في الخمسينات غنتها السيدة فيروز وكان تهدف من وراء ذلك خطابا عشقي لم يعتد عليه المجتع العربي ، وهو أن تقوم إمراءة بالنداء على حبيبها في الوديان والصحاري ،وإلى الأن نسمع السيدة فيروز تغنيها بدون كلل أو ملل ونعلم إبنائنا عند سماعهم لها وبالصدفة أن هذه الأغنية قديمة قدم بيروت وحيفا ومدن عربية مارست الحضارة قبل أن يصبح للحفات العرات منازل من زجاج السكرويت ، ونحن الان في الألفية الثالثة وتعيدنا هذه الاغنية إلى المعاش والمعتاد في المجتمع العربي وهو انه لايجوز للمرأءة أن تنادي على حبيبها وكيف يمكنها ذلك وكل رجال العائلة ينتظرون بفارغ الصبر أن يأيتيهم ذكر عربي وعوربي يستر على شرفهم حتى ولو كانوا ينزلون في منازل من زجاج ومرر وحدائق من ورود جنان زرعته ايادي من شرق اسيا ، وهذا العربي العروبي المحرم على نسائهم ربما يتيه في الربع الخالي وينسى أن هناك رجال تشبهوا بالرجال ينتظرونه كي يستر على شرفهم ، وعودة إلى الصوت القديم لفيروز والنداء في الخواء العربي عن عشيق يكسر كل محرمات الزمن العربي الذي حتى ورقة التوت رفضت أن تستر عورته ، وهو زمان يمارس به العربي المتشبه بالعروبي كل اصناف البغاء الذاتي بعد أن خصي وهو في اللحد ، فهذه المرأءة التي لاتزال تنادى في الخواء العربي لم تمل ولم تعتب بل أن صوتها تستمتع به كل محطات القيل والقال العربية والشاطر منهم من يبثها في الصباح قبل الاخرين ليعلن للجميع أنه يمارس المعتاد فقط وهوأن هذه الكلمات قيلت من إمرأءة عربية شمطاء خرجت وكسرت كل الأطر الاجتماعية والثقافية والمتعارف عليه عروبياً ولأجل ذلك كتب عليها أن تستمر بالنداء لأكثر من خمسين عام وهم متأكدون أنهم ليسوا هم المعنيون بهذا النداء ، بل هو عربي عوربي تاه في ربع خالي من الصحراء العربية ينتظره مجموعة من الحفاة العراة ساكني مباني السوكريت كي يستر على شرفهم، يا غزة والقدس لا تندهن ما في حدا ؟