المواطن طفح به الكيل وأضحى كلّ شيء فوق طاقته و (طاقيّته) فالنّاس أُنهكت وضجرت ممّا تشاهد وتسمع كل ليلة وكل يوم في الفضائيّات والشّوارع والبيوت والمكاتب إذ لا أحد كان يتوقع حدوثه حتى أكثر المتشائمين وخصوصاً في الأردن.
غالبية المسئولين المصنوعين والعكّاكين المترزّقين قد أفسدوا يوم المواطن وعيشته، وكلّما توقع منهم خطوة إالى الأمام...؛ جرّوه ألف خطوة للخلف دون عذرٍ أو مُبرّر... (هيك فنقره) فالمعاناة والشّكوى لم تعد قصراً على المزارعين والعمال أو على من كنّا نقول عنهم (عَ البركه)...؛ بل الطبيب، التّاجر، المحاسب، المهندس، أساتذة الجامعات...فالكلّ يبكي الطّفر و (قلّة الزّفر) جنباً إلى جنب مع الإكتئاب والحيرة...، ولا تجد على ألسنتهم إلّا قولهم: (الله يجيرنا من بكره)؟ فعلاً...؛ اللهم أجرنا من بكره...!
المواطن مصدوماً بنخبته وأشباحه السياسية والثقافية والإعلامية حينما إكتشف وبعلم الجميع بأنّها الآن تعجز مجتمعة عن إنقاذ روح (صوص) من إنفلونزا الطيور أو منع غشٍ وتسريب في إمتحان ثانويّة، أو حلّ مشكلة مواصلات قائمة منذ سنوات لطلّاب جامعة هنا أو هناك...! فأغلب هذه (النُّخمه) إمّا (جوز مسرّب) جاهل لا يعلم أو يعي خطورة المرحلة التي يعيشها البلد، أو أنّه يعقد وعاقد في قلبه النّيّة السّيئة ولا يبحث إلّا عن مصلحته ومصلحة أحبابه وأنسبائه، فالمهم هو أن يكسب (والله لا يرد حدا)...! تصوّر روح (صوص) يعجزون مجتمعين عن إنقاذه فما بالك بروح مواطن؟! (يا ملّى نخبه...، هاي تُخمه مش نخبه)!
أغلب الأردنييّن حسب بعض الأطباء يعانون الآن من متلازمة ضيق التنفس في السنوات الثّلاث الأخيرة، وليس بسبب عضوي حيث أن نتائج الفحص الطبي غالباً ما تعطي (أربعه جيّد) للقلب والتّنفس لديهم، ولكنه بسبب توتّرهم العصبي النفسي الذي يظهر عليهم إكتئاباً وقلقاً وخوفا، ويعلمون من هم الذين تسبّبوا بذلك؛ إنّهم أولئك الطّفوليين المتطفّلين الذين أداروهم ويديرونهم (فلخبطوا البلد وقلبوها على رأس اللي خلّفوهم وليس لهم سوى أن يلدّو ويغصّوا).
يصحو الأردني كل يوم ليدعو فقط أن يستر الله عليه وعلى أهله في الدنيا والآخرة ويجنّبه شرّ بني آدم (مش طالب إشي... ول بس ستيره)! خائف، وجل، متوجس ومضطرب ولا يعلم ممّن ولماذا...، فقط مسطول بدون فوووول...، غم وهم، قتل... سرقة... إغتصاب وإعتداء وإساءه... فساد... حوادث مميتة... ، إختناق وغرق...، أمراض وموت....، فلا أمل عنده في (بكره) من خلال خبراته الأليمة التي خبرها ويخبرها من تيّار سياسي تّنفيذي وتّشريعي مُسقطاً في نظر الجميع نظريّاً وعمليّاً، ولا يزال للأسف مصرّاً وملحّاً هذا التيارعلى التواجد القسري وتكدير حياتنا ونزع عيشتنا...!
وباختصار شديد جدّاً ومن أول السطر وآخره...؛ (بطلت تفرق) تأهل المنتخب للبرازيل أم لم يتأهل، أو أصبح الأردن عضو (محمول أو خداج) في الأمم المتحده أم لم يُصبح! فقط ما يهمّ الأرْدني الآن هو لقمة عيش ولحظة أمن وأمان وبارقة أمل ليس (لبكره) وإنّما (بس لتالي النّهار)...، وعلى علمي في ذلك مدلولات كثيره وخطيرة وخصوصاً عندما يحدث هذا لأعزاء كرماء وأقل ما يُقال فيهم أنهم قادة وجنود معركة الكرامة (معركة العرب والمسلمين)...، فأنّى تستقيم هذه مع تلك؟! إنّه لا يُصدّق بل لا يستقيم لا عند مسلم ولا عند غيره...!
ولأزيد في فرحك وتفاؤلك رغم ما ذقته معي من طعم أولى ثمرات نموهم المرّة...؛ أؤكد لك أنا والمسئولون والرجال بلا أعمال (القبعة بالرّبعه) بأنّ إقتصادنا ممتاز ومعدلات نموّه رائعه...، وأنّ هناك ثمرات نمو أخرى كثيرة (ببذره وبدون بذره) ولم تسقط على رأسك لهذه اللحظة...(فخلّيك جاهز) لتشعر بها أو لتلتقطها في أيّ لحظة فالعرض مفتوح وللأرْدنيين فقط..! د. صالح سالم الخوالدة