يقدم السفير الايراني الجديد د. مصطفى مصلح زادة غدا الثلاثاء أوراق اعتماده أمام جلالة الملك عبد الله الثاني.
وفي تصريح خاص لـ العرب اليوم أكد السفير زادة أنه مكلف من الرئيس أحمدي نجاد بالعمل على احداث نقله نوعية ايجابية في العلاقات الأردنية - الايرانية, وأنه على استعداد لبذل أقصى ما يمكن من جهد لتحقيق هذه الغاية.
وفي السياق ذاته قال القائم بالأعمال في السفارة الايرانية بعمان ناصر كنعاني ان السفير الجديد كان يشغل منصب رئيس مركز التخطيط الاستراتيجي في الخارجية الايرانية وكان المستشار الخاص لوزير الخارجية كما انه اكاديمي في كلية العلاقات الدولية.
الى ذلك اوضح كنعاني انها المرة الأولى التي يتقلد فيها د. زادة منصبا دبلوماسيا وأنه مهتم ومكلف بتحسين العلاقات الاردنية - الايرانية من قبل الرئيس احمدي نجاد كاشفا ان الخارجية الايرانية رشحت اربعة سفراء لاختيار واحد منهم لشغل منصب السفير في عمان لكن الرئيس نجاد رفض الجميع وطلب البحث عن شخص مميز يكون قادرا على تحسين العلاقات الثنائية مع الاردن والارتقاء بها الى مستوى افضل وأنه وقع الاختيار على د.زادة.
يذكر ان هناك قائما بالاعمال في السفارة الأردنية في طهران وهو نصار الحباشنة وأن الخيارات باتت مفتوحة لرفع مستوى التمثيل الدبلوماسي الأردني الى درجة سفير في وقت قريب.
مصادر اردنية مطلعة اوضحت لـ العرب اليوم ان الموقف الرسمي الأردني يتسم بايجابية تجاه ايران أعلنه جلالة الملك عبد الله الثاني برفض شن الحرب على طهران وكذلك تأييد الاردن ودعوته لمواصلة الخيار الدبلوماسي لحل معضلة الملف النووي الايراني رغم التباينات السياسية بين الاردن وايران حيال ملفي العراق وفلسطين.
وكان مبعوثا رسميا أردنيا زار ايران سرا قبل ايام لجس نبض طهران في خطوة تمهد لتعيين سفير اردني في طهران وان مصادر مطلعة توقعت تسمية القائم بالأعمال الأردني نصار حباشنة سفيرا للاردن في طهران.
يشار الى ان العلاقات الاردنية - الايرانية التي انتكست بعد انهيار نظام الشاه المخلوع بدأت بالتحسن تدريجيا مع بداية تسعينيات القرن الماضي واستعيدت العلاقات الدبلوماسية وبادر الاردن الى اغلاق مكاتب حركة مجاهدي خلق المعارضة لطهران وابعاد مسؤوليها والغاء كافة التسهيلات الممنوحة لهم.
بيد ان العام 2000 شهد تلبدا في غيوم العلاقات مرة اخرى تحديدا بعد اندلاع انتفاضة الاقصى واستمر ذلك حتى بدايات العام 2003 حيث عاد الدفء النسبي لهذه العلاقات بعد زيارة جلالة الملك عبد الله الثاني الى طهران وهي الأولى منذ انهيار نظام الشاه لكن سقوط بغداد في ربيع ذلك العام انعكس سلبا على البناء الهش لهذه العلاقات.
مراقبون توقعوا لـ العرب اليوم ان المرحلة المقبلة ستشهد انطلاقة متميزة في العلاقات الأردنية - الايرانية تكون معمدة بالنوايا الحسنة خاصة وأن المنطقة تعيش ظرفا حساسا جراء فشل العملية السلمية وقرع طبول الحرب الاسرائيلية على المنطقة والتهديد باستهداف ايران خاصة وكما توقع المراقبون المراقبين ايضا بأن ينعكس التقارب بين الأردن وايران على العلاقات التجارية والاقتصادية شبه المجمدة حاليا موضحين أنها ستشهد تحسنا ملحوظا .
العرب اليوم - أسعد العزوني