أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
كيف انهارت مفاوضات الرهائن - الهدنة في غزة؟ الملك وزعماء 9 دول في جنوب أوروبا للتوصل إلى سبل تهدئة الأزمة في الشرق الأوسط لازاريني: التخلص من الوكالة يكاد يكون من أهداف الحرب نقل مباراة المنتخب الوطني لكرة السلة ضد نظيره العراقي إلى عمّان 4 مجازر يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة خلال 24 ساعة الماضية مباريات اليوم والقنوات الناقلة الأمير فيصل يؤدي اليمين الدستورية نائباً للملك ميقاتي: حزب الله موافق على تطبيق القرار الأممي 1701 حزب الله يعلن استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية في حيفا بالمسيرات الكرملين: بوتين يبدأ زيارة إلى تركمانستان هاريس: هناك حاجة للتهدئة في الشرق الأوسط بلينكن: على الدولة اللبنانية "تولي زمام المسؤولية" إقامة مهرجان سنوي للتسوق في عمان اعتبارا من صيف العام المقبل صندوق النقد والحكومة يتوصلان إلى اتفاق بشأن المراجعة الثانية للاقتصاد الأردني أسعار الذهب ترتفع لكنها تتجه لتكبد خسائر أسبوعية طفيفة أسعار النفط في طريقها لتحقيق ثاني مكاسب أسبوعية على التوالي المجلس الأوروبي: استهداف إسرائيل القوة الدولية في جنوب لبنان "غير مقبول" شهداء وجرحى بقصف إسرائيلي على منازل في جباليا البلد الأردن .. تقدم بطيء بتراجع نسب زواج القاصرين ولي العهد يعيد نشر مقال للأمير الحسن بن طلال
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام عرب الاسكندرونه .. انتم على حق

عرب الاسكندرونه .. انتم على حق

11-12-2013 11:17 AM

بسبب ما كان يتداوله معظم الناس عمّا يعانيه سكان لواء الاسكندرونه _ خاصة الأقلية العربية منهم _ من سياسة القمع الثقافي واللغوي والعرقي الذي تمارسه تركيا عليهم .. فقد كلفتني احدى المطبوعات عام 1980 م لأن أقوم بمهمة صحفية سرية الى ذلك الاقليم لاستطلاع آراء وهموم المواطنين العرب هناك والوقوف على مدى رغبتهم بالعودة الى الحكم العربي كما كانوا عليه قبل الاحتلال التركي في الرابع من تموز من عام 1938م وجدية استعادة هويتهم العربية التي تعرضت للطمس والتهميش .. كانت المهمة سرية كما أسلفت واني لا زلت حتى الآن أحمد الله على عودتي سالما لأنها كانت بحق مغامرة في ذلك الزمان وفي تلك الأحوال وهي أشبه بمغامرة مثيرة قمت بها في الثمانينات الى مضيق هرمز والجزر الاماراتية المحتلة من قبل ايران ..

ومن هنا بدأت الرحلة بالتوجه برا من دمشق الى حلب فأضنه وأنطاكيه ووصولا الى لواء الاسكندرونه الذي يطل على البحر الابيض المتوسط ويتحكم موقعه الاستراتيجي الهام بمدخل سوريا عند باب الهوى . في مدينة الاسكندرونه المزدانة بناياتها بالقرميد والحجر الأبيض ترى الناس فيها يختلفون عن كل شعوب الأرض لا تسمع فيها صوتا لبني آدم .. فكل شخصبن كانا يتوجهان عصرا الى الشاطئ فيجلسان أو يتمشيان من غير ثالث لهما وتراهما يتجاذبان الحديث بهمس بحيث تكاد لا تسمع لهما نبرة صوت ..

في ذلك العام كان قانون الدولة هناك يحظر على السكان الخروج من بيوتهم بعد العاشرة ليلا حيث لاحظتهم يتابعون عقارب الساعة لتكون نهاية العودة الى منازلهم قبل موعد نفاذ منع التجول .. كان صمت الناس هناك يشكل لي تعكيرا وتعطيلا لمهمتي وكانوا في الأسواق وعلى الكورنيش لا يمنحوني الزمن الكافي من وقتهم للرد على أي استفسار فهم حذرون الى أقصى درجات الحذر ومن الصعب أن تعرف بماذا يفكر الواحد منهم .. أكثرت حينها من السؤال والبحث عن العرب فكانت الأغلبية الأجنبية تعزف عن الاجابة الا القليل منهم أرشدوني الى بعض العائلات العربية ..

فزرت عددا منها والتقيت من غير علم السلطات كثيرا من أفرادها – آباء وأمهات وشباب وبنات كان الكبار فقط يجيدون اللغة العربية ويترجمون بيني وبين الشبان غير المتحمسين أصلا لتعلم لغة الآباء والأجداد .. فالكبار لا زال لديهم بقايا حنين لتاريخهم وقوميتهم وأما الشباب فقد تمّ تتريكهم بالكامل وهم يرفضون بشكل قاطع أية اشارة لموضوع العودة للحكم العربي .. لا بل يصرّون على أن الأحوال السياسية الآنية والمستقبلية في البلدان العربية وحالة عدم الاستقرار السائدة فيها لا تشجعهم على التفكير لحظة واحدة بالعودة الى العروبة .. والآن وبعد 33 عاما على تلك المهمة وفي خضم المواجهات الدامية والاقتتال العربي العربي الدائر على الأراضي السورية أدركت صدق نبوءة أهل الاسكندرونه وحصافة رأيهم وسلامة تفكيرهم ووعيهم وادراكهم لمستقبلهم .. فهم كما شرحوا لي مرتاحون في اقامتهم وفي أعمالهم والدولة التركية توفر لهم كل حقوق المواطنة وكافة وسائل الراحة والاستجمام كما أنهم حسب أقوالهم في غنى عن المشاكل الرائجة في الوطن العربي وفي سوريا بالذات ..

أمضيت عدة أيام في الاسكندرونه لعلي أحصل على اجابات تحقق هدفي وتساعد على نجاح تقريري فلم أوفق .. وعلى الرعم أني كتبت وقرأت وأذعت على مدى 40 عاما مئات التقارير في مختلف الوسائل الاعلامية المقروءة والمسموعة والمرئية التي عملت فيها الا أن ذلك التقرير الذي كلفني جهدا ومشقة سفر مضنية أحبطني كثيرا مما اضطررت الى تغيير المسار واعداد تقارير أخرى بديلة لا شأن لها بالسياسة .. وخلاصة ما توصلت اليه الآن أن العرب من أهالي الاسكندرونه كانوا محقين في رأيهم بعدم العودة الى الحكم العربي .. فلو ركبوا رؤوسهم وتمردوا على الدولة التركية وغادروا اقليمهم عائدين الى سوريا لأصبحوا الآن مشتتين ولاجئين يبحثون عن لقمة العيش ويفتقدون لنعمة الأمن والأمان التي يستمتعون بها الآن .





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع