زاد الاردن الاخباري -
مسؤول رسمي رفيع المستوى لـ"الغد" الشهيد النقيب علي بن زيد شخص شجاع ومقدام وكان له دور تنسيقي في أفغانستان
أكد الأردن أمس عزمه على مواصلة حربه على الإرهاب والمنظمات الإرهابية أينما كانت وفي أي بقعة من العالم.
وشدد مصدر حكومي مطلع لـ "الغد" في أول رد رسمي على بث حركة طالبان أمس شريطا يعود تسجيله لتاريخ 20/12/2009 منسوبا لهمام خليل البلوي الملقب بأبي دجانة الخراساني والذي يعتقد بأنه هو من نفذ تفجير خوست الذي أودى بحياة 7 ضباط من "سي أي إيه" في أفغانستان أواخر الشهر الماضي على أن "كل ما ينسب للإرهابيين والمنظمات الإرهابية من أشرطة تبث على شاشات الفضائيات لا تعني للأردن شيئا".
وفي السياق ذاته، قال مصدر رسمي رفيع المستوى إن معركة الأردن ضد الإرهاب هدفها "حماية الإسلام والدفاع عن قيم ديننا الحنيف الذي ينبذ العنف ويدين التطرف والغلواء والتعصب". وأضاف "سنتصدى لهؤلاء، ليس دفاعا عن بلدنا ومواطنينا وحسب، وإنما دفاعا عن صورة الإسلام الذي يحاول هؤلاء الإرهابيون اختطافه، وتشويه قيمه السمحة، ونشر الفكر الضلالي الذي أشارت إليه ونبهت من عواقبه رسالة عمّان" التي جرى إطلاقها في التاسع من تشرين الثاني (نوفمبر) 2004.
وكشف المصدر، الذي لم يشأ الإفصاح عن هويته، أن النقيب الشريف علي بن زيد الذي استشهد في حادث التفجير الانتحاري، كان له دور تنسيقي مع وكالة الاستخبارات الأميركية في أفغانستان، وهو جزء من الدور الذي تضطلع به الأجهزة الأمنية الأردنية في حربها الطويلة مع تنظيم القاعدة الذي قتل أردنيين أبرياء بينهم أطفال، وخلّف مئات الضحايا في حادثة تفجيرات عمان التي وقعت في العام 2005. وجدد المصدر تأكيده أن "الأردن لن ينتظر أفراد هذا التنظيم الإرهابي ليأتوا ويقتلونا، بل سنطاردهم ونتعقبهم في كل مكان".
وقال المصدر بأن "العملية كانت أميركية بشكل كامل"، وكان دور الأردن فيها تنسيقيا بحتا، و"نحن فخورون أن نساند الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب وملاحقة "القاعدة" التي قدمت للعالم صورة عن الإسلام في غاية القتامة والتشويه".
ولفت المصدر إلى شخصية الشهيد الشريف علي الذي "تميز بالشجاعة والإقدام ورفض العمل المكتبي، وانخرط في جهود بلاده في ملاحقة قوى الظلام، وإلحاق أكبر قدر من الخسائر في صفوفها انتصارا لقيم الدين الإسلامي، وحماية لدماء الأبرياء من شرور هذا التنظيم الإرهابي الذي لا قيمة لديه للحياة، ولا يتقن إلا لغة العنف، ولا يعرف العيش إلا في عتمة الأقبية والكهوف".
وأعرب المصدر عن "فخر الأردن بأن يكون خيرة أبنائه وضباطه في المواقع المتقدمة لمطاردة الإرهابيين، وكشف مخابئهم، وإسناد الجهود الدولية لتشديد الخناق عليهم وتجفيف منابع تهديدهم".
وأشار المصدر إلى أن معركة الأردن مع الإرهابيين قديمة، مشيدا بالنجاحات الكبيرة التي حققتها أجهزة الأمن الأردنية في تعقب أفراد هذا التنظيم الإرهابي ومطاردتهم ومنعهم من تنفيذ عمليات في الأردن، موضحا أنه منذ العام 2005 لم يتمكن هؤلاء الإرهابيون من النيل من الأردن، "بفضل يقظة الأجهزة الأمنية وكفاءتها ومهنيتها المشهود لها في أنحاء العالم كافة".
وتتابعت تداعيات هجوم خوست الانتحاري الذي أحرج وكالة الاستخبارات الأميركية التي هددت برد عنيف على تنظيم القاعدة. وبثت فضائية "الجزيرة" القطرية أمس شريطا متلفزا لأبي دجانة الخراساني الذي كشف أنه نفذ الهجوم الانتحاري "ثأرا لمقتل بيت الله محسود" الزعيم السابق لحركة طالبان باكستان الذي قتل في غارة أميركية في آب (اغسطس) الماضي.
وعلق رئيس الوزراء الأسبق د. معروف البخيت على شريط الخراساني "الأردن ما يزال يمضي في معركته ضد الإرهاب". وأشار إلى أن "الجهد الاستخباراتي الوقائي هو ضرورة وإن كان غير مرئي".
وقال البخيت "لئن كان هذا الجهد غير مقدر لدى كثير من الناس بسبب غياب علمهم فيه، لكن الدولة الأردنية تعتبره جهدا مقدرا وضرورة أمنية بحتة".
أما والد همام، خليل البلوي فقال، في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية من منزله بجبل النزهة في عمان أمس إن ابنه كان ضحية "الدهاليز المخابراتية" التي حولت حياته من طبيب يخدم الناس إلى ما آل إليه مصيره. وعلمت "الغد" أن الأجهزة الأمنية استجوبت والد البلوي أمس.
وجالت "الغد" مساء أمس في المنطقة المحيطة بمنزل البلوي الذي رفض أقاربه الإدلاء بأي تصريحات للصحافة. بيد أن قريبا من العائلة، فضل عدم ذكر اسمه، قال "لا دخل لنا، اتركونا وشأننا، منذ أكثر من أسبوع ونحن نعيش تحت ضغط نفسي، همام من أقاربنا فقط، ونحن كلنا ندين بالولاء للأردن والملك".
الغد