هناك وعلى ضفاف بحر فلسطين كان التاريخ على موعد مع قصة غريبة ربما لم يشهد لها التاريخ مثيلا ....لصوص وقراصنة ينفذون عملية عسكرية تتسبب في قتل ما لا يقل عن 19 شهيدا كانوا قد اعتقدوا أنهم يستطيعون تقديم بعض الغذاء والدواء لأسرى يعيشون في العراء بجانب بيوت كانت قد دمرت منذ سنوات..!!
....وللعلم نحن لا نتحدث عن محمية للطيور أو للحيوانات النادرة ، بل عن أشخاص يشبهون البشر ولكنهم ومنذ مائة عام يستعملون كحيوانات تجارب من أجل تجربة تحمل الإنسان لمختلف أنواع الأسلحة. وهذه المجموعة البشرية تقوم بواجبها خير قيام، فهي تموت يوميا نتيجة هذه الأسلحة وأصبحت لا تعترض فهي تعلم أن هذا واجبها .....
أما القراصنة فهم مجموعة صغيرة من اللصوص تجمعوا من مختلف بقاع العالم واختاروا الأرض المقدسة موطنا لهم لأنهم علموا أنه تسكنها مجموعات كبيرة من القطعان الخانعة والمختلفة فيما بينها ، الذين يصرخون كثيرا ولكنهم لا يفعلون شيئا ..
أما سكان المنطقة فهم بالملايين في عددهم.. ولديهم كل الخيرات التي يحلم بها العالم.. ولكنهم أذلاء.. لا يرفعون رؤوسهم ألا أمام زوجاتهم ولا يصرخون إلا أمام أطفالهم ...قلبوا مفاهيم دينهم ، وأصبح لكل شخص منهم دينه الخاص والذي يفسره على هواه ..ولا يحفظون من قرآنهم سوى آيات الصلاة والصيام ...يرون ماذا يفعل القراصنة بجيرانهم الآن ويعلمون ماذا سيفعل بهم القراصنة لاحقا ولكنهم يكتفون بالدعوات أن يكون جارهم آخر الشهداء.
المتفرجون الآخرون يشاهدون هذه المسرحية المقززة بأهواء مختلفة ، وكل يغني كما يحلو له ما دام المسرح أمامه آمنا ولا يصيبه منه شيئا ...
وهناك مجموعة نخاف أن نأتي على ذكرها وذكر ( محبتنا لها ) فالحديث عنها تكتنفه الأهوال والأخطار ولا يستطيع الحديث عنها سوى المدعومين جداً جداً ....
ألا نخجل حقا أن ندعي أمام أطفالنا أننا رجال؟؟!!! ألم يحن الوقت أن نطلب من نسائنا أن نبدل الأدوار فنرتدي الفساتين ونطلب من نسائنا أن يقدن هذا المجتمع الذي أوصلناه (برجولتنا) إلى مزابل التاريخ !!
هل ما زالت بنا شجاعة أن نحافظ على ( شنبنا ) ولحانا ونقضي الوقت في توظيبه بينما عدونا يقضي نفس الوقت في التدرب على قتلنا وسحقنا !!!
ألم يحن الوقت لنعترف أننا أمة أذلت نفسها بينما أرادها ربها أن تكون عزيزة بين الأمم ؟؟!!... ألم يحن الوقت أن نصرخ بأعلى صوتنا أننا لسنا مسلمون، لأن المسلم لا يقبل أن يكون ذليلاً كما نحن الآن؟!!....