تناولت المواقع الإخبارية خبر مفاده أن قيادة جيش الاحتلال \"الإسرائيلي\" حاليًا تدرس فكرة منح الجندي الذي قتل ستة من متضامني سفينة الحرية لكسر الحصار \"مرمره\" وسام شرف وشجاعة.
وقد وضعت صورة الجندي الذي يبلغ من العمر 21عاما وهو من الوحدة الخاصة مع الخبر .
ولا ادري بعد رؤية الصورة ، هل هذا هو فعلا ذلك البطل في رأي إسرائيل ؟؟ وهل هذا هو فعلا الذي استل مسدسه وقام بإطلاق الرصاص على ستة من ركاب السفينة ؟!
أنا لم أرى في الصورة حقيقة سوى \" عيل \" ، يحمل سلاحا اكبر منه وضحكته تدل على انه \" خويثة \" ، وإنني اجزم انه لحظة الاشتباك بكى من الخوف حتى \"عملها على حاله \" ، ولا شك بأنه ارتبك فويله دموعه وويله من ناحية أخرى \"تبوله اللاارادي\" على نفسه وويله من ناحية ثالثة الموقف الصعب الذي هو فيه .
بغض النظر عن كل ذلك ، ورغم أن أمه لو رأته حينها لفقدت النطق ، إسرائيل مع ذلك ستكرمه بوسام الشجاعة والشرف ، وسيغدو بطلا قوميا لإسرائيل ، وأمه ستوزع \"المطبقانيات\" زهوا بابنها ، وربما ستقول في نفسها \" والله طلع منك يا خويثة \" ، وربما أيضا سيلتم حوله أصحابه ليقص عليهم انجازاته وما حدث معه من الألف إلى الياء ، باستثناء طبعا مشهد \" التبول اللاارادي \" .
إسرائيل هكذا هي دوما تصنع الإبطال الوهميين ، وأبطالها دوما على شاكلة صاحبنا \"الخويثة \" ، وتمنح الشرف لمن لا شرف له ، وتدعي الشجاعة لتستر من خلالها ما فيها من الرزالة والضعف والدنائة . وأنا واثق بأن الأمر ليس إلا لوجود السلاح معه ولو كان الأمر عراكا بالأيدي أو بالكلام ، لشل هذا العيل فقط من كلمة \" بخ \" .
فلندعهم في سكرتهم فقد صدق المثل إذ قال : الكعكة في ايد الفقير عجبة .
المحامي خلدون محمد الرواشدة
Khaldon00f@yahoo.com