احتفل الأردن, ومعه كل الخيرين الشرفاء من أبناء امتنا العربية الثلاثاء 25 أيار2010 م بالعيد الرابع والستين لاستقلاله, فقد عبر المواطنون على اختلاف أطيافهم وألوانهم بعفوية صادقة عن حبهم لوطنهم ومليكهم .. فتجسد التلاحم والتعاضد والانسجام بأروع صوره وأجملها .. فزينوها بالتفافهم حول قيادتهم الهاشمية الفذة بكل فخر واعتزاز,.. فتلاحم الأخوة والأشقاء في جغرافية واحدة علت جبينها علامة مضيئة لن يستطيع الزمن أن يمحوها من آثاره الخالدة.
ومهما تكن التحديات التي تواجه أردننا العزيز.. إلا أن الإنسان الأردني الأصيل هو ثروتنا الحقيقية وخيارنا الأبدي نحو مستقبل مشرق واعد لأجيالنا القادمة .. فهو مكسبنا الأفضل من أي خيار .. وهو رهاننا ضد أولئك الذين يراهنون على وحدتنا وتماسكنا في زمن أصبح فيه وعي الأردنيين وفكرهم الراقي هو الصورة المشرقة لكياننا الحضاري .. ليكتوِ كل الحاقدين المارقين الذين لا هدف لهم إلا إشعال نار الفتنة بين الأخوة والأشقاء.
وإن كان مشهد تلاحمنا اليوم يفتك بكل من تخول له نفسه مس وحدتنا الوطنية .. فمهما يكن من أمر .. فنحن شعب لا نخضع لأهواء المنازعات والأفكار الخبيثة والمماحكات بين هذا وذاك .. فإيماننا العميق بمبادئ الايدولوجية الإنسانية العظيمة المتمثلة بفكر الثورة العربية الكبرى التي جعلت من الأردن نموذجا مصغراً للوحدة العربية .. مجسدين هذا الفكر على أرض الواقع مقتسمين لقمة العيش معتصمين بحبل الله القوي المنيع ومتعاهدين على المضي قدماً في بناء وطن الجميع كخيار حتمي يعلي الهامات ويخفق الرايات وتسمو به المواطنة الحقّة .. فالكلمات النقية التي تضمنها خطاب صاحب الجلالة .. لهي رسالة واضحة لتؤكد للجميع أن خيارنا الأبدي هو وحدتنا الوطنية ومن يمسها فهو عدو الأردن والأردنيين إلى يوم يبعثون .
فنحن الأردنيون عقدنا العزم أن نبني أردن الخير والبركة بهمة الرجال وسواعدهم القوية ونحقق أملنا وحلمنا في حياة كريمة فضلى لنا جميعا .. لتظهر في الأفق ملامح مستقبل زاهر لأبنائنا.. بالرغم من أن حجم التحديات التي تعصف من هنا وهناك كبير .. ولن يتم مواجهتها الا بهمة الأردنيين الغيارى على بلدهم ووطنهم .. فالأردن بحاجة لكل أبنائه .. وإن قصر بعضهم فعلى البعض الآخر ألا يأخذ على نفسه نفس التقصير.
فتجسيد وحدتنا في يوم استقلالنا بأروع الصور والمعاني دفع بنا جميعا أن نكون الجند الأوفياء لتراب هذا البلد لما لهذه المناسبة من أهمية .. فمن حقنا أن نفرح .. ومن حقنا أن نعلي الرايات .. كما ويحق لنا أن نفخر ونفاخر الدنيا بأنا أردنيون .. إلا أننا أيضا نتمنى من كل الخييرين العمل على كبح جماح البعض الساعين الى المساس بكياننا وبمقدراتنا فصدور كل الأردنيين رحبة متسامحة تقابل السيئة بالإحسان وتشد أزر بعضها البعض .
إن التوافق والتفاهم بين أفراد مجتمعنا الأردني يعكس مستوى راق من الفهم .. فلا احد ينكر أن التنافس في أي مجال تنموي خدمة لقضايانا الوطنية حق مشروع للجميع .. ذلك التنافس من اجل هدف واضح ألا وهو شرف خدمة مجتمعنا وبلدنا لا من اجل زعزعة وحدتنا الوطنية وإثارة الفتن والقلاقل والتشبث بأفكار سوداوية هدامة هدفها – لا قدر الله – المساس بأمننا ووحدتنا الوطنية .
فلنتفق جميعاً على خدمة قضايا أردننا الذي نسعى إلى رفعته وتقدمة ونعوّد أنفسنا على أن نتفاهم من اجل مصلحته .. فعلى مستوى قياداتنا الهاشمية وحكومتنا الرشيدة والكوادر الوطنية هناك تفاهم يعكس نفسه في الأداء العام وفي التعاطي مع القضايا المهمة يمكن استثماره لإسقاط كل التحديات من اجل بناء الإنسان الذي هو اغلي ما نملك وأعز ما نستبشر.
فنحن الوحيدين المعنيين بإقرارنا أن ولاءنا وانتماءنا للأردن وان تلاحمنا هو مسؤوليتنا جميعا فلنبادر بتقديم أجندة وطروحات أردنية وطنية من شأنها أن تدفع الأهل والعشيرة والقوى السياسية وكل من له هدف واضح نحو رفعة الأردن وظهوره بأرقى صوره نحو بلوغ أهدافه النبيلة بأسلوب حضاري واعٍ .. عنواناً للتفاهم والتناغم بين مختلف شرائحة بكل همة ومسؤولية .. لنعي تماماً أننا شعب قوي منيع لا نخشى إلا الله عز وجل .. مدركين واقعيتنا ونظرتنا إلى هذا الطرح كخيار وطني .. وكضرورة حتمية لا عودة فيها .. باذلين كل الجهود الطيبة المتضامنة والمتماسكة .. من اجل بلوغ أهدافنا في الوحدة والحرية والحياة الفضلى .. خصوصاً أننا مقبلين على استحقاق ديمقراطي ضروري متمثل في الانتخابات النيابية فمن المسلم به أن نتذكر إننا لا زلنا في دائرة الاستهداف من الباغضين والباغين من أصحاب الأجندة الخاصة والصالونات المشبوهة ومن يتعامل معها ومن لفّ لفيفها .
لا نريد إلا أن نقدم مشهداً لتماسك مجتمعنا وتفاعل كل أبنائه في نصرة خيار الأردن أولا .. وفي تحقيق تنمية مستدامة في هذه الظروف التي تفتك بالضعيف .. فنحن أقوياء ابد الدهر بتماسكنا والتفافنا حول قيادتنا الحكيمة .. خاصة والعالم يمرّ بأزمة اقتصادية خانقة .. لا يعرف مداها .
نريد أن نثبت للعالم اجمع أن مشهد التآخي والتوافق والتكافل يتناغم فيه الجميع .. ويتكامل فيه الجميع خدمةً للأردن والأردنيين .. لإدراكنا تماما أن هذا المشهد يغيظ أعداء الأردن ويقتل شرذمتهم فخيبة أملهم كبيرة هذه الخيبة نريد أن نؤكدها ونعمقها .
فهذا هو الحب .. الذي تعلمناه .. فليحفظ الله الأردن .. وليديم علينا جميعا نعمة الأمن والاستقرار ليبقى بلدنا عزيزا غاليا تفيء بظله أبد الدهر .. فليكن شعارنا جميعا \" لنتعلم .. كيف يكون الحب \"
مع تحياتي
الكاتب : فيصل تايه
البريد الالكتروني : Fsltyh@yahoo.com