ارهاب الدولة هذا الذي تقارفه سلطات الاحتلال في القدس, لن يغير شيئاّ فربع مليون فلسطيني لن يتحولوا الى يهود , ولن يغادروا مدينتهم فأيام كان الاحتلال ذكيا حاول استيعاب سكان القدس بالتأمين الصحي والاجتماعي فكان وضع القدس مختلفاً عن اوضاع الضفة والقطاع. الان كشف التطرف الصهيوني عن وجهه الحقيقي فكان ما نشهده الان من محاولة تهويد المدينة, وهدم بيوت العرب في مناطق مفصلية كالشيخ جراح ومحاولة تهجير سكانها وسحب هويات السكان والاهم الاهم هو تكريس طابع يهودي للمدينة ليس فيها! الذين يتابعون ازمة احتلال فلسطين, لا يجدون في اوضاع القدس ما يغير الحركة الوطنية للتحرر من الاحتلال فالاستيعاب هو أخطر ما واجه القدس, والسلوك العنصري هو الذي يجعلها تتماثل مع الضفة وغزة في اوضاع السكان والجغرافيا هو الذي يجعلها ارضا محتلة ! ويضرب المعول في حلم عاصمة اسرائيل الابدية الموحدة لان العنصرية هي التي توحد الشعب في مواجهة الاحتلال والابارثيهايث !.
هناك ربع مليون فلسطيني في القدس الكبرى, وهؤلاء ليسوا كما يمكن التعامل معه بهدم المنازل والتهجير ولعبة الهويات, وحرمانهم من حقهم البديهي في تقرير مصيرهم , فهم سكان القدس لكن لا حق لهم في الانتخابات البلدية وهم لا يحملون جنسية المدينة التي يزعم الاحتلال انها العاصمة الموحدة لاسرائيل الدولة .
واذا كان سمح لهم بالمشاركة في انتخابات الرئاسة الفلسطينية والمجلس التشريعي الفلسطيني حسب اتفاقات اوسلو, فان هذا السماح كان القصد منه اخراج الفلسطينيين من جسم القدس اليهودية وإلحاقهم بادارة الحكم الذاتي الاداري. ويمكن لهذا القرار ان يتغير في الانتخابات القادمة اذا سمح الانقسام الفلسطيني بمثل هذه الانتخابات! وضع القدس بحاجة الى تنبيه التفكير القومي العربي وأولويات العمل السياسي فاللعبة الاعلامية التي تمارسها العواصم العربية ليست بديلا لعمل جاد يثبت الفلسطينيين على أرضهم , ويزرعهم في كل بقعة من بقاع الوطن الفلسطيني وخاصة في المناطق المحيطة بالقدس وتشكل طوقا خطرا على مساعي الاستيطان وعلى الاخص منطقة بيت صفافا والطريق القديم للقدس/ بيت لحم!! جنون التطرف الصهيوني في التعامل مع القدس ..... قدسنا ليس سيئا بالدرجة التي يهوّل بها الاعلام العربي على نفسه فاستيعابها اقتصاديا واجتماعيا هو .. الخطر!!