هناك في الوطن من يعشق التغريد على أغصان اشجار الأخرين كي يقولوا له أن صوته جميل وأن جمال صوته حقيقة لايمكن إنكارها ، وعندما يعود على شجرة الوطن يتحول تغريده إلى نعيق كنعيق البوم ولايكتفي بذلك بل يصر بينه وبين نفسه على أنه غرد بنفس الصوت التي سمعه به الأخرين والمشكلة في الشعب نفسه لأنه لايفهم لغة العصافير بل يعشق لغة البوم والذي يؤكد ذلك أن يرفض أن يسمع صوته كصوت العصافير بل كصوت البوم .
وهذا هو حال مسؤولي البلد عندما يصرحون في لقاءات صحفية للإعلام الخارجي ، وعندما تسمع ما يصرحون فيه تجد نفسك واقع ما بين الوهم والواقع وهم ما يقولون وواقع ما تعيشه كمواطن ، وهذا الاسلوب من النعيق " المغرد " يمارس احيانا من قبل هؤلاء المسؤولين داخل الاعلام المحلي من باب تجسين صورة هذا المسؤول أو ذاك وإظهار قدرته على إدارة ملفات وزارته أو مؤسسته بكفاءة عالية والدليل أن الاعلام المحلي يقول ذلك وليس هناك مجال لطرح فكرة أن هذا الاعلام يجامل أو يرسم صورة جميلة للواقع لأن الواقع هو جميل ولكننا كشعب توجد لدينا مشكلة في النظر " إحولال " وبحاجة لنظارات " طول وقصر " نظر كي نتمكن من رؤية واقعنا الجميل كما يشاهد المسؤول .
هذا الكلام جاء بعد زيارة صباحية لموظف شركة الكهرباء للمنزل في يوم عطلة " بداية عام 2104 " كي يقوم بأخذ قراءة عداد الكهرباء وتقديم فاتورة بالتعرفة الجديدة كما نشرتها الحكومة باليوم السابق والختامي لعام 2013 ، وبسؤالي للموظف " مش اليوم عطله " قال انهم طلبوهم مساء أمس كي يقوموا ببرمجة أجهزة قياس استهلاك الكهرباء على التعرفة الجديدة ، وفي النهاية تم للحكومة ما أرادت وعلينا كمواطنين أن نوهم أنفسنا أن ما يصدر عن هذه الحكومة هو صوت تغريد العصافير واننا نحن كشعب عيلنا أن نتخلص من صوت نعيق الغراب الذي عشش في أذاننا ، والدليل ما قاله وزير ناطق بأسم " البوم " لإحدى الصحف الخليجية أن " لاحالات فساد جديدة لدينا " وأنه لايوجد أي إستقواء على الدولة " مع كل يحدث في قاعات التوجيهي ومعان والجفر والتنوع الكبير في طرق ارتكاب الجرائم والكثير من القصص التي يتم نشرها ، ومع ذلك نحن " زي البفته البيضة " .