أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الملك يعود إلى أرض الوطن الأغوار الشمالية: فتح طرق في الأحراج لحمايتها من الحرائق انطلاق فعالية مسير درب الأردن الوطني 2024 التعادل يحسم مواجهة الفيصلي والسلط في الدرع مسؤول إسرائيلي: الرد على إيران لا يزال قيد التخطيط الأردن يدين هجوما إسرائيليا في جنوب لبنان أدى لاستشهاد جنديين بنك عراقي ينجح بالحجز على أموال بالأردن لرجل أعمال الملك يلتقي الرئيسين القبرصي والفرنسي ورؤساء وزراء إيطاليا واليونان وسلوفينيا ومالطا استشهاد جنديّين في الجيش اللبناني القبة الحديدية تفشل باعتراض صواريخ لبنانية حملة لإزالة الاعتداءات على الطرق والأرصفة بمناطق حيوية ايدون نقل مباراة الأردن والعراق إلى عمَّان بتصفيات آسيا لكرة السلة. كنعان: انتهاكات إسرائيل ضد المؤسسات الدولية امعان في إنكار الشرعية الدولية يديعوت أحرونوت: 80 صاروخا أطلقت بالرشقة الأخيرة من لبنان الجيش الإسرائيلي: اعترضنا عددا من صواريخ حزب الله اليونيفيل: الهجوم على جنود حفظ السلام يشكل انتهاكا خطيرا للقانون الإنساني الدولي الملك يدعو لاستجابة فورية للكارثة الإنسانية في غزة فصل مبرمج للتيار الكهربائي عن مناطق في إربد وجرش غدا فرنسا تستدعي السفير الإسرائيلي بعد إطلاق النار على بعثة اليونيفيل في لبنان الاقتصاد البريطاني يعود إلى النمو في آب بعد شهرين من الركود
الصفحة الرئيسية ملفات ساخنة ناقل البحرين .. من فكرة استعمارية الى ضرورة...

ناقل البحرين .. من فكرة استعمارية الى ضرورة اقليمية وبيئية !

12-12-2013 12:05 PM

زاد الاردن الاخباري -

بتوقيع وزير المياه والري الدكتور حازم الناصر في العاصمة الامريكية واشنطن مع الجانبين: الفلسطيني والاسرائيلي، مذكرة تفاهم لتنفيذ المرحلة الاولى من مشروع ناقل البحرين الاحمر والميت، تبدأ الخطوات التنفيذية لتحويل المشروع الذي بدأ عام 1850 كفكرة استعمارية بريطانية بحفر قناة تصل الاحمر بالمتوسط من خلال البحر الميت للرد على المشروع الفرنسي بحفر قناة السويس. ليصبح اليوم ضرورة اقليمية وبيئية ويسعى العالم اجمع للمساهمة في تنفيذ الفكرة بعد تحويلها من قناة الى ناقل مفتوحة ومحدودة ومواسير مغلقة.

ففي منتصف القرن التاسع عشر وبالتحديد عام 1850 اقترح الكابتن البريطاني وليام ألن الفكرة بحيث تربط القناة خليج عكا بغور الاردن في منطقة بيسان. وسبب الفكرة هو نجاح الفرنسيين في البدء بتنفيذ قناة السويس التي تربط البحر الاحمر بالمتوسط. وكان تفكيرهم في القناة ان تكون مجرى للملاحة يربط المتوسط بالبحر الاحمر ولم يهدأ الانجليز الا بعد ان استولوا على قناة السويس سنة 1875م عندما اشتروا نصيب مصر في اسهم القناة من الخديوي اسماعيل ب 4 ملايين جنيه استرليني انذاك.

ثم تسلمت الصهيونية العالمية الموضوع وخرجت عدة افكار حول انشاء هذه القناة.

ففي سنة 1904 فكرت الحركة الصهيونية في ايجاد وطن قومي لليهود في فلسطين وبدأت باعداد الدراسات لاقناع اليهود بترك دولهم والرحيل الى فلسطين وكلفت الحركة الصهيونية علماء لدراسة كيف تستوعب فلسطين 4 ملايين يهودي فوجدوا ان موارد المياه في فلسطين محصورة بالشمال وبالمقابل صحراء واسعة بالجنوب، لذلك لا بد من نقل المياه من الشمال الى الجنوب فبدأت الدراسات لتحقيق هذا الحلم فجاء العالم اليهودي لورد ميلك ووضع الفكرة وشكل فريقاً والف كتابا باوائل الاربعينيات سماه فلسطين ارض الميعاد واقترح فيه نقل المياه من نهر الاردن لصحراء النقب.

واقترح بديلا لتغذية البحر الميت من مياه نهر الاردن التي سيتم جرها لصحراء النقب بحفر قناة من البحر الابيض المتوسط عبر منطقة بيسان الى الميت، وتبنت الوكالة اليهودية الفكرة . الا ان المشروع لم ينفذ لعدة اسباب اهمها بعد المسافة عن البحر الميت وطبيعة طبوغرافية المنطقة وارتفاع التكاليف.

وفي عام 1951 وضعت اسرائيل خطة التنمية الشاملة التي تضمنت تجفيف بحيرة الحولة، ومن ثم تحويل مياه نهرالاردن العلوي في ناقل لضخ وجر المياه الى صحراء النقب. وبدأت الدراسات لنقل المياه وكلفت الحكومة الاسرائيلية الامريكي كوتون ومجموعة من العلماء الامريكيين الاخرين لاجراء الدراسات اللازمة لتحقيق ذلك وبتمويل من التعويضات الالمانية ومن الحكومة الامريكية.

وفي عام 1954 فشل المشروع الاسرائيلي في تنفيذ مآخذ المياه لنقل مياه نهر الاردن عن جسر بنات يعقوب وهو الجسر الذي يربط فلسطين بسورية وتم اختيار هذه المنطقة لعذوبة المياه فيها ونسبة الملوحة محددة ونوعية المياه فيها لاتحتاج لمعالجة وارتفاعها مناسب، الا ان سورية قصفت موقع التحويل عدة مرات واشتكت للامم المتحدة ونقل وزير الخارجية الامريكية انذاك فوستر دالاس موقع التحويل الى الطرف الشمالي الغربي لبحيرة طبريا عند نقطة( الطابغة ) والتهديد بوقف المساعدات عن اسرائيل مما اضطر اسرائيل الى نقل موقع التحويل ، وبالوقت نفسه قامت اسرائيل بانشاء قناة بيسان لنقل مياه نهر الاردن لري السهول والمرتفعات المحيطة بمدينة بيسان وبدأ تنفيذ تحويل مياه نهر الاردن الى النقب.

ومن الجدير بالذكر ان حاييم وايزمن حاول في عام 1919 اقناع الانجليز والفرنسيين في مؤتمر فرساي بتوسيع حدود فلسطين شمالاً لتشمل جميع منابع نهر الاردن.

في الفترة 1954 – 1958 بدأ اليهود بالبحث عن توفير التمويل اللازم للمشروع الذي كان يواجه معارضة دوليه اضافة الى ما واجهته اسرائيل من اشتباكات عسكرية بتلك المنطقة.

وفي 5 ايار عام 1964 وصلت المياه الى المنطقة الشرقية من تل ابيب وتم التفكير بمد قناة البحرين ( المتوسط – الميت ).

وانطلقت الفكرة الاردنية بإقامة مشروع قناة البحرين (الاحمر – الميت) اعتراضا على مشروع اسرائيلي الذي بدأ الترويج له عالمياً أواخر السبعينيات لحفر قناة بالقرب من قطاع غزة على البحر الابيض المتوسط تصل الى الميت.

وجاء الرد الاردني من ان الاردن له نصف البحر الميت حسب الاتفاقيات الدولية ولا يجوز تنفيذ مشروعات من دون اخذ وجهة نظره ، فبدأ الاردن اجراء دراسات سنة 1979 لتنفيذ قناة تربط البحر الاحمر بالبحر الميت وكلف شركة هارزا الامريكية بإجراء الدراسات لتنفيذ المشروع.

وعند تناول فكرة احياء ناقل البحرين (الاحمر ، الميت ) يتشابك الشأن السياسي والاقتصادي والاستراتيجي. فبعد توقيع معاهدة السلام الاردنية الاسرائيلية عام 1994تشكلت لجنة ثلاثية اردنية اسرائيلية امريكية وبمشاركة من البنك الدولي من أجل بلورة مشروع قناة البحرالاحمر، الميت ، حيث بينت الدراسة ملامح الامكانات الفنية والاقتصادية لهذا المشروع . والبعد البيئي للمشروع بتكلفة 15 مليون دولار وبتمويل من البنك الدولي.

ولم تأخذ ابعادها الجدية الا بعد توقيع الاردن معاهدة السلام مع اسرائيل في عام 1994، ومن هنا تم ربط المشروع بمشروعات السلام مع اسرائيل بهدف دمج اسرائيل مع دول المنطقة وتوطيد العلاقات بين الشعوب من خلال هذه المشروعات.

فالمشروع من وجهة نظر الاردن هو ضرورة استراتيجية لتحقيق عدة اهداف اهمها اعادة البحر الى منسوبه وسعته السابقة، وحل مشكلة نقص المياه في الاردن الذي يعد من افقر ثلاث دول في العالم بالمياه، اضافة الى الحصول على الطاقة الكهرومائية.

اما الجانب البيئي فبعد انحسار مصادر المياه التي تغذي البحر الميت سنويا وتناقصها من حوالي 1400 مليون متر مكعب بالسنة الى ما لايقل عن 200 مليون متر مكعب بالسنة ادى الى تسارع في انخفاض منسوبه الى عشرات الامتار خلال العقود الخمسة عقودالماضية وتقلص مساحة حوضه من الف كيلو متر مربع الى اقل من 750 كيلو مترا مربعا الامر الذي رتب على ظاهرة الانحسار هذه الى هبوطا في الاراضي المشاطئة له ، وتقلص الفوائد المرجوة منه وخاصة الثروة المعدنية والسياحية العلاجية جعل الكثير من المعنيين يبحثون عن الوسائل الممكنة لرفد البحر بمياه تعيده الى منسوبه في اربعينيات القرن الماضي وما يرافق ذلك من فوائد اخرى ولتجنب سلبيات انحسار هذا البحر المغلق العظيم فكان مشروع الناقل هو الحل.

العرب اليوم





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع