الأنبياء لم يشتموا الناس .. في حين يشتمهم الوزراء ..

استغرب أن يقوم شخصا صاحب منصب رفيع المستوى بشتم الشعب الذي ولي عليه ... فهل يحق لولي الأمر أن يشتم الرعية ... فمن حظي بمنصب وزير هو صاحب أمر، وهو يمثل صاحب الولاية (الملك) الذي كلفه بجزء من صلاحياته لخدمة الشعب ورعاية مصالحه ، لأنهم أساس الدولة فلولا الشعب ، هل يوجد دولة ؟ .. جلالة الملك يتم التنسيب له بأسماء وزراء من قبل الرئيس المكلف وبناء عليه يقوموا بأداء القسم فالملك لا يعرفهم شخصيا هو يثق بتنسيب رئيس كلفه بهذه المهمة .. وهنا يأتي الدور واللوم على الرئيس والمعايير التي وضعها أمامه لاختيار أعضاء وزارته وهل تلبي حاجات وتطلعات الوطن والملك والشعب؟
اعتقد أن أهم هذه المعايير هو الأخلاق والصفات ألشخصيه ، .. فكانت آخر أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم للناس (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) ..وهذا يؤكد أن الأخلاق هي حسن تعاملك مع الله ومع الناس فا الله يعرف أن الخلق الطيب يثبت الإيمان في قلوب البشر وبقدر ما في قلبك من إيمان ينعكس على خلقك في التعامل مع الله والناس
فأين أخلاق من يشتم الناس ؟ وهو من كُلف برعاية شؤونهم فأ قسم أمام الملك على خدمة الوطن والمواطن والحفاظ على مصالحهم ، ولم أجد في القسم (انني سأشتم الناس في أول فرصة ).. الوزير الذي يشتم الناس علنا ....ماذا يفعل في مكتبه ... اعتقد انه يحمل ( قنوة) ليرد بها من نافذتة على مطالب الناس ... انا لا أطالب بإسقاط هذه الوزيرة فقط بل باعتذارها على الملأ لتكون عبرة لكل مسؤول يتحدى حدود القسم ولا يتحلى بأخلاق طالبنا الله بها من خلال رسوله ونبيه محمد عليه الصلاة السلام ...بل كل أنبيائه قدموا ليعلمونا مكارم الأخلاق ، والغريب إنهم جميعا لم يكونوا يحملوا شهادات الدكتوراة .. فخاتمهم راعي غنم والمسيح ابن مريم كان نجارا .. كلهم تحملوا الأذى من الناس ولم يشتموهم !
ايها الوزراء والمسؤولين الم تروا صاحب الجلالة وهو يدفع بسيارة مواطن .. وهو الملك الذي يقدر ان يأمر ولكنه فعل هذا ليوجه رسالة ليس للشعب ، بل للمسؤولين من وزراء ونواب ومدراء وموظفين ليقوموا على خدمة الناس وليس الاختباء خلف المكاتب وبجانب أجهزة التكييف و الموائد الفاخرة ... أفلا تتعظون
من هنا ترى ان اغلب الشعب الأردني ما ان يسمع باقتراب تشكيل وزارة حتى يبدأ بكوي البدلة والانتظار بقرب الهاتف .. والاقتراب من الأشخاص المتوقع تكليفهم بتشكيل الوزارة ...لانه لا معايير محددة في اختيار الوزراء وقد يصبح يوما ما الشعب الأردني كله يحمل لقب صاحب المعالي صاحب السعادة ...
لنحيا بسلام .. رب اجعل هذا البلد امنا .
سامح الدويري