الأردن وتحدي مجلس الأمن

زاد الاردن الاخباري -

لقد أجمعت الأسرة الدولية في الأمم المتحدة على قبول ترشيح الأردن للمقعد غير الدائم في مجلس الأمن على أثر اعتذار المملكة العربية السعودية عن شغل المقعد بسبب استيائها من ما تعتبره عجزاً من جانب المنظمة الأممية عن تسوية الأزمات الكبرى.
ليست المرة الأولى التي يحصل فيها الأردن على مقعد غير دائم في مجلس الأمن فقد كانت المرات السابقة في ثمانينات وستينات القرن الماضي.
إن اختيار الأردن لهذه العضوية يرجع لإلتزامه في تطبيق مبادئ الأمم المتحدة إضافةً لمواقفه السياسية المتوازنة مع مختلف الدول خاصةً تلك التي تشهد صراعاتٍ فيما بينها.
ومن الأسباب الأخرى التي تدعم موقف الأردن والتي ساهمت في نجاحه ما تتمتع به من سمعة حسنة على صعيد المشاركة في قوات حفظ السلام وما تقوم به من مبادرات إغاثية لمناطق التوتر كإرسال مستشفيات ميدانية وغير ذلك من مساعدات.
تبوّأ الأردن لهذا الموقع المتقدم يوقع علىيه أعباء ومسوؤليات , فوجوده في مجلس الأمن يُحتم عليه أن يكون منبراً لخدمة قضايا الأردن والأمة العربية والإسلامية, كما يجب عليه ايضاً يبذل جهداً أكبر لتغيير وجهات النظر الدولية في مجلس الأمن خاصةً تلك التي تتعارض والمصالح العربية والإسلامية في القضايا المطروحة الأن وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والتي يجب أن يكون هناك دور أكثر فاعلية للأردن في تسليط الضوء عليها في ظل ما تقوم به إسرائيل من انتهاكات بحق الفلسطينيين ومقدساتهم.
تتجسد فاعلية تواجد الأردن في مجلس الأمن في هذه المرحلة عن طريق استغلاله لسياسته المعتدلة مع مختلف الأطراف ومتابعة الكثير من القضايا والتي هي على درجة كبيرة من الحساسية كتلك التي تشهد صراعاتٍ مذهبية كما هو الحال في سورية والعراق واليمن والتي أخذت صراعتها السياسية تصبح أكثر كارثية من خلال تحويلها إلى صراعات مذهبية وطائفية يمكن أن تؤدي إلى سيناريوهات لا تُحمد عُقباها في ظل التدخلات الخارجية بالتالي فالأردن يمكن أن يلعب دوراً هاماً في تحقيق التقارب بين مختلف الأطراف فعلاقاته المعتدلة مع الجميع قد تساعده في ذلك وقد يستطيع المساهمة في تحقيق الهدف الأول لمجلس الأمن وهو حفظ السلم والأمن الدوليين.
ومن جهةٍ أخر فمن الصعوبات التي تواجه الأردن في المرحلة القادمة قدرته على الاستمرار في نهجه السياسي االوسطي والمعتدل مع مختلف الأطراف ذلك لأن في العلاقات الدولية من الصعب التزام الوسطية والحياد عند التواجد في غرف صنع القرار, لذلك فالأردن ستواجه صعوبة كبيرة في الحفاظ على التوازن في علاقاته الدولية, كما أنه سيوضع تحت البمجهر الدولي في العديد من المجالات خاصةً تلك المتعلقة بالحريات وحقوق الأنسان بالتالي فعليه أن يقدم المزيد في هذا الجانب لكسب المزيد من الحشد والتأييد في المحافل الدولية.
وفي نهاية المطاف فإن هذه المرحلة الحرجة توقع على الأردن مسؤوليات وتمنحه في الوقت نفسه الفرصة لإيصال رسالته إلى العالم وتحقيق مصالحه وحل مشكلاته خاصة الاقتصادية منها.

فاتن سليمان