مرة أخرى تعود العشائر الى حلبة ادارة الحملات الانتخابية ويسجل لها تطور اساليب اختيار المرشحين استنادا الى اسس تتم صياغتها بمواثيق تجمع عليها العشائر لتحديد آلية اختيار المرشح لخوض الانتخابات النيابية في لواء ديرعلا.

ففي منطقة الطوال التي تضم عشائر الطوال الشمالي والجنوبي شكلت العشائر تجمعا يضم جميع القاطنين بالبلدة من شتى المنابت والاصول حسب ما جاء بمسودة الميثاق تأكيدا على اواصر الوحدة الوطنية.

المواطن محمد مصطفى الديات يقول" تشكل الانتخابات النيابية فرصة للعشائر لاعادة تنظيم نفسها وفق ما يخدم ابناء المناطق على اساس اختيار المرشح المناسب والذي يتفهم احتياجات ابناء المنطقة بعيدا عن الانغلاق والتعصب لان العشائرية بمفهومها القيمي توحد ولا تفرق "

ويقول المواطن فهد النعيم " العشائرية وعبر التاريخ الوطني كانت وما زالت المحرك الرئيسي لاي حراك سياسي وما المشاركة بالانتخابات النيابية الا تأكيد على ذلك وسط غياب وعجز الاحزاب السياسية عن تمثيل الواقع الاجتماعي الاردني لذلك نرى العديد من الحزبيين يغادرون احزابهم عند الانتخابات ويرجعون الى عشائرهم كونها الاداة الاكثر تعبيرا عن الطموحات الوطنية"

وعن تجربة تجميع اكبر عشائر لواء ديرعلا في تجمع اجتماعي واحد لخوض الانتخابات النيابية يضيف النعيم"الاقبال الكبير على المشاركة من قبل عشائر المنطقة على الانخراط بالتجمع يعكس بشكل واضح حقيقة الشخصية العشائرية الاردنية التي لا ترفض الاجماع والتوافق وهذه الملاحظة للاسف لم تتفهمها الاحزاب السياسية ونرى ان الاحزاب في الانتخابات المقبلة سوف تسجل غيابا ملحوظا"

ويضيف المواطن محمد الديات "العشائر الاردنية تقدم نموذجا للاحزاب التي فشلت في تحقيق ما يمكن ان يقال انه نجاح حقيقي تدفع بالمواطن الاردني التمسك بها " مضيفا أن "العشائرية ليست اقليمية ولا ضيقة الافق لان مكونها الاجتماعي يتوزع على جغرافية البلاد العربية بشكل عام وبلاد الشام بشكل خاص "

لواء ديرعلا الذي يتبع لمحافظة البلقاء يقدر عدد سكانه بما يقارب 60 الف نسمة حسب المخاطبات الرسمية بينما ارقام الاحصاءات التي لا تتفق مع ذلك الرقم تشير ان عدد السكان يصل الى ما يقارب 46 الف نسمة وبلغ عدد الناخبين للانتخابات النيابية بالعام 2007 ما يقارب 23400 ناخب وناخبة ومنذ العام 1993 اصبح للواء ديرعلا مقعد في مجلس النواب تمكنت العشائر خلال تلك السنوات من ايصال ممثليها الى قبة البرلمان بينما غابت الاحزاب رغم كثرتها عن الساحة.

محمد سليمان ابوعيسى من قادة الحزب الشيوعي الاردني في لواء ديرعلا قال "قانون الانتخابات النيابية هو عنوان التنمية السياسية الحقيقية لكن للاسف ابقى القانون على الصوت الواحد بكل اشكالياته ولم يتم اخذ رأي الفعاليات الحزبية او السياسية"

ويرى ابو عيسى بان "القانون الحالي سوف يعزز حضور الاخوان المسلمين بالمجلس القادم بما يقارب 25 مقعدا على الاقل وان واقع احزاب المعارضة بالعملية الانتخابية لن يكون له حضور ما لم تشكل الاحزاب اطارا تحالفيا وهذا الطرح بالطبع لا تقبله الحركة الاسلامية التي تفضل خوض اية انتخابات بشكل منفرد"

وقال رئيس جمعية الطوال الخيرية محمد سمور أن البحث عن النائب الذي نريد اصبح يشكل معضلة بظل وجود العديد من المرشحين الذين يطرحون نفس الاهداف والمبادئ وامام تشابه البضاعة يصبح المواطن الناخب في حيرة من امره مع ان ما نريده ببساطة نائب يدرك احتياجات المواطن الاساسية والتي تتمثل بوضع التشريعات التي تحد من قضايا الواسطة والمحسوبية ومحاربة الفساد".

الاغوار الوسطى- العرب اليوم - ممدوح النعيم