أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
ما حقيقة وفاة عسكري ظهر محتفلاً قبل أيام بمناسبة تخرجه؟ ضبط اعتداءات لسحب مياه النبع وبيعها في وادي السير الأشغال المؤقتة ٧ سنوات لامرأة وصاحب ملهى بتهمة استغلال فتاة قاصر في الاتجار بالبشر بدء تسليم تعويضات المتضررين من إزالة الاعتداءات على الشوارع الجنائية الدولية تطالب الدول الأعضاء بالتعاون لاعتقال نتنياهو وغالانت خطوات التسجيل الأولي للحج إلكترونياً - فيديو الأمن: لا حدثاً أمنيًا في إربد فقط تعطل بطارية سيارة كهربائية خبير اقتصادي: حرب غزة خفضت الايرادات الضريبية مليار دينار خلال 2024 الاحتلال يزعم احباط تهريب أسلحة من الأردن الصفدي :الأردن مستمر في إرسال المساعدات الإنسانية إلى غزة ومستعد لإرسال المزيد حال فتح المعابر بحكم قضائي .. الخطيب ينتصر مجدداً على مرتضى منصور اليونيفيل: الاعتداء على الجيش اللبناني انتهاك للقرار 1701 عقوبات بريطانية على 30 سفينة إضافية تابعة للأسطول "الشبح" الروسي 17 مفقودا في مصر بعد غرق مركب سياحي في البحر الأحمر الزعيم الأعلى الإيراني يدعو لإصدار أحكام إعدام لقادة إسرائيل الأميرة دينا مرعد ترعى حفل جمعية مكافحة السرطان الأردنية الـ 60 فيلم وثائقي يروي قصة حياة الوزيرة الراحلة أسمى خضر الساكت يلتقي السفير العضايلة في القاهرة كاتس: سنسرّع بناء سياج على الحدود مع الأردن %100 نسبة إنجاز 5 مشاريع نفذتها مديرية أشغال عجلون في 2024

نوارس الأردن (2)

06-06-2010 12:02 AM

أهنئ نفسي وكل أبناء الأسرة الأردنية والأمتين العربية والإسلامية بعودة نوارسها الحرة إلى أوطانها. إن نفوسنا تمتلئ وكذا أكبادنا ومقلنا بانطباعات ومشاعر ومشاهد لن تـُنسى وسنحاول أن نبقيها كما هي جياشة, وسنترجمها – بالطبع – إلى أفعال وعزائم وهمم تصب في ذات الغاية التي رسمتها النوارس: فك الحصار عن غزة.

عادت النوارس بلون أبيض تشوبه حمرة, أجمل وأجل حتى من حمرة الدم, إنها لون الحرية الممتزج بالكرامة والعزة. وكانت – كما تتذكرون – قد غادرتنا النوارس بألوان مختلفة, لكن لله در الطيران والتحليق أعلى من الشمس كيف له من تأثير سحري على النفوس فيوحدها , وعلى الآمال فيبعثها وعلى التصميم فيشحذه.

في الحركة بركة, وفي السكون موت. وأحفظ من قول أحد الشعراء (النوارس) القدماء أبيات جميلة:

   إني رأيـــت ركــود المـاء يفســــده              إن ساح طاب وإن لم يجر لم يطب

                        والأسد لولا فراق الأرض ما افترست         والسهم لــولا فراق القوس لم يصب

لكن – بحسب التاريخ القديم والحديث - فإن الجماهير والشعوب النائمة تحتاج إلى صواعق حتى تنفجر عزائمها وتقود التغيير وتحتاج إلى أحداث مزلزلة حتى تنزع سباتها وتُوقظ ماردها الذي تنهار أمامه كل الحسابات وتفشل كل الخطط والتوقعات. هذه الصواعق والأحداث يصنعها – بحسب التاريخ – رواد من ذات الشعب النائم, من ذات الطينة, إلا أن الله شاء وقدَّر أن يختارهم, ثم يقوم بنزع الجبن والهلع من قلبهم الواحد, فيمتشقون أسبابهم, وقد فعلوا - ونِعم ما فعلوا- ونسأل اللهَ لهم القبولَ وأن يجدوه في صحائفهم يوم القيامة إن شاء الله.

هل استيقظ المارد؟ الجواب الشافي لمن أراد جواباً ستراه بعينك في مجالس التهنئة التي شيدها ذوو النوارس المحررة حيث تضيق جنباتها بما رَحُبَت فحشود المهنئين الذين هم بامتياز من الأغلبية الصامتة غير المصنفة ولا المؤطرة  تدافعت معلنةً تأييدَها المطلق ورضاها التام بما رأوه من نوارس البحر ورموز الحرية.

الأغلبية المهنئة أيضاً تنظر بالعين الأخرى وبذكاء صامت لردة الفعل الرسمية ابتداءً بالتلفزيون الأردني – الممثل الشرعي والوحيد! – الذي نقل عما يجري في تركيا أكثر مما نقله عما جرى في محافظات المملكة من تضامنٍ مع النوارس وحَنقٍ على ما معاهدة السلام. والله لقد كان تحيلق النوارس ومعركتهم وعودتهم واستقبالاتهم أجملَ بكثير من البرامج التلفزيونية الفاخرة ( إياها ) التي أتحفنا ببثها التلفزيون الأردني خلال أسبوع العزة، وظنّ ( مخطئاً) أن أحداً قد اكترث لقناتنا، لكننا نبشرالقائمين عليها أننا نقفز عنها قفزاً, وسنبقى نقفز حتى يكتشف هؤلاء القائمون أننا (دافعي الضرائب) في واد وشاشتنا في واد آخر غير ذي زرع.

ولن أنهي مقالي قبل أن أسجل العرفان للنوارس التركية المجيدة, وكيف أنهم أصروا بما يملكون من عناد ( أقوى والله من العتاد) أن تكون هذه المعركة لهم وحدهم فلا يشاركهم فيها أحد, الجميع داخل السفينة وهم على السطح وحدهم, لا حاجة الآن للترجمة, وتدور رحى المعركة, ويبث التلفاز الرسمي للعدو عبر الإنترنت وسفاراته في العالم لقطات استحى أن يريها للناس, تظهر كيف كان الأتراك الأبطال يتلقفون جنود ( الكوماندوز !) في الهواء, " فيفعفط" أحدهم كما " تفعفط" الدجاجة ويتدحرج كالحذاء القديم ثم تنهال عليه السواعد المتوضئة ( مصطلح للرافعي رحمه الله ) فتنهال عليه لكماً و"شلاليطاً" (مصطلح سوقيّ) ثم يلقـُونهم في البحر كما يلقون الجيفة. في عُرفنا " البلدي" فإن المباراة قد حُسمت في ثوانيها الأولى حيث سجل الأتراك هدفاً بألف هدف في مرمى العدو (المحترف والمدجج!), وفي المقابل فإن ألف ألف هدف لم يستطع الصهاينة أن يحتسبوه في مرمى الفريق التركي, ولن يستطيعوا بعون الله، وإلى لقاء جديد على نفس الملعب: ألف سفينة ومليون هدف إن شاء الله, وتحيا تحيا النوارس.

م. جمال راتب

ربما لا يدعم متصفحك عرض هذه الصورة.





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع