المرأة هذا المخلوق البشري الذي يوصف بأنه الأرق والأكثرتحنناً والأكثر عاطفةً, والذي تغنت به الأشعار وكُتبت فيه القصائد تارة متغزلةً وتارة تشكو الوجد لصدوده, والتي لوعت قلوب الكثيرين من اللاهثين وراءها لتمنحهم نظرة من لحظ ساحر أو تسمعهم كلمة من ثغرها الوردي الململم, والتي أجبرت الكثيرين لأن يقدموا لها عربون الطاعة والولاء لشدة إعجابهم بأدائها المتميز في ميادين القيادة المختلفة وعلى كافة الأصعدة وعلى مر العصور.
هذه المرأة (الأنثى) والتي هي محور أحاديث كثيرة وهدف لبرامج متعددة تسعى لأن ترفع من سويتها وترنو إلى تطوير قدراتها وتطوير مهاراتها في كافة المجالات من أجل أن تحقق موقعا تتبوأه وأن تصل لمراكز تليق بقدراتها وتستحق ان تحتلها لكي تكون على درجة مقبولة من الشراكة التي نرجوها للمرأة مع الرجل نصفها الثاني سعيا من كل ذلك للنهوض بالمجتمع وتطويره والمساهمة في تنميته بشكل شمولي, اعتمادا على تعاون وتكامل مرجوَ من كلا النوعين( الذكر والأنثى) وبالتالي فإن كل ما يقدم لابد وأن يحدث تغييرا ايجابيا وأن يترك اثرا ملموسا وعلى كافة الأصعدة وخاصة تلك التي تخص المراة سواء كان الاثر شخصيا على مستواً فردي أم مجتمعيا على مستواً أكثر شمولية وأكبر تأثيرا في تقبل دور المراة في حال تحققه...
لكن ما يلاحظ أحيانا إجحاف المرأة بحق مثيلتها المراة والتي تقسو عليها بكافة الأشكال مستخدمة كل الأساليب البدائية في تعاملها مع امرأة لا تروق لها ؟؟وذلك فقط لأن مثل هذه المرأة لم ترقى إلى مستوى احترام الذات أولا أو لأنها لا تزال تعيش ضمن قوقعة المرأة ذات الفكر المزدوج المترهل في نظرتها للمرأة المقابلة وهنا يؤسفني ما سأتحدث به من زوايا ليست بالمشرقة لكنها قائمة بين ظهرانينا وتقض مضاجع المرأة المستهدفة وتضعف جانبها وتهدٌ من طموحها ؟؟فالحرب الضروس تشن عليها من بنات جنسها ومن أقرب الناس اليها ؟؟ولماذا ؟؟؟ليس لسبب مقنع؟؟؟ فقط الهدف هو التحجيم المقصود وإخفاء الدور المتعمد والإبقاء على أجندة تفكير ونمط تقييمي يخدم مصلحة هذه الفئة النسوية الهادمة وللأسف والتي لا تنمو بذور أنانيتها إلاً بانتقاص غيرها والتقليل من شان إنجازها فهي لا بد وأنها سلبية بكامل شخصيتها والذي لا أنكر بأن ذلك في غالبه انعكاس ومرآة لأشكال تربية نمطية ذكورية تعرضت لها وجعلتها بهذا الشكل القاسي واللاواثق من نفسها أولا كانثى ولا بمن حولها من نساء أخريات تشعر بالتفوق وتشبع غرورها بمهاجمتهن والإساءة إليهن...وهنا أقول لها باننا جميعا تعرضنا لأشكال مشابهة من التربية التقليدية ولا نزال إلا إن علينا أن نقاوم ذلك بتطوير فكرنا وسلوكنا فالوسائل متعددة والإنفتاح يغدق علينا بكافة أشكال المعرفة وإثراء المعلومات وما علينا سوى قبول ما يناسبنا وما يأخذ بأيدينا إلى الأمام يا عزيزتي...
هذا النمط السلبي وللأسف والذي يمارس سطوة لافته أحيانا بجبروته وبتحكمه وانصياع الآخرين له رغم جهله إلا أنه يجد تربة خصبة ينموفي أحضانها و يترعرع, فالمؤيدون كثر ويروق لهم ذلك ما دام أنه يخدم مصالحهم الشخصية في مزيد من التحكم وإعمال قبضتهم على المراة والذي يمنحهم امتيازاً ورصيدا في كيف يتفنون في خنق المرأة والسيطرة عليها...فنجدها تقف إلى جانب ابناءها ضد زوجاتهم وفي كافة المواقف متمننة على المرأة بأن سمحت له بالزواج منك دون مراعاة لأدنى مشاعر لها ...كذلك عدم محاولة تعزيز أي إنجاز لهذه الزوجة المستضعفة..والتأكيد المتكرر بأن اي نجاح يتحقق هو بسبب الإبن وأي فشل ما كان لولا فشل هذه الزوجة؟؟؟
فأشكال إساءة المرأة للمرأة متعددة ومتنوعة بدءاً من رفض المرأة القوية الواثقة من أدائها مرورا بالمقارنات الغير منصفة عبورا إلى اتهامات لا تدنو من الحقيقة بشيء وصولا إلى أن تعطي نفسها الحق الكامل ولمن تريدهن من إناث أسرتها وتحريم ذلك على قريبات لها ولكنهن برأيها من الصنف الثاني…
عجبا أيتها المراة التي تمارس ذلك بكل تعنت وكبرياء مزيفٍ ..رفقا بالمرأة المقابلة لك فهي لا بد وأن لها دورا تشكر عليه مهما صغر بنظرك أيتها الواثقة فقط من نفسك؟؟؟