أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
1.4 مليار دينار نفقات رأسمالية بموازنة 2025 بالأردن الأردن .. اعتماد مادة الكاشف الخاص بالكاز أصحاب معاصر الزيتون يدعون المزارعين إلى تأخير عمليات القطاف الشونة الشمالية .. عشريني يصيب طليقته بعدة عيارات نارية وحالتها سيئة البنك الدولي صرف 150 مليون دولار لبرنامج يعزز كفاءة الكهرباء في الأردن الوحدات يلتقي فريق سبهان الإيراني بدوري أبطال آسيا غدا كم بلغ سعر كيلو البندورة والخيار في السوق المركزي اليوم؟ الصين تحظر استيراد الحيوانات المجترة من ليبيا بسبب مرض اللسان الأزرق أوكرانيا تكشف عن حطام تقول إنه للصاروخ البالستي الروسي الجديد رئيس جمعية كفرسوم الزراعية: موسم الزيتون الحالي يعتبر استثنائيا ” ليست فوتوشوب “ .. عضلة في جسد محمد صلاح تثير ذهول المتابعين ارتفاع أسعار النفط عالميا الاثنين صناعة الأردن: شركات صناعية تستعد للاستثمار في إعادة تدوير النفايات الصفدي: غزة أصبحت مقبرة كبيرة للأطفال والقيم الإنسانية الأردن يكتب فصلا جديدا بمكافحة العنف ضد المرأة مستوطنون متطرفون يقتحمون المسجد الأقصى المبارك الأعيان والنواب يرفعان ردهما على خطاب العرش اليوم وزير الخارجية: غزة أصبحت مقبرة كبيرة للأطفال والقيم الإنسانية نائب أردنية تسأل عن الشركة المصنعة لعدادات العقبة القسام توقع قوة إسرائيلية في كمين ببيت لاهيا
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام وائل السقا .. فرس الرهان القادم

وائل السقا .. فرس الرهان القادم

06-06-2010 09:15 PM

لم يكن جده "أبو أكرم" في دكانته العتيقة في شارع الحمام التاريخي في السلط قبل نحو سبعين عاما - والمنحدر من عائلة نابلسية كريمة قدمت مع مثيلاتها إلى حاضرة شرق الأردن في أواخر القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين – يتوقع أن يكون من أحفاده من يملأ سمع الناس وبصرهم.

     وقد نحت عائلته منحى اقتصاديا ومهنيا يقدس العلم، فكان جميع أشقائه وشقيقاته من الأرقى تعليما ومهنة حققت لهم مكانة اجتماعية مرموقة، في جو من التدين والالتزام الحقيقي بعيدا عن التطرف والغلو وبما يتوافق مع الاعتدال والوسطية التي تميز بها مجتمعنا الأردني بمكوناته الشعبية والرسمية.

     وفي مساجد جبل الحسين في العاصمة عمان وفي ظلال الحلقات القرآنية التي يشرف عليها "الإخوان المسلمون" كانت نشأة الشاب "وائل السقا"، الذي بدا شابا وسيما خلوقا شديد الأدب قوي الشخصية تشرق في وجهه ملامح القيادة وعلامات الذكاء والنبوغ.

     أما في قسم العمارة بكلية الهندسة في لجامعة الأردنية في نهاية السبعينيات كانت شخصية "المهندس" وائل السقا تصقل بعلميتها ومهنيتها وتفوقها مجبولة بالتزامها الديني والحركي في أسر وكتائب تنظيم الإخوان المسلمين وبإشراف تربوي مباشر من أساتذة كبار أمثال الشهيد الدكتور عبد الله عزام رحمه الله و العلامة الدكتور أحمد نوفل حفظه الله، ومن خلال نشاطات الجمعيات الطلابية وصعود نجم التيار الإسلامي الطلابي في الجامعات الأردنية تعلم وائل السقا فن الصعود بنجاح نحو الأهداف السامية والطموحة.

     ومنذ اللحظة الأولى التي تخرج فيها المهندس وائل السقا حرص على التزامه المهني والهندسي وتطبيق أخلاقيات المهنة وأنظمتها ولو كانت عائقا مؤقتا في وجهه نحو الثراء السريع الذي حققه العديد من زملائه المهندسين في تلك الفترة، مما جعل من مسيرته الهندسية مسيرة أخلاقية يتجلى فيها العمل الهندسي المتقن والفن المعماري الراقي ضمن ضوابط الشرع والأمانة العلمية والمهنية بغض النظر عن حجم المكتب الهندسي أو رأسماله أو ضخامة مشاريعه.

     وفي نقابة المهندسين – بيت الخبرة للمهندسين الأردنيين جميعا- كانت البداية الحقيقية لوائل السقا الذي بدا واضحا لكل متأمل نشاطه الدؤوب وجهوده المضنية في رفع سوية المهنة بكل إخلاص وتفان أن هذا النقابي النشيط يسير حتما وفي خط مستقيم وثابت نحو أرفع المناصب النقابية وأنه سيصل إليها في وقت قياسي جدا، وهذا ما كان.

     كانت البداية في اللجان المعمارية واللجان النقابية، وعلى رأسها اللجنة الإعلامية التي ترأسها وشارك فيها معظم النقابيين الطموحين الذين وصلوا إلى مواقع نقابية قيادية فيما بعد، ثم كانت تجاربه ومحاولاته في هيئة المكاتب الهندسية ومجلس الشعبة المعمارية، وكان يخفق أحيانا تحت وطأة المتربصين والمنافسين حتى من ذوي القربى، وكان ينجح أحيانا أخرى بالتزامه بصف تياره الإسلامي المسيطر نقابيا واجتهاده وجهوده ونشاطه وإنجازاته.

     وعندما وصل وائل السقا إلى رئاسة الشعبة المعمارية وعضوية مجلس نقابة المهندسين تعرضت النقابة إلى قصف حكومي من العيار الثقيل كاد يطيح بها وقد أدى إلى حل مجلسها بقرار قضائي، وكانت تلك الظروف قد أقصت أكبر المنافسين نقابيا وفتحت الباب على مصراعيه لترشيح وائل السقا لمنصب نقيب المهندسين وللعودة إلى السيطرة على النقابة بزخم لم يسبق له مثيل.

     وكما خدمت الظروف النقابية والانتخابية وائل السقا للتربع على عرش أكبر النقابات المهنية، فإن الظروف الاقتصادية والارتفاع المذهل لأسعار العقارات والأراضي والأسهم مع مجيء موجات العراقيين إلى الأردن وحسن سياسة السقا لهذه المعطيات واستثمارها استثمارا صحيحا وبأمانة عز نظيرها، كل ذلك قد دفع بموجودات صناديق النقابة إلى ارتفاع كبير وقدم للمهندسين خدمات لم يكونوا يحلمون بها، ورسمت للمهندس وائل السقا صورة القيادي النقابي الناجح والفذ الذي ملأت أخباره ونشاطاته سمع وبصر وسائل الإعلام وبات شخصية عامة تتفوق في شهرتها على معظم الوزراء.

     أما من الناحية السياسية فقد اتبع وائل السقا نمطا تنسيقيا بديعا جمع فيه بين ما يبدو أنه من المتناقضات، فهو الأسبق وطنيا وجماهيريا في كل النشاطات السياسية والحزبية والقضايا القومية والتعبوية وفي عهده نشطت اللجنة التنسيقية للنقابات المهنية وأحزاب المعارضة وبدا واضحا أن "نقابة المهندسين تقود الشارع"، وهو في الوقت نفسه الأسبق للتعاون المهني والمالي مع النشاطات المحلية ودعم المشاريع الخيرية والتبرع للصناديق شبه الحكومية كدعم المدارس وإنشاء الحدائق وتشجير الغابات والطرق مستثمرا الموقع المالي القوي للنقابة، ومتمكنا من بناء علاقات متينة رسمية وشخصية مع مفاصل صنع القرار السياسي والأمني وعلى أعلى المستويات، ليتمكن من الحفاظ على مسيرة النقابات المهنية دون تدخل حكومي أو استحواذ رسمي من خلال تغيير قوانينها أو تدخل ديوان المحاسبة في صناديقها أو حل مجالسها.

     ولم يحل انتهاء ولايتين لوائل السقا في قيادة نقابة المهندسين وعدم تمكنه قانونيا من الترشح لولاية ثالثة تالية دون سطوع نجمه في قيادة الاتحاد الهندسي للدول الإسلامية ولجنة إعمار غزة التي كانت الشعلة والمنطلق لقوافل كسر الحصار عنها برا وبحرا، وكان آخرها أسطول الحرية الأول والتي عاد منها المهندس وائل السقا رئيس الوفد الأردني وهو يذرف دموع الرجال لأنه لم ينل الشهادة، رغم أنه كان من أصلب الذين تصدوا للجنود الصهاينة وصبروا على ما أوذوا وقاد الرفض للتوقيع على أية وثيقة، والحق يقال بأن وائل السقا قد عاد من هذه الملحمة البطولية واسمه يقترن في هتافات الناشطين والمتضامنين والمستقبلين مع "رائد صلاح" و "طيب أردوغان" ، وما هذا إلا إيذان بفصل جديد أو فصول عديدة قادمة خبأتها الأقدار لهذا الرجل.

     إن ما يميز وائل السقا في هذه المرحلة بالذات أنه جاء في وقت يعاني فيه الإسلاميون من انقسامات حادة وفراغ قيادي واضح على جميع المستويات، السياسية والحزبية والجماهيرية والنقابية والتنظيمية، في مقابل هيجان جماهيري ونهضة شعبية تعبوية نحو رفض التطبيع مع الصهاينة وكسر الحصار على غزة واستنكار الموقف الرسمي العربي الهزيل.

     لم يكن وائل السقا في تاريخه محسوبا على "صقور الإخوان المسلمين" ولكنه اليوم مرحب به كثيرا على لسان أكثرهم تشددا لأنه حقق في القضية التي يتمحورون مركزيا حولها ما لم يحققه سواه، كما أنه مقرب جدا من تيار الحمائم ومتوافق معهم فكريا بشكل واضح، ولا زالت الأجهزة الرسمية تتعامل معه بتفاهم وعقلانية ودبلوماسية فقدت في التعامل مع غيره من القيادات، أما جماهيريا فهو الشخصية المرشحة بقوة لقيادة الشارع سياسيا بأسلوب حكيم ولكنه جريء واستيعابي وسلمي لكنه قوي ومؤثر.

     وفي الخلاصة .. ماذا تخبئ الأقدار لوائل السقا ونجمه الصاعد بقوة في سماء الحركة الإسلامية وقمره الساطع بشدة في فضاء العمل السياسي والجماهيري؟ هل سيكون مرشح التوافق لمنصب أمين عام حزب جبهة العمل الإسلامي أكبر حزب سياسي أردني؟ أم ربما يصبح "أردوغان" الحركة الإسلامية الأردنية ليتربع على كرسي الشيوخ والحكماء بدعم من الشباب الواثب في منصب المراقب العام للإخوان المسلمين في الأردن؟ أم سيعود أدراجه بعد عام لقواعده سالما نقيبا للمهندسين الأردنيين للمرة الثالثة أسوة بزملائه إبراهيم أبو عياش و ليث شبيلات؟ أم ستختطفه يد الحكومة في منصب حكومي رفيع جدا يمثل توافقا وانسجاما بين الأردن الرسمي والأردن الشعبي و بين الحكومة والحركة الإسلامية؟!

     هذا ما ستجيب عنه الأيام القادمة .. لأنني بت على قناعة أكيدة بأن: (وائل السقا .. فرس الرهان القادم).

    

المهندس هشام خريسات

www.hishamkhraisat.com





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع