هل علينا أن نقدم شكرنا الجزيل لمجلس وزراء الخارجية العرب على قرارهم القاضي بترحيل قضية سفن الحرية إلى مجلس الأمن؟؟!! هل لنا أن نشكرهم على ذلك القرار التاريخي الذي أخذوه بالإجماع !!
دعت قطر إلى اجتماع وزراء الخارجية في نفس يوم الاعتداء على سفن الحرية ، ومع أننا نعلم جميعا ( خنوع ) الدور العربي في جميع القضايا المصيرية إلا أننا كنا وما زلنا نتشبث بالأمل.. فانتظرنا أن نسمع شيئا مفيدا ينتج عن ذلك الاجتماع، ولكن الحقيقة تأتي عارية دائماً.....
لم نكن ننتظر أن نسمع قرارا بإعلان الحرب على إسرائيل، فهذا أصبح من أمنيات ليلة القدر فقط . ولم نكن نأمل حتى بقطع العلاقات العربية مع الدولة الصهيونية الرسمية والتجارية، فهو قرار (لا يختص بنا)... ولم نكن ننتظر حتى أن نسمع قراراً بمقاطعة المنتجات الأمريكية التي تمد العدو الصهيوني بشرايين حياته !! ولكننا كنا نتمنى أن نسمع أضعف الإيمان ...
هل كان صعبا على الجامعة العربية أن( تعلن) أن الاعتداء على السفن التركية والسفن العربية المشاركة هو اعتداء على الأمة العربية بأكملها؟؟!!
هل كان صعباً على مؤتمر وزراء الخارجية أن يشكل وفداً للسفر إلى تركيا لشكرها وتقديم التعزية الرسمية العربية لشعبها وحكومتها على موقفهم المشرف؟؟!!....
هل كان صعباً أن تقدم الجامعة العربية بعثات دراسية لأولاد الشهداء في الجامعات العربية؟؟!! ..
هل كان صعبا أن نعلن قيام لجان تدرس إقامة مشاريع جديدة مشتركة بين الأمتين التركية والعربية ؟؟!!
بالتأكيد كان بإمكان الجامعة العربية التنحي عن مخازيها المستمرة منذ تأسيسها وحتى الآن، والتي ساهمت بشكل رئيسي في ترسيخ الإقليمية والطائفية والتفرق العربي. الجامعة التي كانت أحد أهم دعائم ضياع فلسطين، كان بإمكانها أن تحاول الإصلاح من طبيعتها المسيئة للشعب العربي، ولكنها تثبت لنا دائما أنها ستبقى راية وعلماً للمخازي العربية المستمرة.. وأظن أن أحد أعياد الشعب العربي ستكون يوم يُعلــَن الموت الطبيعي أو الصناعي لهذه المفسدة....