفق عليه لدى جميع الشعوب الواعية ان نعمتان مجحودتان الصحة في الابدان والامن في الاوطان .
هكذا علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا ما نادى به ديننا العظيم دين الاسلام. والحرية هي حق الانسان في الاختيار فهي منحة إلهية وفطرة من الله عز وجل . وتعني الحرية الشخصية او الفردية وهذ ا ليس قيد من قيود الحرية بل هو ضابط يعني انك حر ولكن بما يعنيك انت .ولا يمكنك التعدي على حرية الاخرين لا بأفكارهم ولا بأرايهم ومن الضروري احترام الفكر والرأي والرأي الاخر. ولو التزم اي شخص لن تجد من احد يعتدي على الثاني بأسم الحرية فممارسة الحرية حق مشروع بحيث لا تتعارض مع القانون او ان تتعدى على حقوق الأخرين او تؤذيهم .
فببساطة صياغة الحرية بشكل ايجابي فحريتي مرتبطة بحرية الاخرين وتنتهي عندما تشك بأنها تلحق الضرر بهم
ولكن يجب علينا ان نتكلم في المنطق بعيدا عن العاطفة وحلو الكلام او بالعبارات الرنانة التي تزين لنا الحرية ونقول ماذا نستفيد من الحرية في مكان لا امان فيه لنفسك ولا لأهلك فليعلم الجميع ان من أولويات الحياة هي العيش الأمن في المكان الآمن الذي لا يوجد فيه جرائم ولا اضطرابات ولا حروب ولا خوف واسأل من عاش بتجربة الويلات والحسرات من فقد نعمة الامان كيف يشعر الان فجوابه سيكون لك بأن نعمة الامن لا تقدر بثمن ولا للحرية معنى .والفتنة اشد من القتل فلا تسيس الحرية لقتل مجتمع بمفهومك الخاطئ للحرية وعندما يؤثر الفرد بشكل سلبي على المجتمع بأسم الحرية الزائفه فيجب ان تكبح هذه الحرية بغطاء الحياء. ليس في كل الاوقات وليس في كل الظروف تصح الحرية وخاصة للذين لا يفهمون معناها ومن لا يفهمها يضر الاخرين اما من يفهمها فهو يعرف ان لها حدود لا تؤثر على مصلحة المجتمع بمعني ان الحرية لا تعني تخريب المحلات التجارية وتكسير المركبات ولا ضرب ولا شتم رجال الامن الساهرين على امن هذا البلد الطيب ولا التعدي على المواطنين وشتمهم ولا اغلاق الشوارع وتخريبها ولا التعدي على الدوائر الحكومية والمؤسسات والتي هي حق لكل مواطن ووجدت لخدمته ولا اشعال الاطارات التي اصبحت شائعة للتعبير عن الحرية الخاطئة فأنا اقول يجب على الفرد الذي لا يفهم معنى الحرية ان يتصالح مع ذاته ويبتعد عن ازدواجية المعايير النابعة من عدم الرضا عن الذات ويحترم المجتمع الذي يعيش فيه ويحافظ على امن وطنه ومقدراته ويحس بالمسؤولية الغيورة على المصلحة العامه
فحرية التعبير مطلوبة ولكن بمفهومها السليم والحقيقي .وكما قال الشاعر في التغزل بحب الوطن وحريته
أي القوافي ستفتح بابا للشعر كي يرقى إليك خطابا
أردن نبض القلب أنت الموطن يا موئل الأحرار شعبك مؤمن
الله يحمي أرضه وسماءه ويبارك النهر العظيم وماءه
بالأمن ينعم أهله وأناسه ويصونه جيش عزيز بأسه
يا موطني الأردن يا غالي الحمى لك ترخص الأرواح تفديك الدما
ملك تملك في النفوس هياما وعلا على عرش القلوب مقاما
ودمتم في نعمة الامن والامان في ظل قيادتنا الهاشمية الفذة العظيمة
بقلم : عبدالكريم محمد احمد القاضي