أقلّب المحطّات جميعها من الغرب الى الشرق ومن الشمال الى الجنوب ..الناطقة باللغة العربية وشبه العربية وغير العربية بدءاً من الامازيغية والكردية وانتهاءً بالفارسية و(ألأوردو).. علّي أجد نشرة إخبارية واحدة أكثر جموداً من نشرتنا أو(عذابا) لمتلقيها من (تبعتنا) فلم أجد..
نصف ساعة متواصلة .. و(مذيعنا) الوطني لا يرمش ولا يبتسم ، لا يعلق مع زميلة حول خبر ، ولا يهز رأسه موافقاً مع متحدّث، و لا يحرك يده مخالفاً (لضيف)، ولا يرفع حاجباً عند التعجب أو ينزل شفة عند الاستنكار،نصف ساعة و(فلاش) الكشرة يلمع في عيون 5 ملايين مشاهد يجلسون في أماكنهم مرعوبين محبطين مثل أطفال (الكي جي ون) ..يا اخي حتى الأخبار الطريفة المنوعة التي تضفي عادة جوا من الابتسامة والاسترخاء يقرأونها بقمة (التطرّف)..
وفور انطفاء اضواء الاستديو بعد انتهاء النشرة ، (يلف كل مذيع وجهه مخالفاً لزميله ويرمي المكيرفون على الطاولة (..ولسان حاله يقول: (هيك هيك للأخبار)
أما (النشرة الجوية) يا حبيبي عليها من نشرة، صبايا يتعاملن مع الفقرة على أنها (همّ وجهد بلا) كلام سريع ومتقطع كمن تورّط بـ(لقمة ساخنة) وجمل ربط مستهلكة لا تتغير : ( وصولاً الى بيروت) وانتقالاً الى (مكّة المكرمة)..وعندما تنتهي من سرد درجات الحرارة في آسيا العربية لا بدّ لها ان تقوم بما يلي، تقف للحظة كمن نسي بيتاً من محفوظة مدرسية ثم تبلع ريقها وتقول: وننتقل للقارة الإفريقية ونبدأ بالعاصمة المصرية القاهرة (ثم تختفي المذيعة وتتابع في طرابلس 18، في الجزائر العاصمة 14...في طرمسعيا 12..الخ..حتى عندما تودّع احداهن المشاهدين أخالها ستقول )يعدّمني هالوجوه!!
***
غطيني يا كرمة العلي وحطّيلي ع (الام بي سي)..ما فيش فايده.
ahmedalzoubi@hotmail.com