إن الإعلام المرئي وغير المرئي ألوان تنقل لنا فنونها وتحمل في طياتها مشاهد منها الصورية ومنها التعبيرية عن طريق القلم والمداد . إنما المتابع لحركة الإعلام الغربي وخاصة الإعلام والصحافة الإميركية يلاحظ أنه يعتمد على الثقافة البصرية الأسرع للتأثير على النفس والعقل ومن هنا يتم إستغلال الحدث وتوظيفه لما يراد منه . فحسب ألأبحاث النفسية : وبعض النظريات ان الإنسان يمتلك عقلان أحدهما إنفعالي والأخر منطقي وهما متداخلان إنما العقل الإنفعالي أسرع توصيلا للمعلومة في الدماغ وتوظيفا بعكس الاخر يحتاج وقتا أطول , ومن هنا تستغل دور الإعلام وعالم الدعاية هذه الخاصية النفسية , مما يحول الإعلام إلى إعلان بشكل غير مباشر . كذلك يقلل الإعلام من دور التفكير الناقد عند المشاهد دون أن يدرك , او يشعر الذي من افتراضاته التمحيص والبحث والشك بمسلمات وأقوال ربما تصدم المرء او ترعبه او تفقده الثقة بمبادئه . وأيضا تستغل بعض أنواع من الصحافة والقنوات الإمريكية ومن يسير في فلكها وخاصة المرئية توقيت أحداث ترفع درجة التوتر عند المشاهد فربما تركز على صورة طفل أمريكي حزين قتل والده وهو في ساحة الحرب في العراق او في غزة وغيرها, حيث تبث الصور في ساعات الذروة لحالات الإسترخاء عند البشر من8 مساء الى 10 وما بعدها . وهذا ايضا يثير إنفعالات غير منطقية للمشاهد ويؤثر مباشرة على عقل الباطن وإنفعالاته . مما قد يجعلها تجمح في الكراهية والعدوان . فالشعب الأمريكي يرى ويسمع لقنواته وإعلامه وصحافته التي ساهمت بصناعة أدمغة مرعوبة تعتقد أن الإرهاب ما دون أمريكا وهي البريئة المتحضرة أرض الحرية ومهد الإبداع , فياليتها ترفق بشعبها قبل ان تدين الاخرين , والملاحظة الأخيرة المتابع للإفلام الإمريكية يلاحظ أغلبها إما تعتمد على المعارك او البطولات او الرعب اومحرر الأمم وإخراج القنابل وحمل الذخيرة ... ألا يكفينا صعوبات العيش لنرى الأفلام أصبحت كالأخبار التي ترهق أعصاب من يراها او يسمعها . لا ألومهم ربما هي مشاعرهم المستنفرة وفوبيا الخوف من الاخرين واهتزاز الثقة بكيانهم ووجودهم او الجشع البشري او إنكم اردتم ان تنغلقوا على أنفسكم من جديد كبعض الإمم التي سورت نفسها . وأخيرا أقول لهم ارحموا أعصاب شعبكم وأدمغتهم وتذكروا أمريكا عندما كانت ارض الابداع والعلم والحريات فكيف تخسرون ما بنيتم بحجة بعبع اسمه الإرهاب . فأول قصة في القتل غير المنصف او هدر النفس البشرية بغير وجه حق في الوجود البشري قصة قابيل وأخيه هابيل أظن الآرهاب بدأ من هذه اللحظة لكن بعض الخلف تعلم الدرس جيدا وحافظ على حضارته فنحن نرحل بالأخير وتبقى الأجيال التي تشكر او تلعن ولكم الخيار . فلا تجعلي زمنك ورجالاتك يا امريكا... كسينما هوليوود أبطال وأبطال على شاشات العرض فقط , ونجوم ضمن صالات السينما . فالحرية إلتزام إنساني وأخلاقي وعقلي ونفسي , الحرية لايمكن ان تكون على مبدأ انا يخدمني الآخرين ( الواجبات ) ولاأقدم للإخرين الحقوق ) . الباحثة والسيكولوجية وفاء عبد الكريم الزاغة .