سوف أكون مباشرا ...،سوف اكتب بشيء تغلب عليه العاطفة المختلطة بالدم والجبن والقهر والانهزام،لن أكون موضوعيا ولا\"زفت ولا سخام بين\" بل أتمنى ان اتهم بأنني عدو للسامية والصهيونية.
سوف أبوح بسر خطير .... ولن انظر الى احد ... ولن احترم من لا يسير في تيار وجهة نظري ...بل وسوف اعتبره خائناً ويعمل ضد المصالح الوطنية والإقليمية والدولية.
لا اخفي سرا ولا أبوح به ان قلت : إنني اشعر في قراره أعمق أعماق قلبي بشيء من الفرح والانبساط والانشراح والنشوى،وعلى استعداد ان اشرب كأس سكري في وضح النهار تعبيرا عن هذا الفرح والانبساط.
قد يتساءل أحدكم عن السبب،فأقول إنني مبسوط جدا على ما أصاب غزة وأهل غزة وارض غزة وبحرها وسماءها. مبسوط جدا جداً جداً جداً على ان ثقافة الفعل والعمل لم تكن منا،نحن الذين ندعي العروبة ونسكر على جثتها الهامدة،بل أنا اليوم في اشد حالات ثمالتي ارغب اشد الرغبة في رؤية غزة وهي في فم البحر بغيته أن تتخلص منها دولنا العربية ومن التزاماتها التي لا وجود لها بالأصل في أجندتها الظاهرة والخفية.
انطلاقا من أمثالنا العربية التي تشبه حالنا الانهزامية والتي تقول:\"الباب يلي بيجيك منه الريح سده واستريح\" في حين يتوجب عليها الدعوة الى تكسير ذلك الباب ومواجهة ما وراءه،باعتبارنا فرساناً لا يشق لهم غبار.
مبسوط ان إسرائيل مازالت قادرة على ذل دولنا وحكوماتنا وجيوشنا،بمقابل صمتنا و تخاذلنا وضعفنا،خصوصا بعدما تم استبدال الفعل بالفاعل ومساعده الأصدقاء\"المفعول به ومعه\"والرضي بلعب دور حروف لا محل لها من الإعراب\"يا خسارة لن يكن عندنا أبو الحروف عربي ليغير الواقع\".
فإرضاء لإسرائيل،وعيون إسرائيل،وقلب إسرائيل،وذكورة إسرائيل،وفحولة إسرائيل ارتمت حكوماتنا العربية في حضنها،لتتذوق ماءها وعسلها وأشياء اخرى(.....).
آه آه على جرح غائر يحفر في أعماق القلب منذ الأزل.... عروبتنا إسلامنا مستباح،نحن وجلون في محراب الخوف بحجة ضبط النفس،جبناء بحجة إعمال لغة الحوار،خائفون في ميدان الشجاعة،صامتون حد الكفر والعهر .
يا حسرتي،لقد تخلى عنك الأشقاء والأصدقاء صديقتي....بل الأشقاء ألان هم أعداء منافقون لا يتقنون إلا فنون العمالة على سرير الأوطان والأجساد،تحت بند الوطنية وحفظ الأمن الداخلي من الانفجار،وحفاظا على المنطقة وشعوبها آمنة مستقرة وسائر البلاد،مع ان الحقيقة تقول ان هذه الأفعال التي نراها هي بمثابة صورة واضحة يراد منها حفظ العروش والكروش والكؤوس.
إسرائيل تستبيحنا أرضا وشعباً، وبدلاً من نصرة الأشقاء في دولنا العربية،تأتي تركيا أخ الأكبر\"اردوغان\"الذي بات يعتبر القائد \"الثورة العربية القومية من جديد\" في هذا العصر للقضية الفلسطينية.وقائد الحملة دولية لكسر الحصار على أبناءنا في غزة،ورفض الانهزام والانكسار.
يسُير إمام أعيننا التي سوف\"يأكلها الدود\"أسطول لهذه الغاية،هدفه إعادة زرع وإشعال جذوة الصبر والمقاومة لشعبنا الصامد في غزة الأحرار والأبطال،تقوم إسرائيل باعتراض السفن في عرض البحر وتقتل من تقتل وتعتقل من تعتقل ،والعالم يقف بصمت لحظة تشجيع على فعلتها النكراء،على إرهابها الدولي،على جبروتها المدعوم،بما لذ وطاب من أسلحة ومساعدات وأموال صهيوامريكية ودولية وحتى عربية إقليمية.
شجب،استنكار،تنديد،بيانات،اجتماعات،تصريحات،وعود تتلو وعوداً والى نهاية تيار الجبن الإنساني، لابد ان يكون هناك من فعل يعمل على وقف هذه استباحة الأوطان والإنسان والأحلام والآمال....تبا لنا...تبا لنا....
إسرائيل تستبيح الجسد الفلسطيني على مرأى ومسمع الأسرة الدولية منذ عام 1948 ،وكل عام لها\"عرس دموي\"يستنكره العالم دونما ان يحرك باتجاهها ساكن.
هي تؤكد سطوتها،وسيطرتها وقوتها وجبروتها وإرهابها،كل عام،دون ان تجد من يلجمها او يحد منه،ومن نازيتها،فاشستيها.
سقطت ورقة التوت التي غطت وسترت واخفت عورة حكوماتنا العربية التي افتقدت شرعيتها وعذريتها بعدما اغتصبت في معاهدات - ما يدعونه سلام شجعان وندعوه سلام\"خرفان - في العلن وأخرى من أسفل اليد،وأسفل الليل ،وأسفل حكوماتنا.من المحيط الهادر الى الخليج النائم،سقطت ورقة التوت كرمال\"دودة القز\"وأضحت على أثرها شجيراتنا بلا أوراق،بل مجرد أغصان عارية،بعدما سيطرت\"القز الإسرائيلية\"عليها،بدعم من مصاصي الدماء الدوليين الذين يستلذون بحريرها،حتى وان كان مشغولا ومجبولاً بدماء الشعب الفلسطيني.
دول بارات،ملاهي،شركات عربية...قيل باطلاً أنها أوطان،أضحت سجون....تقوم تتقن فنون التكذيب على شعوبها، قائلة:أنها بذلت قصارى جهدها في سبيل انتشال شعبنا العربي الفلسطيني المسلم المقاوم الصابر من سجن هو الأكبر على مدار التاريخ،ويمثل صورة حية لجبروت العالم وقسوته،مع أنها في الحقيقة تحرسه بواسطة كلاب مدربة على شكل دول،وعملاء متأسرلون متغربون يدعون العروبة على شكل بشر.
عار واكبر عار ان نبقى هكذا ، ننتظر بالآخرين للدفاع عن قضايانا المصيرية وشعبنا وأوطاننا....عار عار عار ...
لله درك أيها الشعب الفلسطيني،أمازال فيك روح للاستمرار،لله درك فما عدنا نحتمل هذا الصمت الذي أصاب الأجساد والعقول والأفكار والأقلام والإعلام ما عدنا نحتمل وصبرنا طال،تأخر الانفجار والفجر.... مللنا ...قسما بالله لقد مللنا.
الله يرحمنا برحمته ... وسلام على أبطالنا ورحمة من الله وبركه.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
خالد عياصرة
Khaledayasrh.2000@yahoo.com