يحلو لي ان أتحدث بقوة وإسهاب عن عمال جزيرة الواق واق ..المسحوقيين ..وعلى مبدأ قرود الحكمة الثلاث لا اسمع ولا أرى ولا أتكلم ...استطعت أن أصل إلى اتفاق يرضي الحكام في تلك الجزيرة أن لا أتعرض لهم في مقالاتي .....خوفا على لقمة العيش في زمن المادة لذا أعطيت الموافقة على الحديث عن جزئية بسيطة في الجزيرة المشهورة الا وهو الإضراب الذي نفذه عمال الألماس فيها ؟؟؟؟؟
وعندما نقول الألماس فمن المتوقع ان تكون رواتب العمال مثلا قطعة الماس ..او راتب يوازي اهمية المنتج ..لكن المعادلة غير متوازنة في مسالة التفاضل والتكامل هو انه لايوجد تكامل في المسالة ..فهناك عمال يستخرجون الألماس الخام ..بطرقه المتعددة من تفجير واستخراج وغسل وغربلة وتوظيب ثم ترحيل . هؤلاء العمال يحرمون من ابسط حقوقهم العمالية ..ذهبت الى المصنع وتحدثت معهم ..واكثر ما صدمني في الموضوع ..أن المدراء المسؤولين الكبار هم من نظم الإضراب ..... ليس خوفا على مصالح العامل بالدرجة الاولى ..!!بل خوفا على مصالحهم المادية التي اصبحت معرضة للخطر ..وبما انني انقل الخبر ليس إلا ......تحريت أن أتحدث مع العمال البسطاء المهمشين عن سبب اضرابهم ....والذين ابلغوني كيف ان علاوتهم السنوية يحرموا منها ..و ثم امتدت يد الادارة الى راتب الانتاج و ان الهيكلة المزعومه ليست سوى انقاص لحقوقهم و حقوق عائلاتهم من حيث التأمين الصحي و مكتسبات العمل ...و ان اخطر ما في الموضوع هو التذرع بان الشركه تخسر !!! و نحن لا نرى توقفا عن الانتاج ...و لا نرى سوى تميز بين الموظفين ...
ويجب ان تسمع (كصحفي حيادي )القصة من الطرف الاخر ..لذا توجهت الى مبني الشركة ...شركة الألماس ..فوجدت ان للشركة عز مضي وانتهى من خلال بعض التحديثات على المبنى وبعض مظاهر الغنى الذي كان ..لنترك الامور الخارجية وننطلق الى صميم المشكلة ..وبعد ايام من الاتصال بمكتب الرئيس ..وبعد ردود ان الرئيس في اجتماع وراء اجتماع وبين كل ..اجتماع ...واجتماع .....اجتماع ..!!!
تأكدت ان القضية المطروحة في الاجتماع اعلى من قضية خسائر الشركة ..مؤكد انها قضية العرب الاولى القضية الفلسطينية ..خيرا قلت ..وبعد الالحاح الذي تعلمتة من مهنتي كصحفي حظيت بالمقابلة السريعة والتي حددت بدقائق (مع دودة )دخلت الى مكتب الرئيس وكلي امل ان اجد الاجوبة على اسئلتي ..لماذا ؟؟؟شركة كانت مخصصة تربح مئات الملاييين ...بشكل علني تذكر الارقام ..ثم بعد ان تم تغير الادارة و مد خيوط الاصلاح الحكومي !!!!! عليها أصبحت تخسر وتخسر لدرجة ان المسوؤلين يخبروك بصراحة اننا نتجة الى الافلاس ؟؟؟هل هي مؤامرة على شعب الواق واق الفقير المعدم ..هل جيوب المسؤوليين لها بداية وليس لها نهاية
التقيت في محض هذا البحث مع احد النقابيين المخضرمين السابقين و شرحت له مأساة موظفي الشركة فأبلغني و قد علا صوته ...غاضبا ..هل جهل الموظفين و طمع نقابة عمال الألماس وصل إلى هذا الحد من تضييع لحقوق العمال..واقتبس مما قال ...انه لا يمكن حسب قانون العمل و العمال في جزيرة الواق واق (يا جهلة ) أنه لا يمكن التراجع عن حق مكتسب و على العمال ان يقوموا بتوكيل محام ...و أبدى غضبا كبيرا لأنه تذكر كيف كان يحصلون مكتسبات للعمال بشق الأنفس ..في زمن الإحكام العرفية ..
و تسائل ما موقف نقابة عمال الالماس ..خفت ان اجيب ..و لكن تدارك هذا النقيب المسن و قال اذا لم يكن موقفهم مساندا للعمال فعليهم ان يفصلوا النقيب ..وان يقفوا موقفا واحدا شجاعا ...
وقفت مع عمال مصنع الألماس وترحمت على ما مضى وعدت إلى الديار وكتبت هذه المقالة لعلها تكن ..كما روى أبي سعيد الخدري قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان . رواه مسلم .