أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
رسمياً .. سعيد رئيساَ لتونس لعهدة ثانية كشف النقاب عن الفائز بجائزة نوبل للسلام 2024 إن بي سي: إسرائيل ضيّقت خياراتها للرد على إيران 16 قتيلا بإعصار ميلتون وبايدن يقدر الخسائر بـ50 مليار دولار حزب الله يوجه تحذيرا للمستوطنين في الشمال مسؤول في حزب الله: المعركة في بدايتها استطلاع: توقف صعود معسكر نتنياهو وبينيت قد يكون الأقوى بإسرائيل كوريا الشمالية توجه "إنذار نهائيا" لجارتها الجنوبية بشأن "استفزازات" المسيّرات الآلاف يتظاهرون في العراق والمغرب دعما لغزة ولبنان تركيا تندد بالهجمات الإسرائيلية على قوة اليونيفيل في لبنان سلطة المياه الفلسطينية: إدخال كمية محدودة من الوقود لمدينة غزة بايدن يدعو إسرائيل إلى الكف عن إطلاق النار على قوة اليونيفيل في جنوب لبنان الأمم المتحدة: حملة التطعيم الجديدة ضد شلل الأطفال في غزة ستكون "أكثر تعقيدا" وزير الدفاع الأميركي يحث إسرائيل على ضمان سلامة قوات اليونيفيل في لبنان ارتفاع الرقم القياسي العام لأسعار أسهم بورصة عمان اغتيل إلى جانب نصرالله .. العثور على جثة اللواء عباس نيلفروشان ماكرون: وقف تصدير الأسلحة الرافعة الوحيدة لوضع النزاعات مقرب من نتنياهو: إسرائيل تنوي ضرب مواقع سرية لا تتخيلها إيران الأسهم الأوروبية تنهي أسبوعاً متقلباً على ارتفاع إسبانيا تدعو العالم إلى وقف بيع الأسلحة لإسرائيل
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام الأردن متناقضات الحكم والسياسة

الأردن متناقضات الحكم والسياسة

14-12-2013 02:50 PM

نتمنى من كل قلوبنا أن نصدق - لمرة واحدة - ما يُعْلَن عنه من مبادرات، ومِن لجان تُشكل، ومبادرات تُطلق لتصويب الأوضاع، ووقف الاستنزاف الإداري والمالي في كل المجالات، والسعي لتحقيق الإصلاح الأبيض الهادئ لجسد النظام المنهوك!!
في هذه الأجواء المأزومة والمحتقنة في كل شيء: في الذهن المرهق، والبطن الخاوي، والجيب المخزوم المتهتِّك، تنطلق منظومة النزاهة، وبالأيدي المتَّهمة في عيون أكثرية الناس، لتحقق لهم الحلم بالوطن الجميل، والمستقبل المشرق.، تماما كما في لجنة كتابة الدستور المصري التي عينها السيسي لتنقذ مصر من الإخوان شبرا بشبر وذراعا بذراع!!
ملفات الفساد الكبرى جميعها أغلقت، وأمِن مُرتكبوها، وفي كل يوم ينكشف الغطاء عن فضيحة أخرى، تُنسي أختها التي سبقتها، وما صفقة الحرير منّا ببعيد !! ومنظومة النزاهة العتيدة تتبختر فخرا، ورُبّما كان في زفّتها بعض أقطاب الفساد ، الذين صاغوا عقدها، وقنّنوه وحصّنوه!!
في الحياة السياسية نُعلن عن الشفافية، ونتبنّى الديمقراطية خيارا، ونُجبرُ المقبولين في الجامعات، تحت بند المكرمات والهبات والكوتات، على التوقيع على تعهد بعدم الانتظام في أي تيار سياسي: حزبا كان أو جماعة أو هيئة؛ لأنها متّهمة بإفساد عقول الشباب، وتهدد الأمن، وليس لها ولاء وانتماء للوطن وأهله !!
نتكلم عن الوحدة والوطنية، ونُفجِّر الوضع مع صافرة البداية، ومع أول "فاول" يرتكبه لاعب بحق زميله، ولا ينال عليه البطاقة الحمراء على لغة "ما يطلبه المشجعون"، وبالتنبش نكتشف أن الحركة ملعوبة أمنيا، أو سياسية بخبث وغباء!!
نرفع المحروقات في كل شهر تقريبا بمعدل خمسة إلى عشرة قروش للصنف، ثم نُبشر المواطن بأننا رحمة به، وتحقيقا لمبدأ النزاهة، قد خفّضناها "تعريفة" نصفَ قرش بالتمام والكمال، لكي ينعمَ أولادنا بشتاء دافئ !!
نتكلم عن نعمة الأمن والأمان، وإعلامنا الموضوعي، يُفَطِّرُ المواطن على الأولى، ويُعشّيه على الأخرى، ثم ينام ليصحوا على سيارته مسروقة، أو ابنته المقتولة في مجمع للحافلات، وهي في طريقها إلى الجامعة، أو ابنه المصاب بعشر غرز في رأسه، في طوشة عشائرية، في جامعة حكومية أو أهلية، والجهات التنفيذية والأمنية ترغي وتزبد، ثم تكون على رأس جاهةٍ مُشكلة من رؤساء وزارات ووزراء، ونواب مسلّحين، لطبطبة الموضوع، بفنجان قهوة، وبوسة لحية، وصُرَّة في الجيب، تأتي من الغيب، مكافأة على لفلفة الموضوع!!
خطابنا السياسي ليس لونا واحدا، وليته كان بشعبتين فقط، كبعض الألسنة: لسانٌ للخارج وآخر للداخل، ولكن لسانَ الداخل - للأسف - صار بمئة شعبة، ليناسب الحال أو الطبقة أو الفصيلة التي يوجّه إليها الخطاب!!
نتكلم عن حرية سقفها السماء، ونَعِدُ بحياة ديمقراطية لا نظير لها في المنطقة، ونضيقُ ذرعا بمئات المتظاهرين ونصفهم بأقذع الأوصاف، وهم نخُب وطنية محترمة، ونعتقل النشطاء المطالبين بالحريات، لأنهم يرفعون شعار مجزرة القرن، شعار رابعة، بتهمة إساء العلاقة مع دولة مجاورة، ونحن من قبلهم، قد طرنا على جناح السرعة لنلإبارك انقلابا دمويا بشعا، على قيم الإنسانية، قام ليلغي الهيئة المنتخبة الشرعية، ويعيد تعيين الدولة البولسية على أنقاضها من جديد!!
نقبل بالمقعد غير الدائم في مجلس الأمن بعد أن رفضته السعودية، وهي الخاضع الأكبر للسياسية الدولية والأمريكية خاصة، احتجاجا على سياستها غير المنصفة في المنطقة ، لنبارك نحن هذه السياسة بقبوله ، وندين بذلك أنفسنا وأشقاءنا، إلا إذا كانت هذه الخطوة بترتيب مع السعودية نفسها، وبعلم الأمريكان، ليتسنى للأولى ترميم صورتها أمام جماهير الأمة الإسلامية، خاصة بعد موقفها المشين من الشرعية في مصر !!
وأخير نعطي لإسرائيل الحق بسرقة ثروات الشعب الأردني والفلسطني في البحر الميت، بتمرير مشروع ربطه بالبحر الأحمر، لأننا ضمن الإمكانات وموازين القوى، لن نأخذ من الجمل إلا أذنه، وستظفر إسرائيل بحصة الأسد في هذه الاتفاقية غير المتكافئة، ولا المُوفّقة، لا في توقيتها ولا في شروطها المعلنة وغير المعلنة !!
يا قوم رجاءً، قولوا لنا شيئا مقنعا، جاملونا ولو مرة واحدة !! ولو من بُعد الشكل، ومراعاة المشاعر!!
بَدِّلوا الوجوه التي تتناوب على إنتاج مصائبنا !! أقنعونا .. جرّبوا أن تفعلوا هذا مرة في حياتنا !!
إذ كيف لهذه الوجوه وهذه المنظومة، أن تنتج لنا منظومة للنزاهة، وترعاها، إلا إذا كانت نُسخة عن فرقة الـ " هِشِّك هشِّك" التي أنتجت الدَّستور السيسي في مصر!!
أنتم - للأسف - لا تملكون الجرأة لتفعلوا شيئا مما نقترحه عليكم، بل لا رغبة عندكم أصلا لتجربوا مثل هذه الخطوة، مع أنها وحدها هي التي يمكن لها أن تعيد بقيّة من أملٍ، في أن الوضع في الأردن ممكن أن ينصلح حاله بشكل آمن، وبدون كارثة!!!


A_dooory@yahoo.com
10/12/2013م





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع