غزة ...كانت وما زالت غزة في خاصرة دولة اليهود في فلسطين. تمنى ساسة الكيان الصهيوني أن يصحوا صباحاً ويجدوها قد غرقت في البحر.. ولكن هذا ما لم ولن يحدث.. والأدهى والأمر أن هذه ( الغزة ) تذكـِّر اليهودَ في كل يوم أنهم (غزاة ) وأن غزة هي التي( ستغزهم) يومياً حتى تستنزف دمهم وروحهم إلى أن يرحلوا عن أرض تكرههم...
اعتاد الصهاينة أن يمكروا دائماً .. والله يمهل ولا يهمل. وكان لا بد للصهاينة بعد فترة من جبروتهم وظلمهم أن تبدأ أخطائهم، فمن المستحيل كما علـّمنا التاريخ أن يكون هذا الكيان الغاصب كاملاً.. وكان أسطول الحرية بداية أخطائهم وربما يكون المسمار الأول في نعشهم إذا شاء الله. وقد أعطت القرارات الرعناء ( للنتن ) الفوائد الكثيرة ( بإذن الله ) لأهل غزة بعد أن ظهر جلياً إدراكه لخطئه ومحاولته طي صفحة الخطأ بوقت قياسي وتقليل الخسائر التي نتجت عن قرار القرصنة.
الدلائل على خطأ قرار حكومة الصهاينة كثيرة. فلم نجد الأحزاب اليهودية كما هي العادة تسارع لتأييد العملية، بل التزم معظمها الصمت المطلق. وإطلاق إسرائيل لسراح جميع ركاب السفن وخلال أقل من يومين دليل على رغبتها الشديدة في طي الصفحة... وقبولها وبدون تعليق فتح ممر رفح مع مصر يوضح ضعف موقفها أمام أوروبا وأمريكا.. أما تصريح (النتن) الأخير عن استعداده لبحث فك الحصار عن غزة بشروط هو قمة التراجعات الصهيونية....
فلسطين ، الأرض الطاهرة ، التي عرج منها رسول الله إلى السموات العلى ، لن تقبل ببقاء هذه الشرذمة من اليهود على أرضها ...وسيُهيئ رب هذه الأرض أحد عباده لسحق هذه العصابة البشرية، ويعلم الله وحده من أي البلاد سيكون ذلك العبد الذي سيوكل له ربه رفع الأذان من جديد من على مئذنة الأقصى بدون أن تكون حراب اليهود مشرعة هناك....
د . معن سعيد