ما الفرق بين النائب الخدماتي والنائب الإعلامي ؟
سؤال حيرني وحير من قمت معهم باستطلاع يمثل شريحة من شرائح المجتمع الإردني . ولقد استخدمت اسلوب علمي قبل الاسلوب الثقافي والتنظيري ما امكن واتيح لي
اسلوب يعتمد على ارض الواقع حصريا بالعينة الاستطلاعية على حد علم الباحثة ... وليس اسلوب الحالمبن او اسلوب ...
الخيال او الماضي او التنظير خارج الاطار الاجتماعي . وكانت الشريحة تمثل فئة الشباب والشابات لإن المجتمع الشبابي في الإردن يمثل 74% مقابل الفئات الاخرى
وقد ظهر علم اسمه علم الشباب يهتم بمشاكلهم وهمومهم وطموحاتهم . ومن طبيعة الاهتمام البشري ان يركز على حديث الساعة التي تخص مجتمعه كاولوية وانتقاء
إدراكي سواء بوعي او بغير وعي . لمدة سنة بشكل فردي محوره سؤال العنوان .
وقد بدأ اهتمامي بوضع الناخب ومن سيمنح له ثقته وصوته وبعض آماله . لإن الوطن هو كالبيت وهو امتداد جغرافي نفسي بداخلنا ودائرتنا الكبيرة ضمن دوائرنا الشخصية والعامة
بل هو مظلة أكبر مما ذكرت في لحظات الإيثار وثقافة التطوع وثقافة النهضة والامتداد الحضاري . اهتمامي قديم ربما السنوات الماضية هي شحنة ودافع نحو السؤال الأول سؤال
اعتبره مركزي ومحوري يتفرع عنه أسئلة فرعية تبني في الذهن خريطة عن عملية الانتخابات والناخبين والمرشحين . ايضا رصدت الإعلام الممكن من مقالات واستطلاعات راي سابقة
وبعض الدراسات التي قامت بها جهات مختصة ومعنية كالمركز الوطني لحقوق الانسان وبعض التقارير سواء الوجهات الايجابية او السلبية لهذه الخريطة الذهنية المفترضة .
ولكن هذا لا يكفي فعلى الانسان ان يقرا الواقع من خلال الفرد والجماعة التي تتفاعل مع الحدث مباشرة . وماكان قبل 10 سنوات قد يتغير او ينحاز نحو شيء لم يتعامل معه سابقا
لضغوطات اقتصادية واجتماعية وثقافية .
فلقد تعلمت كلما استخدمت الجانب الاستقصائي والاستكشافي بجانب الجانب التنظيري ربما يزداد المعيار نحو تقييم أفضل .
من التجارب الانتخابية العالمية ودول تستخدم الديمقراطية شعار لها فهل فعلا طبق هذا الشعار في أهم طموحات المواطن الخاص بها لنرى معا :
إن لجنة الولايات المتحدة حول الحقوق المدنية التي تعمل على الشكاوي المقدمة من العديد من الناخبين السود في فلوريدا الذين تم إبعادهم عن مراكز التصويت في السابع
من تشرين الثاني سنة .
2000
وقد تقريرا حول هذا الموضوع تم تجاهله بشكل كبير من قبل الصحافة الأميركية وكذلك من قبل الصحافة في كل مكان .وأوردت اللجنة في نتائج توصياتها : بغض النظر عن السرية
التي تمت فيها الانتخابات كان حرمان الناخبين الواسع النطاق من حق التصويت وليس موضوع سباق التعادل هو الميزة الأساسية للإنتخابات في فلوريدا .
كذلك حمل التقرير المسؤولين في الانتخابات مسؤولية ترهيب الناخبين خارج مراكز الاقتراع في احياء السود .وكذلك اغلاق صناديق الاقتراع قبل موعدها .كما طالبت الولاية بشراء
آلية أفضل لفرز الاصوات فالمقاطعات الأخرى استعملت أنظمة مختلفة مع آليات حديثة وموثوقة يمكن ان نجدها في أحياء البيض التي هي بحال افضل مقابل آليات أخرى قديمة
ولا يمكن الاعتماد عليها ترفض عددا اكبر من الأصوات وذلك في احياء السود والاسبان الفقراء . واكتشفت اللجنة المدنية ان لوائح العام 2000 تحتوي على معدل اخطاء بنسبة
14 بالمئة .
هذا تقرير جزئي للإنتخابات دولة متطورة علميا وتدعي الديمقراطية ؟؟؟ بل جزء نقلته من كتاب امريكا السوداء مع احترامنا لكل فرد وشريحة تحترم ما سبق ذكره من منحى ديمقراطي
وعلمي فكل المجتمعات لا تخلو ابدا من تناقضات وسلوكيات تطرحها ولكن ما يثير الاستغراب شرائح مقوماتها فيها لديه القدرة على المال والسلطة والمركزية كيف تخدع وتسوق
وتبدل وتغير وتزيف ؟؟؟ هنا تفقد العملية الإنتخابية شعاراتها وتنفيذ برامج طرحت للناخب المتأمل بالأفضل كما يعتقد .
لنعود للعينة الخاصة بي كانت اغلب النتائج في الإجابة متشائمة ويائسة بل إجابات بينت ان النائب يتحرك ويتمركز اعلاميا وتتحرك مع الاقلام والشعبية الخاصة به قبل الفوز
بطريقة بكرة واصيلا بطريقة كرم حاتم الطائي وإخراج من في القبور لتصويت .... ربما تستغربون لا هذا واقع عالمي وليس فقط محلي فن الصوت الفردي ذو أهمية ممن يكون
من الفقير والمحروم واليائس والمسجون والمضطهد والمعلول والعجوز التي تتكأ على عصاها والنساء في خدورهن .... ولو طاق البشر ان يخرج الجن للتصويت لخرجوا واستخدموا
في ساحات وحمية الانتخابات البرلمانية في العالم عامة ومحليا بشكل خاص بل إن امسيات وابتسامات وحنان وحنين ...........؟
انا انقل الإجابة بطريقة مجازية للقراء ... ايضا الشريحة الأقل نظرت للعملية الإنتخابية بشكل ايجابي ونشط ومتفائل لإن سقف الطموح والحياة الكريمة لديهم قد لا تشعرهم بما قال السابقون وهذا صوابا من ناحية كيف يرى كل منا صوابه ورأيه . بل ان منهم من اشار الى العملية الانتخابية في امريكا وطريقة الشعب في التصويت .... الخ .
كذلك برزت من الشريحة أراء وهي القناعة الخبراتية أنهم افراد اتخذوا قرارا بعدم التصويت في نائب وسألتهم لماذا فقالوا : عندما يريد اصواتنا فهو معنا وبيننا والاعلام ناقل مباشر له
ولكل تحركاته وعند الفوز يختفي عنا وعن برامجه ووعوده للشريحة التي تعامل معها .
بل ربما نراه في المرة الثانية او نسمع رنات هاتفنا مرة اخرى لإن المرشح يريد ان يجدد العهد مع البرلمان لمرة اخرى .
فقلت لهم هل تريدون ان يقوم بمتابعة كل ناخب كانت الإجابة لا كمباشرة بل هو يقدم لنا كنائب خدماتي وعند الفوز ومابعده يصبح في منظورنا ناخب إعلامي وبرامج تغادر في اول مركبة فضاء .
والحال كما الحال وربما للحال طريق السجال فقط في البرلمان .
أما الشريحة الأقل والإيجابية في منظورها الخاص فقد ذكرت ان الساحة السياسية والشعبية والحياة العامة تفترض لوجود النائب والترشيح من المواطن .
وفي سؤال لهم : ما هي صفات النائب الذي تطمح ان ترشحه وتصوت له ؟
ذكروا صفات نفسية الاحساس بمشاكلنا ومعالجتها ومنها :...معالجة الفقر والبطالة معالجة غلاء المعيشة ...الضمان الصحي ... غلاء أجور المساكن ... وتسعيرات المواصلات
... فواتير الماء والكهرباء والضرائب المرتفعة ....الاهتمام بالتعليم فلقد اصبح تلقيني بنكي ....الايدي العاملة المستقطبة من الخارج على حساب اهل البلد ممايزيد البطالة
...الطبقية الواضحة في معاملات الافراد بين بعضهم البعض لمجرد الحصول على مركز او زيادة في ماله ....قلة اساليب الاكتفاء الذاتي والتوجه فقط للتقشف الذي فرضته اصلا ضرائب وفواتير من الخصخصة ورؤوس اموال الشركات العابرة للقارات . حتى اشار بعضهم ان النائب يهتم ويتمركز حول ذاته وما يخدم الذات دون الجماعة مما جعل قرارهم لا صوت لإي نائب
اذا كانوا على نفس المنهج . وأشار البعض ان لديه امور قضائية معلقة سنين ويدفع للمحامين الذين ربما كبروا سنا مع قضاياهم ونفذ المال من جيوبهم .
كذلك معاناة بعض المناطق من قلة الاهتمام السياحي رغم ما تضمنت من جمال طبيعة وبيئة ثرية جاذبة للسياحة .
أما الجامعات الخاصة فهي مشروع حياة يقدم فيه الوالد ما غلا وما علا ليدرس ابنه ثم يتستقبل بمهن تخالف ما درس فحاجات السوق لا تتماشى مع فرصه الاكاديمية والتعليمية
التي بيعت الارض لاجل ان يصبح حاملا للشهادة الاكاديمية .
ومن الصفات الثانية : عدم تكرار نفس النموذج للنائب التقليدي لإن الدنيا تتغير وتتسارع بل التنافس هو معيار للنجاح وليس التجانس .
من الصفات الاخرى : عدم استخدام الاحزاب والشعارات المطاطية والمرنة التي تقرأ بانفعالية ولا تخدم الواقع .
وركز البعض على المواطنة حيث بينوا لنا ان:
المواطنة تعني صفة الإنتساب لوطن ليس للناس غيره، له عليهم واجبات ولهم عليه حقوق، ويمارس فيه الفرد الإجتماعي حق مزاولة السيادة من حيث المشاركة في القرار السياسي وممارسة السلطة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، ويتمتع فيه بالحرية التي تنتهي حيث تبدأ حرية الآخرين، وهو الذي له الحق في المتابعة والمراقبة والمحاسبة. هذا غيض من فيض .
لذا فالمراهنة على بعض النواب الإعلاميين ربما ينفع تياره ومن دار في فلكه وحول جيبه مما يفقد زخم المواطنة الصالحة ويجعل الوطن غير مؤثر بالمنطقة والعالم بشكل تنافسي كالشركة العابرة للقارة وللقومية حلها وترحالها مالها ومصالحها وليس للمواطنة كمفهوم تطبيقي يمارس وسلوك واضح على ارض الواقع للمقاربة بين الوطن وحاجاته وبين افراد الوطن وحاجاتهم بشكل عام في المنظومة الاجتماعية والثقافية .
فالروتينية في الاختيار والانتقاء المسبق والتوريث البرلماني سواء الحزبي او على مستوى الفرد هو يخدم نفسه اكثر من خدمة مواطني الوطن لان الدائرة لم تتوسع ولم تبيح للاخرين ذوي الكفاءة والقدرة والعلمية
وليسا شهادات وظيفية فقط بل علمية سلوك مع شهادات تدعم الاكتساب الاكاديمي في منظومة اخلاقية وتراثية تحافظ على خصائص الوطن بجانب جسور الانفتاح دون الذوبان بما هو وارد وخارج لإن فقط مستورد
من الآخرين . للحفاظ على هوية الوطن والفرد في دوافع مواطنته ونجعله منافسا في ركب الحضارة العالمية .
وجزء مما سبق تعلنه ممارسات وسلوكيات النائب الخدماتي وليس حمل شعار لكي يقوم بحصاد الاصوات وحصاد البرامج بعد حين .
ولبعض وسائل لاعلام سواء الشعبي المباشر من خلال تحركات النائب المرشح بين المحافظات ونشر الصور والبرامج المطبعية والافراد لحملته الانتخابية او الاعلام المرئي والمسموع التقني والتكنولوجي والانترنت الدور البارز في ترشيح النائب الاعلامي اذا كان إعلام يتمركز حول الصورة والصوت تقل لديه منهجية التفكير الفعال والعلمية او اخطاء غير مقصودة او مقصودة
بجانب وسائل الاتصال الشعبي الاخرى والفعاليات والتجمعات والاحزاب والإيديولوجيات والحكم المسبق على الأشخاص .
افتقاد للمؤسسات التربوية والتثقيفية لفعاليات ومحاضرات وذوي الخبرة لنقل التجربة البرلمانية والتثقيف عنها للمواطن بكل شرائحه آخذين بعين الاعتبار نوعية المواطن لإن الاختلاف الوارد بينهم يفرض
اختلاف المعالجة . وتوسيع دائرة الوعي والخروج من تجربة اسميها أمية الانتخابات .وخاصة ان التجربة البرلمانية مهمة واشخاصها اكثر أهمية فإما نتفاعل مع نائب برلماني اعلامي وسياحي
او نتعامل مع نائب برلماني خدماتي هويته المواطنة الصالحة وليس شعار جزءا منها ثقافة التطوع الواضحة الملموسة .
فكلاهما يمثلان صورة الوطن خارجا وداخلا وتحدي كبير يخوضه الفرد الذي يأمل بالإفضل لإننا قسم منا هو الذات الإجتماعية .
الكاتبة وفاء عبد الكريم الزاغة