أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
السبت .. أجواء خريفية لطيفة بصمة تكشف جريمة قتل في الرمثا بعد محاولة تمويهها كانتحار «حتى لا نندم»… «نمو وتزايد» أدبيات الاستيطان في تهديد الأردن: «بي بي سي» تلتحق والشبكات العبرية تخصص «ساعات بث» عن «الضفة الشرقية» عشرات الشهداء والجرحى بقصف 4 منازل مأهولة في جباليا (شاهد) رئيس نيكاراغوا يأمر بقطع العلاقات مع إسرائيل الاحتلال يعترف بمقتل 32 إسرائيليا منذ بداية الشهر ولي العهد يعيد نشر مقال لسمو الأمير الحسن بن طلال إن بي سي: إسرائيل ضيّقت خياراتها للرد على إيران المرتفع الجوي السيبيري يُعيد بناء نفسه فهل يُنذر ذلك بقرب موجات البرد؟ 16 قتيلا بإعصار ميلتون وبايدن يقدر الخسائر بـ50 مليار دولار عاصفة رعدية وأمطار غزيرة في مكة - فيديو الأميرة دانا فراس: أهمية مراعاة المواقع الأثرية والتاريخية في المدن الذكية حزب الله يوجه تحذيرا للمستوطنين في الشمال هجوم بالطيران المسير على "تل أبيب" .. القبة تفشل في الاعتراض (شاهد) مسؤول في حزب الله: المعركة في بدايتها استطلاع: توقف صعود معسكر نتنياهو وبينيت قد يكون الأقوى بإسرائيل كوريا الشمالية توجه "إنذار نهائيا" لجارتها الجنوبية بشأن "استفزازات" المسيّرات الآلاف يتظاهرون في العراق والمغرب دعما لغزة ولبنان تركيا تندد بالهجمات الإسرائيلية على قوة اليونيفيل في لبنان سلطة المياه الفلسطينية: إدخال كمية محدودة من الوقود لمدينة غزة
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام الحكيم وزعماء الثأر والأبدية!

الحكيم وزعماء الثأر والأبدية!

15-12-2013 10:26 AM

اليوم يدفن الرجل الذي صنع التاريخ من وراء القضبان... كان معلما لزملائه في السجن، وأبا لسجانيه، أنجز أكثر بكثير ممن تعلموا في أرقى الجامعات والمعاهد التي تدرس السياسة والاقتصاد، وفلسفة القيم والأخلاق، فقدم لشعبه ما لم يستطعه ساكنو القصور، والمكاتب الفارهة.
مانديلا السجين الذي قاد شعبا نحو الحرية والمساواة، ناضل وسجن من أجل الديمقراطية، وغيره يقتل شعبه، ويدمر وطنه منعا للديمقراطية!
وصل الحكم مثل عدد من الحكام العرب على إثر الثورة والنضال، ولكنه افترق عنهم بعد ذلك، ففي حين اتخذ هو من التسامح غاية، والزهد بالكرسي منهجا، أصبح غيره طلاب ثأر، وعشاقا لديمومة الكرسي، وباتوا أكثر فسادا وظلما من جلاديهم، بل من المفارقات المضحكة المبكية في آن؛ أن بعضهم ثار على الحكم الملكي، واتهمه بأبشع الاتهامات، لكنه سرعان ما حوّل الحكم في بلاده وراثة في أبنائه!
أما مانديلا الذي ينحدر من أصول ملكية في قبيلته لم يرض سوى فترة حكم واحدة أسس فيها لمرحلة التسامح والتعايش مع أعداء الأمس في شراكة وطنية حقيقية، فحمى الوطن والشعب والاقتصاد .
رفض مانديلا بعدها الترشّح، ولم يسىع إلى التمديد، ولو أراد لبقي حاكما إلى الأبد حقيقة لا تزويرا، فحاز بموته بعيدا عن الكرسي احترام العالم كله.
ولم نسمع عن قصور ومليارات حازها مانديلا في فتره حكمه، ولا عن نهب وسرقة، ولم يطلب ثمنا أو تعويضا لـــ 27 سنة في السجن أثمرت الحرية لشعبه.
وما يحدث اليوم في دول الربيع العربي يُعدّ مثالا حيا آخر على الثأر، والانتقام الأسود، فالجدل السياسي اليومي فيها سب وشتم كل من كانت له صلة تعاون مع الأنظمة البائدة، فثورات العرب لا يراد لها أن تكتمل بالتسامح، بل بالتشفي والإقصاء مع كل إدعائنا أننا أمة واحدة!
كان مانديلا قلقا على ما ستؤول إليه ثورات العرب، فأرسل رسالة لهم غاية في الحكمة، ولعل أجمل ما فيها:
اسمحوا لي إبداء رأي محّصته التجارب، وعجمتْه الأيامُ، وأنضجته السجون.. لقد حلمت أن أرى بلادي خالية من الظلم والقهر والاستبداد، فكان همي :كيف سنتعامل مع إرث الظلم لنقيم مكانه عدلا؟أكاد أحس أن هذا السؤال هو ما يقلقكم اليوم...وهو سؤال قد تحُدّد الإجابة عليه طبيعة الاتجاه الذي ستنتهي إليه ثوراتكم.
إن إقامة العدل أصعب بكثير من هدم الظلم، فالهدم فعل سلبي، والبناء فعل إيجابي، وإحقاق الحق أصعب بكثير من إبطال الباطل.
لقد وقفت دون الانتقام من البيض، وبرهنت الأيام أن هذا كان الخيار الأمثل، ولولاه لانجرفت جنوب إفريقيا إما إلى الحرب الأهلية أو إلى الديكتاتورية من جديد. لذلك شكلت “لجنة الحقيقة والمصالحة” التي جلس فيها المعتدي والمعتدى عليه وتصارحا وسامح كل منهما الآخر. إنها سياسة مرة لكنها ناجعة؛ لذا كانت قصة جنوب إفريقيا واحدة من أروع قصص النجاح الإنساني اليوم، أتمنى أن تستحضروا قولة نبيكم: “اذهبوا فأنتم الطلقاء”
كان أكثر فهما لقول الرسول الكريم، في حين فشل العرب المسلمون في تطبيقه، فما كان إلا أن أجهظت بعض دول الربيع العربي ثوراتها بيديها كما هي في مصر أو هي على طريق ذلك!
حُق للعالم أن ينكس أعلامه، وأن يجلّ مانديلا كل هذا الإجلال.





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع