حفلات التخريج تقليد سنوي يعيشه طلاب الجامعات والكليات في المرحلة الأخيرة من حياتهم الدراسية , يطلقون من خلالها لحظات من البهجة والفرح , إلا إن حفلات هذا العام أتوقع بأن تكون مختلفة , بل ستمر بفتور دونما ذاك البريق الذي إمتازت به حتى البسمات التي ترتسم على وجوه الطلبة الخريجين, سوف تظهر هذه السنة وهي ممزوجة بحزن خفي مع انك تراهم يبتسمون حيث التوتر الشديد وتحولهم من مرحلة الدراسة والأيام الحلوه والحب والشللية والموبايل والهامبورغر وغيرها من العادات الجامعية وكذلك الأوضاع الاقتصادية والسياسية التي ألقت ظلها على كل مرافق الحياة .
وأعرف جيداً بأن الجامعات تحرص على اعداد ترتيبات خاصة وملائمة تليق بحفل التخريج , غير إن عدم الالتزام بالتعليمات والأنظمة يؤدي الى سلوكيات تنغص على الأخرين فرحتهم .
ويتم الاستعداد لحفلة التخريج قبل شهر من خلال الملابس الفاخره غالية الثمن ليس للخريج فقط وإنما لجميع اخوته وبنات العم والخال وباقي القرايب وكأنه يوم الاستعراض , بالإضافه لدعوته جميع افراد العشيره والجيران والأصدقاء , حيث يجب ان يكون موكب السيارات التي تخرج به خارج الجامعة تعبيراً عن الفرح لتطوف الشوارع أكثر من جاهة عريس ,وهذا حقيقة ما رأيته بتخريج الطلبة العام الماضي , حيث يجب ان يكون الخريج في الوسط وسيارات يمينه وشماله وبالطبع اغلاق الشارع العام اغلاقاً كاملا والسير ببطىء من الجامعة الى بيت الخريج واثناء المسير بالموكب المهيب , اطلاق الزوامير والمتواصلة بصوتها المزعج والخروج من السيارات سواء كان الجسم او الايدي او الأرجل تعبيراً عن فرحة المرافق , وهم على استعداد ان يعملوا اي مشكله على كل من يعترض طريقهم او يطلب منهم فتح الشارع لمرور باقي المركبات التي لا علاقه لها بالتخريج , والتصوير سواء بالكاميرات او الخلويات , ومن يصل بيته دون حدوث اي حوادث سير او مشاكل يحمد الله ويشكره بعد التشفيط والزعرنة ومنهم من يكون شاربا حتى الثماله ويفرح على طريقته . وبعد الوصول تكون بيوت الشعر او الصوانات جاهزة لإستقبال المهنئين حيث تبدأ بفنجان قهوة مرورا بالمشروبات الغازية والشاي وتستكمل الضيافة بالمناسف وكل هذا على انغام الموسيقى حيث تبدأ الحفله بمطرب غالبا صوته نشاز تدعمه الموسيقى واصوات السماعات التي تنتهي الساعه الواحدة ليلاً مع إطلاق الألعاب الناريه التي تضيء سماء المنطقه وليفرحوا الأطفال وليصحوا من نومهم وهم فزعى وليس مهماً فهم أطفال الجيران , وبكلمة مبارك ينتهي يوم العمر لينام الخريج على أمل ان يجد عملاً وأحلام سعيده .
انا لست ضد حفلات التخرج , بالعكس هي فرحة العمر للخريج مثل فرحة الزواج ولكن لماذا لا تكون بأسلوب منظم وحضاري وبتكلفه معقوله وبدون السلبيات التي تطرقت إليها , وتصوروا كل هذه المصاريف لو استثمرت في مشروع ما او لو بقيت لتساعد الشاب على الزواج في المستقبل وكلنا يعرف اكثر الناس تعلم وتدرس ابناءها وتحتفل من القروض البنكية واترك لكم الباقي لتحكموا على هذه الظاهره التي اصبحت ... ؟