الثلج الأسود
الكاتب هيثم المومني
كأي أردني فرحت عندما سمعت بقدوم "اليكسا" وتساقط الثلوج بكثافة خاصة واننا منذ اكثر من ثلاثين عاماً – بشهادة ابائنا- لم نرى هذا الزائر الابيض في مثل هذا الوقت وبهذه الكثافة، وطبعاً هناك سبب اخر لفرحتي ايضا كما هو حال كل العاملين ألا وهو العطلة المصاحبة للثلوج.. لكن فرحتي لم تكمل يوماً واحداً من عمر "اليكسا" بعد تساقط الثلوج وتحولت الى حزن عميق على الاضرار والخسائر في الارواح والممتلكات التي سببتها الثلوج، وبدأت ادعو الله ان تتوقف الثلوج بعد ان كنت ادعوه لتساقطها بكثافة وتحول الثلج في عيني كما عيون الكثير من الاردنيين من ابيض الى اسود.
نعم لقد كانت هذه الثلجة ثقيلة وسوداء وليست بيضاء على الغالبية العظمى من ابناء وطني وخاصة الذين لا يسكنون القصور والفلل ولا يوجد في بيوتهم تدفئة مركزية.. ذلك بعد ان حاصرتهم الثلوج في بيوتهم وبقوا لأيام بدون كهرباء ولا اتصالات وبعضهم حتى بلا خبز او محروقات للتدفئة، وهنا اذ نحمل الحكومة المسؤولية بالدرجة الاولى عن هذا الانقطاع في الكهرباء والاتصالات ممثلة برئيسها ووزير طاقتها وذلك لأن الحكومة هي صاحبة الولاية العامة وبالتالي فهي مسؤولة مسؤولية مباشرة عن انقطاع الكهرباء والاتصالات عن المواطنين.. وكذلك نحمل المسؤولية للمسؤولين الذين باعوا "خصخصوا" شركتي الكهرباء والاتصالات وتركو لهاتين الشركتين المجال للتحكم، بالمواطنين فلا يكفينا الفواتير الخيالية التي تصلنا للبيوت كل نهاية شهر والتي تثقل كاهل المواطن اكثر مما هو مثقل.. وايضاً تقاعس في توفير الكهرباء والاتصالات من الشركتين في الوقت الذي كان فيه المواطن في امس الحاجة لهاتين الخدمتين.
لقد آن الاوان لمحاسبة شركتي الكهرباء الاتصالات على تقصيرهما الكبير بقطع التيار الكهربائي والاتصالات عن اجزاء كبيرة من مدننا وقرانا وحتى العاصمة عمان كان هناك انقطاعات للكهرباء بعضها بقي يوم كامل.. وكذلك فإننا ندعو الى اعادة هاتين الشركتين الى حضن الحكومة ومحاسبة جميع المسؤولين في الشركتين من ملاك ومدراء وموظفين على قطعهم للتيار الكهربائي والاتصالات عن المواطنين اثناء العاصفة الثلجية.
في الختام لا يسعنا إلا ان نشكر كل الشكر صقور الجيش العربي ونشامى الامن العام والدفاع المدني على الجهود الجبارة التي بذلوها اثناء العاصفة الثلجية وبقائهم لأيام في الخارج في هذا البرد القارس لمساعدة المواطنين فلكم منا كل الحب والتقدير والعرفان والاحترام. أما حكومتنا فنتمنى ان تكون "اليكسا" درس لها للـ "اليكسات" القادمة وأن نرى قريباً محاسبة لكل شخص مسؤول عن قطع التيار الكهربائي والاتصالات عن المواطنين، وان تعمل الحكومة فوراً على تعويض المواطنين الذين تضرروا من العاصفة الثلجية.