ابطال من ثلج

اعتقد انه لا يمكن معالجة بعض الامور بترحيلها تجنبا لها او خلاصا منها .. ولا بتجميل الكذب والرياء والخداع او بالطفرة التعاطفية المتبدية... بل بالمكاشفه والمصارحة وبتمتين جسور الثقه بين المواطن والمسؤول بمشاريع توزع بعداله و تعيد الامور الى نصابها وبمعالجه الهموم واقضايا والمشاكل برويه وصدق من خلال اطار الولاء والانتماء والوفاء والمحبه الصادقه لوطن له باعناقنا دين كثير ومواطن بسيط طيب منتم
واعتقد انه القرار الصعب والسهل في آن واحد ، قرار الانتقال من ممارسة السياساتالخاطئة التي تغلب الخاص على العام ولاتراعي ذمه واستخدام المواطن سلما يصعد عليه البعض او اله تنفيذ او ببغاء تردد او بصمه في صراعات لا ناقة لهم فيها ولا جمل، قرار يفضي إلى تكامل السكان وارتباطهم بأرضهم التي احبوها واحبتهم. وهذا ليس كلاماً شاعرياً، بل هو ما يجب أن يعاد تأسيسه سياسياً، وليس بأية منهجية أو حقل معرفي – ممارسي آخر

لاادري حقا لماذا نجمل الكذب والخداع والرياء ونبني قصورع على شط يجاور الموج الهائج ولماذا نحاول ان نهدم اخر جسر يوصل المواطن بالمسؤول جسر الثقه ولماذا نخدع شعبا طيبا ونحرمه نعم من الله عليه فيها لماذا نسرق لقمه الاطفال وبسمه الاطفال وامل واحلام وطموح المواطن لماذا ؟؟؟؟؟ فلو بقيت للغد اتسائل لما توقفت اصابعي عن الكتابه ولا لساني عن التعداد بالامس مر بنا الشيخ الابيض وكنا نعرف موعد زيارته نرقبها بحذر والكل اعلن نه مستعد للقاء هذا الرجل المهيب

هذا الزائر الابيض الذي جلل مدننا وقرانا وبلداتنا الاردنيه بكل صدق كشف عن سوءاتنا وحجم التردي الذي وصلت اليه اوضاعنا على صعيد الخدمات ومدى جاهزيتنا وعقم اساليبنا في التعامل مع الحالات الطارئه .....فالمنخفض الجوي الذي مر بنا كان قادما من دول مجاوره من لبنان وسوريه اللتان تعانيان من ظروف اشد قسوه ومرارة يعرفها القاصي والداني ومع ذلك لم نلحظ على شاشات التلفزه ما شهدناه عندنا من زفه واتهامات وانتقادات وتشكيك وتلميع .... ولم يتسابق المسؤولين فيتلك الدول على الظهور على شاشات التلفزه ...كما ان برامجها ظلت تبث كالعادة في مواعيدها اما في بلدنا فكان التسابق على اشده بين هذا المسؤول وذاك حتى غدى كل يتحدث عن دوره البطولي و عن مؤسسته وما ابتاعته من مواد واجهزة وعن استعدادات ظلت على الورق او عن رحلته للطفيله او معان او عجلون في سيارته المكيفه ولقاءه المسؤولين هناك ...ولعله يكون قد ذهب ليتصور مع الفرافير بالثلج فكانت تصريحات المسؤولين اغزر من تساقط الثلوج واثارها على المواطن اقسى واشد تصريحات هنا وهناك تارة من الدفاع المدني واخرى من الداخليه ومن المحافظين والاشغال العامه والبلديات وامانه عمان والشخصيات وكان الجميع في ساحة منافسة لايفوت احدهم شرف الظهور كنجم على الشاشه ليروج لنفسه ولدائرته يتحدث عن بطولاته وعن دائرته يتحدث عن خططه المستقبليه وعن كل ما يريد ان يتحدث عنه.... فهي فرصة نسي فيها البطل او تناسى ان هناك اطفال وشيوخ حجزتهم الطرق المغلقه عن اسرهم وان هناك من ضاع بالطرق وهو يبحث عن جرة غاز او تنكه كاز انهذا المسؤول لايتحدث عن انجازات تضيف سطرا لاسطر العطاء وتدل على انتمائه ووفائه لوطن له دين كبير بعنق كل منا هذا وان كانت بالاصل له ولدائرته انجازات
ويظل السؤال اليس لدينا مجلسا اعلى للدفاع المدني تتمثل فيه كل الدوائر والمؤسسات والوزارات له الصلاحيه المطلقه وله من يتحدث عنه بل عن الجميع وهم اعضاء فيه يراسه وزير الداخليه فلماذا لم تتوحد الاصوات والصور بشخص يتحدث عن الجميع مادام الهدف هو ايصال المعلومه ليس الا ومادام ان الجميع يمثلون اجهزة الدوله في دوله واحدة... لذا ارى انه لم يكن داع لهذا الزخم من التصريحات والاعلانات..... التي ان كانت تدل فانها تدل على عدم التنسيق وان المجلس الاعلى اصبح مجرد حاله بروتوكوليه
اما الحقيقة التي تتحدثون عنها فهي تكمن في تعليقات وصور ساخرة واقاويل اتهامات شكاوي تظلمات اجتاحت شبكات التواصل الاجتماعي، عن الثلوج التي مرت بنا عابرة من مناطق عانت وتعاني ... اجمعت على تحمل المسؤولين اينما كانوا المسؤوليه عما جرى
من مشهد العالقين على الطرق، إلى مشهد «الجامعه الاردنيه »، إلى مداخل العاصمة، والأوتوسترادات، والساحات العامة، التي اغلقتها الثلوج وقرانا وبلداتنا التي كان سكانها حبيسي جدرانهم تأتى المشهد الأكثر صدقاً في قرانا البعيده عن المسؤولين وهي الاصدق والابلغ
لتؤكد ان الاجهزة المعنية ذات الاختصاص لم تكن جاهزه ولم تقم بالفعل بدورها المطلوب .... وان كان البعض قد قام بواجبه كواجب وطني ملقى عليه ودور واختصاص.... فقد تعودنا ايها السادة في بلدنا ان لانشكر احدا على واجب.... وليس بالواجب منه ... على احد.... فكل الاجهزة كان ماقامت به من دور واجبها الموكل اليها واقسمت على احترام الوعد والتنفيذذ مطلوب منها القيام بهذا الدور و لايحتاج لشكر مواطن.... بل تقييم المواطن ...لحسن الاداء في حين كان التسابق على الشاشه الصغيرة وقد نسينا الاصول والاعراف والتقاليد.. فاخذالبعض من مسؤولينا ابطال صنعهم الثلج فذابت امام صرخات وانات وجوع وبرد الشعب اخذ يتحدث بلسان الاعجاب بالنفس والتفاخر كل يكيل المدح والثناء لنفسه و لجماعته ويلتمس الاعذار ومنهم من تفاخر باليه ومنهم من اعلن عن عطاء بالصيف المقبل ومنهم من قال انه استاجر اليات حبا بالواجب ومنهم ومنهم من كال من المبررات مالم يقنع المواطن الذي هو من اكتوى بنار الثلج ... وعلى ارض الواقع لم يقم الاكثر يه منهم بواجبه على الاقل فالطرق ظلت حتى من الله علينا بشمس اذابت الجليد والثلوج بعد ان تقطعت الاوصال والطرق ولم يعد بمقدور المواطن الوصول لبيته او العثور على جلن كاز او جرة غاز او لقمه اطفاله بسبب منخفض جوي عادي مر بنا بعد ان زار غيرنا بهدوء ولم ترتبك تلك الدول هذا الارباك ولم تمن على مواطنيها
وخلاصة الامر ان هناك خلل اداري خلل في تعاطينا مع الحالات الادارية او الطارئه ننصح الجميع بجلسه نقد ذاتي نضع فيها الحروف على الكلمات ونحاول ان نمتن العلاقة وجسور الثقه مع المواطن الذي لم يعد يرى الا السراب