زاد الاردن الاخباري -
بسام البدارين - توفر الرسالة الملكية التي تلقاها رئيس الوزراء الأردني عبدلله النسور بخصوص ما حصل في عاصفة الثلج الأخيرة ملاذا جديدا لحماية الوزارة من محاولات التحرش والمناكفة التي تتخذ عمليا عدة أشكال داخل وخارج البرلمان.
الرسالة ضمنيا تقول أن وزارة النسور لن تسقط بسبب عاصفة اليكسا الأخيرة وتداعياتها التي لا زال الشارع الأردني يعاني منها لليوم السابع على التوالي وتقول بأن أجندة بقاء الوزارة متواصلة حتى الربيع المقبل مع البرلمان على أقل تقدير.
معنى ذلك سياسيا أن خطط بعض أعضاء البرلمان لاستغلال تداعيات العاصفة الثلجية لن تجد مناصرة لها في مؤسسة القصر الملكي فقد امتدح الملك برسالته جميع الأجهزة الحكومية والعسكرية ووفر بالتالي غطاء لحماية الحكومة من محاولات طرح الثقة بها مجددا وانتقادها بقسوة مما يؤشرعلى برنامج لم يكتمل بعد مطلوب من هذه الحكومة بإعتبارها حكومة التشاور البرلماني.
تقدير عضو البرلمان البارز محمد حجوج أن أي محاولة لطرح الثقة مجددا بالحكومة ستدخل جميع الأطراف بأزمة لا مبرر لها وقد تنتهي بحصول الحكومة على ثقة جديدة بسبب طبيعة التحالفات تحت قبة البرلمان.
مشروع استغلال أحداث أزمة الثلج لإعادة طرح الثقة بحكومة النسور كان قد تبناه النائبان عساف الشوبكي ويحيى السعود وهما خصمان شرسان لحكومة النسور نجحا في توقيع مذكرة قديمة أثارت الجدل من قبل 21 نائبا يشكلون الجبهة المخاصمة للحكومة في مجلس النواب.
حلفاء النسور وعلى رأسهم رئيس المجلس عاطف طراونة كانوا قد أعاقوا محاولة سابقة لطرح الثقة بالحكومة حاول البعض تجديدها وإنعاشهاعلى خلفية شكاوي المواطنين من إنقطاع الكهرباء ووضع الشوارع خلال أحوال الطقس الإستثنائية الأسبوع الماضي.
للجملة الملكية التي توفر الحماية لوزارة النسور في ظرف حساس أسباب وخلفيات على الأرجح فالملف السوري يترقب ترتيبات جنيف 2 بالتزامن مع قرب إنطلاق معركة جماعية تحت عنوان مكافحة الإرهاب وهي معركة يتوقع أن تفرض إيقاعا مستحدثا على تركيبة واتجاهات الحكم الأردنية.
والملف الفلسطيني في حالة غيبان سياسية عشية إطلاق مشروع جون كيري الجديد بمباركة أردنية وحكومة النسور في مرحلة تفاوض حساسة مع صندوق النقد الدولي وأية وزارة جديدة لن تستطيع الإستمرار والصمود إذا أتيح لبعض النواب إسقاط الحكومة الحالية.
فوق ذلك تنجح حكومة النسور- حتى الآن- في التعاطي مع ملفات داخلية مهمة أبرزها الملف المالي والإقتصادي وقد يكون من المتطلبات الأساسية الإتجاه نحو التفكير بملف قانون الإنتخاب الجديد وهو ما ألمح له النسور شخصيا عدة مرات عندما التقته ‘القدس العربي’.
على هذا الأساس قرأت رسالة الملك الأخيرة للنسور بعد تجاذبات وتداعيات عاصفة اليكسا الثلجية على أساس أنها رسالة داخلية تقول لعدة أطراف بأن الحكومة لديها عمل ومن الصعب السماح بنهشها ببساطة في هذه المرحلة على الأقل خصوصا مع عدم توفر ووجود البديل الجاهز عن لاعب مخضرم ومحنك بحجم النسور.
لكن بمناسبة مرور أسبوع على العاصفة الثلجية بدأت الدوائر الأردنية تكتشف الأخطاء والعثرات وتقيم الخسائر التي كانت بفضل عمل مجهد للقوات المسلحة والدفاع المدني مادية الطابع وليس بشرية، الأمر الذي يحسب لصالح الأداء الرسمي خلال أزمة الثلوج.
الخسائر المادية لم تعلن بصفة رسمية بعد لكن خبراء تحدثوا عن 180 مليون دينار على الأقل خلال أسبوع من الثلج الذي لا زال مكدسا في الشوارع الرئيسية ويتسبب بأزمة مرور خانقة في الوقت الذي أعلنت فيه الجامعة الأردنية فقط أن خسائرها حسب رئيسها خليف الطراونة وصلت لسبعة ملايين دينار جراء تساقط الأشجار العالية على شبكة الطاقة الكهربائية.
بالمقابل توقف النشاط تماما في سوق عمان المالي وتعطل نسبيا قطاع النقل البري وحصلت وفيات طبيعية خلال الأزمة الثلجية مع نحو 500 إصابة وفقا لتقارير الدفاع المدني في حوادث أغلبها مرورية مع حادث سير تسبب بمقتل مواطنين.
القدس العربي