ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ يتبنّى ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ.. ﻓﻨﺮﻯ ﻣﻦ ﻳﻐﻨﻴﻬﺎ.. ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻜﺘﺐ ﻋﻨﻬﺎ.. ﻭﺁﺧﺮﻭﻥ ﻳﻬﺘﻔﻮﻥ ﺑﻬﺎ ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ يتّخذها شعاراً ﻟﻤﺂﺭﺏ ﺃﺧﺮﻯ.. ﻭﺍﻟﻘﻠﺔ ﻣﻨﻬﻢ ﻳﻌﻨﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﻘﻮﻝ ﻭﺍﻟﻔﻌﻞ..
ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺳﻄﻮﺭﺓ.. ﺍﻟﻮﻃﻦ،، ﻫﻞ ﻫﻲ ﺃﺭﺽ ﺃﻭ ﺟﺸﺪ ﺃﻭ ﺭﻭﺡ؟.. ﺭﺑﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺒﺔ ﺭﻳﺢ..!..
ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ.. كلٌّ ﻟﻪ ﻣﻔﻬﻮﻣﻪ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻓﻬﻮ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﻣﺎ ﻏﻴﺮﻩ ﺑﺎﻃﻞ.. ﺣﺪﻳﺚ ﻋﻦ انطباعات ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﺎ "ﻳﻘﻴﻦ".. ﻻ ﺗﻘﺒﻞ ﺍﻟﺠﺪﻝ ﺃﻭ ﺍﻟﺸﻚ..
كقول فرعون مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَىٰ وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ ..
ﻟﻘﺪ ابتُلِيَت ﺍﻟﺴﺎﺣﺎﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﻤﻦ ﺃﻣﺴﻜﻮﺍ ﺑﺎﻟﻘﻠﻢ.. ﺃﻭ ﻇﻬﺮﻭﺍ ﺧﻠﻒ ﺍﻟﺸﺎﺷﺎﺕ ﺩﻭﻥ ﺃﺩﻭﺍﺕ ﺃﻭ عِلْم ﺃﻭ ﺭﺅﻳﺔ.. ﻭﻣﺠﺎﻝ ﺇﺑﺪﺍﻋﻬﻢ "..الوحيد الكلام والثرثرة
ﻣﺘﻨﺎﺳﻴﻴﻦ ﺃﻭ متغافلين ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺎﺕ تُسْهِم ﻓﻲ ﻫﺪﻡ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻮﻃﻦ.. ﻓﺎﻟﻔﺎﺭﻕ بسيط ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﻴﻘﻴﻦ ﻭﺑﻴﻦ التعنّت ﺑﺎﻟﺮﺃﻱ..
ﻟﻨﺘﻮﻗﻒ لِلَحْظة ﻣﺎﺫﺍ ﻧﺮﻯ ﻣﻦ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻮﻃﻦ..؟
ﻫﻞ ﻫﻲ ﺣﺪﻭﺩ ﺃﺭﺽ رُسِمت ﻋﻠﻰ ﺧﺎﺭﻃﺔ ﻃﺮﻳﻖ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻦ صُنْع ﺃﻳﺪﻳﻨﺎ..؟
ﺃﻡ ﻗﻀﻴﺔ ﺇﻋﺘﺪﺍء ﺻﺎﺭﺥ ﻣﻦ عِرْق ﺩﺧﻴﻞ ﺃﺟﻨﺒﻲ ﻓﻲ ﻭﺿﺢ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻭﻋﻠﻰ ﺭﺅﻭﺱ ﺍﻷﺷﻬﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺑﻘﻌﺔ ﺃﺭﺽ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻭﺩﻕ ﺇﺳﻔﻴﻦ ﺑﻬﺎ ﻟﻠﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺣﻮﻟﻬﺎ..؟
ﻭﺭﺑﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ ﻭﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ " ﺃﻡ"..ﻓﻬﻲ ﻣﻦ ﺗﺰﺭﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﺤﺐ ﻭﺍﻟﻔﻀﻴﻠﺔ..؟
ﻭﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﻠﺐ ﺭﺟﻞ ﺃﻭ ﺇﻣﺮﺃﺓ ﻓﻬﻮ ﺍﻟﺴﻜﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺘﺴﺐ ﺇﻟﻴﻪ.. ﻭﺗﺴﻜﻦ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻓﻴﻪ..!
ﻋﻦ ﺃﻱ ﻭﻃﻦ ﻧﻜﺘﺐ؟..!..
ﻫﻞ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻷﻣﻜﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺴﻜﻨﻬﺎ ﻫﻲ ﻣﻨﺒﻊ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻓﻴﻨﺎ ؟!..ﺃﻡ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ تسْكننا؟!..
ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﻃﻦ حُلْو ﺑﻜﻞ ﺃﻧﻮﺍﻋﻪ..فربما أوﺻﻠﻨﺎ ﺍﻟﻰ ﺍﻷﺻﻞ ..ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺴﺎﺣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻧﺒﺜﻘﺖ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﺭﻭﺍﺣﻨﺎ ﻷﻭﻝ ﻭﻫﻠﺔ..ﻓﻲ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﻘﺮ..ﻑ~ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺩﺍﺭ ﻭﺭﻭﺡ..ﻓﻜﻴﻒ ﺍﻟﺴﺒﻴﻞ ﺍﻟﻴﻬﻤﺎ..؟
ﺧﻄﻮﺍﺕ ﺳﻬﻠﺔ تتطلب ﻣﻨﺎ ﺍﺑﺘﺪﺍءاً ﺃﻥ ﻧﺨﻠﻊ نعْلَيْنا.. ونُكْمِل ﻭﺿﻮءﻧﺎ ﻓﻨﺤﻦ ﻓﻲ ﺣﺮﻣﺎﺕ وادٍ مقدّسٍ.. ﻓﻬﻮ ﻟﻴﺲ ﻣﺠﺮﺩ ﺃﺭﺽ ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﺇﺣﺴﺎﺱ ﺑﺎﻹﻧﺘﻤﺎء ﻭﺍﻷﻣﺎﻥ المُتجذِّر ﻓﻲ ﺃﻋﻤﺎﻗﻨﺎ..
ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻳﺤﺘﺎﺝ زاداً وعتاداً وذخيرة.. وفِكْراً متّقِداً وحضوراً ﺑﺤﺠﻢ عِظَم ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ..ﻭﺍﻟﺸﺮﻭﻉ ﻓﻲ سَبْرِ ﺃﻏﻮﺍﺭﻫﺎ.. ﻭﺑﺮﻏﻢ عُسْرِ ﺍﻟﻤﺨﺎﺽ ﻓﺸﻌﻮﺭ ﺍﻟﺮﺿﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺴﻴﻄﺮ.. ﻭﺍﻟﺮﺿﻰ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﺮﺟﻮﻉ ﻟﻠﺤﻖ.. ﻭﻧﺼﺮﺓ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻟﻠﻨﻔﺲ .. ﻭﻧﺼﺮﺗﻬﺎ ﻟﻠﺤﻖ..
ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺃﺭﺿﺎ ﺃﻭ ﻗﻠﺒﺎ ﻣﺎﺫﺍ أعْدَدْت ﻟﻪ؟.. ﻭﻣﺎ ﻫﻮ ﺯﺍﺩﻙ؟.. ﻭﻣﺎ
ﻫﻲ ﺫﺧﻴﺮﺗﻚ ﻟﺘﺤﺮﻳﺮﻩ ﻭﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻴﻪ؟.. ﺃﻡ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻓﻲ ﺟﻌﺒﺘﻨﺎ ﺳﻮﻯ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻭﺗﻨﺎﺛﺮ ﻟﻠﺤﺮﻭﻑ ﻓﻮﻕ ﺍﻷﻭﺭﺍﻕ!..
فهذا ﻣﺎ ﻧﺤﻦ ﻋﻠﻴﻪ .. ﺍﻵﻥ ﻭﻛﻞ ﺁﻥ..
مقولة القلم أحدُّ من السيف لا تناسب عصرنا هذا.. فلم يعد منا من يقرأ لِيَتّعِظ في أمة ابتدأ دستورها ب~ اقرأ.. فالكل متحدِّث ولا مُستمِع بينهم .. أمة استبْدلت منهجها الشرعي بدساتير مطبوخة في أروقات وغرف حمراء جمعت كل رُوَيْبضة.... فلا سبيل للوصول إلى أي أرض أو روح إلا بإراقة قطرات من دماء .. مع كل حرف قطرة..
ﺍﻟﻜﻞ يتغنّى ﺑﺎﻟﻮﻃﻨﻴﺔ .. ﻭﻻ ﻭﻃﻨﻴﺔ ﻋﻨﺪ ﺃﺣﺪ..ﺷﻌﺎﺭﺍﺕ ﻳﺘﺨﺬﻫﺎ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻭﺃﻓﻌﺎﻝ ﻻ ﺗﻤﺲ ﺇﻻ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ..
ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺃﻭ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﻃﻦ.. فليمارس عِشْقه جهراً.. ﻭﻟﻴﻜﻦ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﻳﺤﻤﻞ السّيف لا القلَمْ ويخط بدمه ليروي التراب .. لعلها تُنبت أغصان كرامة توصله عنان السماء فيجد العزة لمنتهى الوطن ..
ولكن.. ﺎﻟﻜﻼﻡ ﻛﺜﻴﺮ.. ﻭﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺍﻧﻘﺮﺿﻮﺍ.. ﻭﺍﻟﻮﻃﻦ ﺃﺻﺒﺢ ﺃﺳﻄﻮﺭﺓ...
ايناس الناطور