بطن الام يشبه البستان فهنالك الصالح والطالح وكذلك حال بطن الصحافة وان ظاهرة الصالح والطالح قابلة للحدوث في معظم البلدان خصوصا في ظل غياب تشريعات صارمة تتدخل لمعالجة الحالة المرضية لمثل اولئك الخارجين عن السرب
لقد بات واضحا لمن لا يعرف بان الجسم الصحفي اصبح كالقبيلة ولكن القبيلة العربية الاصيلة لها قيود ولها ضوابط وحتى افرادها يخجلون من فعل الرذيلة والاقتراب منها واذا وجد من ابنائها من يخالف الاصول فهنالك شيخ القبيلة والذي يقوم باصدار احكامه العرفية والتي تضمن ديمومة تلك القبيلة وعدم تعديها على الاخرين اما ما يجري في قبيلة الصحفيين فهو مختلف تماما فلا يوجد شيخ لتلك القبيلة يقوم بالتدخل عندما يقوم احد الصحفيين بارتكاب جنحة او جريمة ضد الغير ولم تعد تقف الامور عند هذا الحد فحسب بل ذهبت الى ابعد من ذلك بكثير حيث لمسنا ظاهرة غريبة عند بعض السادة الصحفيين تتمثل في عدم قدرتهم على قول كلمة الحق اذا ما تعلق الموضوع باحد زملائهم اما اذا كان ذلك الموضوع يختص باي مسؤول حكومي حتى ولو كان رئيسا للوزراء فان النتائج تكون مختلفة ما لم يكن هنالك روابط خاصة تمنعه من قول الحق وهذا يتعارض مع ما تربينا عليه من نصرة الاخ ظالما وذلك بمنعه من التمادي في الظلم وايقافه عند حده
انني حزين على ما يجري بين صفوف قبيلة الصحفيين والتي اصبحت بفعل فاعل مجموعة قبائل وتحديدا لدى بعض العاملين في بعض المواقع الالكترونية والتي خرجت عن الالتزام بقواعد وادبيات تلك المهنة العظيمة من خلال اساليب خارجة عن القانون وعن سلوكيات المهنة وادبياتها
ان هذه الظاهرة القبيحة توجب على المشرع الاردني اعادة النظر في جميع التشريعات الناظمة لتلك المهنة ومنح صلاحيات المراقبة والتطبيق لدائرة المطبوعات والنشر حفاظا على سمعة اولئك الصحفيين الوطنيين ذوي الاخلاق الحميدة والسمعة الطيبة والعمل على تجنيبهم شر الاصابة بتلك الشظايا العشوائية الصادرة عن اولئك النفر القليل
الغريب في الموضوع ان قبيلة الصحفيين هي من تنادي بالديمقراطية وبحرية الراي والراي الاخر ولديها القدرة على تحديد اولئك النفر من ابناء القبيلة من المخالفين للقوانين والتشريعات وعزلهم بغية تقديم العلاج الشافي لهم ومن ثم اعادتهم الى حضن الاسرة الصحفية الوطنية والتي نعتز بها جميعا لما لها من دور وطني فاعل في كشف الحقائق وتقديم الحلول وانصاف المظلوم بعكس اولئك النفر الذين يدعمون الفساد ويقفون في وجه الاصلاح بغية حفنة من الدراهم لا اشبعهم الله متمنيا على السادة الشرفاء الصحفيين ان يشاركوا في معالجة امراض اولئك النفر من ابناء قبيلتهم لما فيه خير الاردن وخير الشعب انه نعم المولى ونعم النصير
العميد المتقاعد
بسام روبين