هموم الشباب لا تنقطع وكثيرا ما تأخذ من أوقاتهم وصفاء ذهنهم، وتأثير ذلك على حضورهم كبير، هموم الشباب كثيرة ومختلفة فمنها ما يتعلق بالوظيفة والعمل ومنها ما يتعلق بالعاطفة التي تحرك بعضهم نحو المجهول وهناك ما يتعلق بالعائلة التي يحاول أن يتكيف بعضهم معها فلا يستطيع، وعلى كل الأحوال فإن هذه الهموم تحول دون وصول الشباب إلى بر الأمان في حياة سعيدة. ومن أهم هموم الشباب غلاء المهور والتي تجعل من الارتباط أمرا صعبا. نسمع اليوم الكثير من الشباب انهم يسافرون من اجل الزواج من الخارج فلماذا؟ هل هذا سببه الاباء الذين يعتقدون ان البنت كلما غلا مهرها عظم شأنها عند زوجها.؟؟ هذا الموضوع الذي تطرقت للحديث اليه ليس جديدا الا انه يحتاج منا وقفة ... باتت مشكلة غلاء المهور من المشاكل التي يواجهها شبابنا في أيامنا الحالية .... فرغبة الشاب بالزواج تتوقف بمجرد سماع الشروط التي يمليها عليه أهل العروس أو العروس نفسها ... ... لتكن نظرتنا واقعيه لما نعيشه من ظروف وخاصه في الوطن العربي ... لنقف وقفة تمعن ونسأل أنفسنا هل من الممكن لشاب يحصل على راتب قليل لا يتجاوز مثلا 250 دينارا .. القيام بتنفيذ جميع المتطلبات والشروط المرسومة من قبل الفتاة أو العقل المدبر لها .. العائلة .. ؟؟؟...وهي في النهاية ليست سوى عادات... مسمومة..ومجرد مظاهر وقشور... ان الشاب عندما يتقدم للزواج يسعى للبحث عن الاستقرار في ظل أسرة وزوجة وأطفال فلماذا يتم تصعيبها عليه ؟؟ الشباب الواعي المتزن الخلوق سيبادر دائما بخطبة من هي تناسبه دون الالتفات الى الاْمور الاْخرى.. وفي الوقت ذاته نجد نسبة كبيرة من الفتيات بدون زواج .. لذلك يجب على الأباء والأمهات الانتباه اليها وعدم خلق حواجز وتسهيل عملية الزواج... وتبقى مشكلة الشباب هي نتيجة الأفكار العقيمة السقيمة بشأن الغلاء في المهور ... فتجلس البنت تندب حظها وليت الذي كان لم يكن وهل ينفع الندم بعدها ؟؟ وماذا يمكنني أن أقول لعائلة .. لم ترضى الا بمهر لا تدركه العقول ولا الأبصار ؟؟؟ ها هي الكارثة تحط على رؤوسنا لتتفاقم في مجتمعنا فتبذر لنا بذرة المرض النفسي الذي قد يسببه عدم زواج الفتاة وشعورها بالنقص وأن لا أحد يرغب بالزواج منها .... يبقى الزواج حلما مؤجلا ليس أكثر، بسبب غلاء مهور الزواج وارتفاعها، التي تثقل الكاهل وتجبر معظم الشباب على الانتظار، وتأجيل الدخول الى القفص الذهبي مما يتسبب في الجانب الآخر بتزايد ظاهرة عنوسة البنات، اللاتي، معظمهن قد عانين الأمرين من تلك العادة التي يرفضها الشباب والشابات جملة وتفصيلا. لقد تأجل الحلم، ثم ارتحل، لماذا؟ إنها مشكلة اجتماعية معقدة وتمس شريحة كبيرة من مجتمعنا. مما يؤثر سلبا في تركيبة المجتمع مستقبلا. بدأت تتفاقم في مجتمعنا هذه المشكلة الاجتماعية التي تؤدي أيضا إلى ارتفاع معدلات الزواج من أجانب أو أجنبيات. و تهدد المجتمع العربي مما يجعل الشباب في قلق نفسي ومعنوي و يساعد بدرجة أو أخرى في دفع بعض الشباب إلى البحث عن بديل كما انه يؤدي إلى انتشار الفاحشة وانهيار المجتمع، لانهيار النواة الأولى لهذا المجتمع والمتمثلة في الأسرة.... ارتفاع تكاليف الزواج، أصبحت فوق طاقة كثير من الشباب الذين يلجأ بعضهم لبدائل غير مشروعة للتخفيف من الشعور بالأزمة والرغبة في الارتباط بالجنس الآخر. الا ان الفتاة تبقى الاكثر تأثرا بالعنوسة من الناحية النفسية والاجتماعية مما يجعلها تقع فريسة لمشاعر التعاسة والاكتئاب. وحين يفوت القطار فتياتنا....لا نجد حلا سوى ان ننصح الاباء بعدم المغالاة في المهور لان لا يصبح الاب ابو العوانس .