هذه هي الهمجية الوحشية العنصرية الصهيونية وهكذا هم الصهاينة في تعطشهم لسفك الدماء البريئة , تنفيذا لتعاليمهم التلموذية في التلذذ باستباحة قتل (الاغيار ) من غير اليهود إذا وقفوا في وجوههم , وهذه هي إسرائيل وهذا هو وجهها الحقيقي البشع وذلك هو تاريخها الدموي الإجرامي في فلسطين , فبعد أن احتل الجيش الإنجليزي القدس (بعد مقاومة عنيفة مستميتة من الحامية التركية التي استبسلت بالدفاع عنها), فدخلها الجنرال الإنجليزي(ادموند اللنبي) وضباطه مستعرضا في المدينة على ظهور الخيول يوم 9 /12/ 1917 وقال قولته الشهيرة : \"الآن انتهت الحروب الصليبية\".....بدأ الانتداب الاستعماري البريطاني على فلسطين و على الفور بالمباشرة في تنفيذ وعد بلفور القاضي في إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين , وذلك في تسهيل الهجرة اليهودية المنظمة إليها وبكثافة , والمساعدة في تشكيل العصابات الصهيونية الإجرامية ( شتيرن / الارغون /الهاجاناة وغيرها... وهي التي شكلت نواة الجيش الإسرائيلي الحالي ومنها استمد عقيدته القتالية ) والقيام بتدريبها وتزويدها بالسلاح ومساعدتها في قمع أي مقاومة مشروعه لهذا الشعب المظلوم بكل ما تستطيع من قوه وتمكينها من أن تقوم با بشع أنواع الإجرام بالإبادة الجماعية والمجازر ضد المواطنين الأبرياء العزل والتشريد لسكانها العرب الفلسطينيين, ولم تنهي بريطانيا انتدابها إلا بعد اطمئنانها إلى قدرة الكيان الصهيوني على الصمود والانتصار واغتصاب الأرض .. وهكذا كان .
( فلقد ارتكبت إسرائيل منذ بداية الهجرات اليهودية مئات المجازر في كل أنحاء فلسطين وفي الدول العربية المجاورة قتلت فيها المئات من المواطنين .... منها ( مجازر ...القدس /دير ياسين/ الدوايمة/ اللد / سعسع/ صفد/ عين الزيتون/ حيفا:/ الرملة/ الطنطورة/ الحولة/ قبية/ قلقيلية/ كفر قاسم/ مجازر مخيم خان يونس عام 1956/ / جنين / وكان آخر هذه المجازر ما حدث ومازال يحدث في غزة حتى ألان متمثلا بالقتل اليومي المنظم لأهلها و بالحصار الإجرامي لها برا وبحرا وجوا )) ( مجزرة عين حزير وكفر أسد في الأردن )( ومجزرة بحر البقر في مصر ) ( مجازر في لبنان ضد اللبنانيين والفلسطينيين قبل وبعد اجتياح عام 1982 مثل مجزرة قانا / ومجازر مخيمي صبرا وشاتيلا/ وحرب ال33 يوم على جنوبه الأخيرة ),( ناهيك عن كل المجازر التي ارتكبتها خلال حروبها المتعددة ضد العرب ) ....وهي من الدول القليلة في هذا العالم التي يوجد لها ذراع عسكري تلاحق به من تعتقد انهم أعدائها في كل العالم ,ولقد كانت قضية الشهيد محمود المبحوح أخر فصولها , بل ربما تكون أخرها عملية حزب العمال الكردستاني ضد القاعدة البحرية التركية وقتل العشرات من الجنود فيها بتحريض من الموساد الإسرائيلي قبل عملية الهجوم على قافلة الحرية بثلاث ساعات فقط بقصد الهاء الأتراك عما سيحصل للقافلة ,
فلماذا الاستهجان والاستغراب لما فعلته تجاه أسطول الحرية و سفينة ( مرمره ), فهذه هي إسرائيل التي نعرفها وهذه هي أساليبها ووسائلها دائما ,لأنها لا تجد من يردعها ويعاقبها على أفعالها القذرة .... فهي الدولة الوحيدة التي تعمل خارج نطاق ما يسمى بالشرعية الدولية وتضرب بعرض الحائط بكل القرارات التي كانت تدينها وما تزال .... فأمريكيا التي ورثت الدور البريطاني الاستعماري الذي قام بجريمة إنشاء الكيان العنصري الصهيوني , مادامت تتبني الدولة العبرية وتدافع عنها بشراسة في المحافل الدولية وتمدها بكل أسباب القوة و المنعة , تؤيدها وتشاركها في ذلك كل الدول الاستعمارية القديمة في أوربا العجوز أكثرها طبعا بريطانيا .....كل ذلك تحت ذريعة (حق إسرائيل بالدفاع عن نفسها ),فلو أرادت إسرائيل مثلا ...أن تستصدر قرارا من مجلس الأمن يدين كل من يفكر بإدانتها ويحتج على أفعالها القذرة تجاه الفلسطينيين وكل من يناصر قضيتهم بل قرارا يسمح لها بمعاقبتهم واعتقالهم وقتلهم ....فهل تستطيع ذلك ؟؟؟... نعم تستطيع .....واعتقد ان مثل هذا القرار سيصدر فورا وبمباركه أمريكية وتأييد أوربي ....ودون معارضه أحد يذكر .....فمثل هذا القرار سوف يعطي إسرائيل حقا إلهيا في أن تفعل ما تفعل ... ويدان ويعاقب كل من يعترض على مثل هذا القرار ....فهي معصومة من المسائلة أو العقاب ؟؟؟؟؟؟...وحتى بدون قرار دولي تستطيع إسرائيل وبدعم أمريكي و أوروبي في فعل كل شيء ( هكذا فعلت أمريكيا عندما غزت العراق ) ...و تستطيع إسرائيل في حجه نقاء الدولة اليهودية و المحافظة على أمنها ( نظرية الأمن الإسرائيلية ) أن تقوم بقتل وترحيل وتشريد ما تبقى من الفلسطينيين من أرضهم , طبعا بمنطق القوة الغاشمة , لأن هذا العالم رغم كل مساحيق التجميل ما زالت تحكمه شريعة الغاب حيث البقاء للأقوى , والقانون الدولي يطبق بانتقائية وحسب مصالح الدول الاستعمارية .
فلنعترف نحن العرب إننا عاجزون عن مواجهه إسرائيل التي تطمح لأن يكون( ملكها من الفرات إلى النيل ) على حسابنا وعلى عدة مراحل وحسب خطه موضوعه سلفا وهي لا تخفي ذلك فهذا الكلام مكتوب على جدران الكنيست و(علمها) يدل علية كذلك ,فحتى وإن جنحنا للسلام فهي لا ترغب بذلك ولا تريده ولا تجنح له .
لذلك يأتي الموقف التركي بقيادته المسلمة الملتزمة المناصر لقضيتنا المركزية وصراعنا المزمن مع الصهاينة هو الأمل لنا في تغيير موازين وقواعد هذا الصراع فالحق تلزمه القوة حتى يأتي , فلقد كان خلافنا مع تركيا فيما سبق أنها تخلت عن إسلامها وعن الخلافة التي كانت تجمعنا بها ,...... أما وقد عادت إلى حاضرة الإسلام , وتقوم بمناصرة قضايانا وتعتبر القضية الفلسطينية قضيتها , فهذه الغضبة العثمانية للشعب التركي المسلم الشقيق التي يقودها البطل المسلم رجب طيب اردوغان , واخية البطل عبد الله غول , تستحق منا كعرب شعوبا وحكومات , أن نستقبل الحب بالحب , والوفاء بالوفاء وان نصافح اليد التركية الممدودة لنا , فهذا يصب في تحقيق طموحاتنا ومصالحنا الاستراتيجية المستقبلية ,...... ولا نستمع أبدا إلى الأصوات التي سوف تظهر وتعلوا وتقوم بالتهويل وبتخويفنا من ....الخطر التركي القادم .....تركيا العثمانية المسلمة السنية هي عمقنا الاستراتيجي وسندنا الديني , فلقد فعلت ذلك عام 1516 م على يد السلطان سليم الأول رحمه الله حين أنقذت بلادنا من الخطر الصفوي المتضامن مع البرتغاليين الصليبين الحاقدين ....
و أقول للسيد الطيب اردوغان وللشعب التركي البطل واذكرهم ....بأن غزة الحرة هذه هي جزء من فلسطين التي كانت جزء من أراضى الدولة العلية العثمانية و تابعيتها ..... مازالت محتلة منذ عام 1917م بعد إخراج القوات العثمانية منها على يد الإنجليز.... فهل يعيد التاريخ دورته ويكون تحريرها على أيديكم ؟؟؟؟؟!!!!!!.... نعم أتمنى ذلك ....
وختاما آلف آلف تحيه لكل المشاركين الشجعان الأبطال في أسطول الحرية وللشعب التركي المسلم البطل وقيادته الشجاعة البطلة ....ونودع معهم يكل فخر واعتزاز شهدائنا وشهداء تركيا الأبرار ضحايا العدوان الصهيوني الغاشم على الأسطول .... فالمجد والخلود لهم ... ومثواهم الجنة إن شاء الله مع الأنبياء والقديسين و الشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا .... والحرية لغزة الصامدة المرابطة البطلة ولكل فلسطين....عاشت فلسطين حرة عربية مسلمة .......
طلب عبد الجليل الجالودي
talabj@yahoo.com