بقلم: عبدالناصر الزعبي
الاردنيون منشغلون هذه الايام في تسمية من تتردد اسمائهم لانتخابات مجلس النواب السادس عشر. ومن تخلق الاعذار ليقاطع الانتخابات.. انتخابا وترشيحا، تجده غير متفائل من حصوله على اي فائدة من الانخراط في الحراك الانتخابي خصوصا مع تشديد العقوبات على رشاوي الانتخابات.
ردود الفعل التي عملت عليها وسائل الاعلام المحلية خرجت بقرآءة غير دقيقة لانها مبنية على اتصالات صحفيي الاطراف بزبائنهم المتنفعين من حظورهم الاعلامي، واظهرت رضى عام عن ما اسموه بقانون عصري مقتبس عن قانون بريطاني قبل مئتي عام.
لكني وللاسف اجد ان الانجراف نحو الاسوأ عبر المسيرة الانتخابية الوطنية سيأتي مع هذا القانون الذي جلب معه ما يسمى بالدوائر الوهمية ( القوائم) وأرى ان الحكومة او من تنوب عنه في تبنيها بند (القوائم) ستجعل من الوطن والعمل الوطني ساحة للاستثمار الفاسد والمفسد، الذي يُقطّع العقيدة الوطنية الاردنية او ما تبقى منها الى فتات تتناثره رياح التكسب على حساب المصلحة الوطنية.
القوائم الفرعية المزعومة سيفوز فيها صاحب اعلى الاصوات، وسيكون اي انسحاب لأي من مرشحي القائمة لصالح احدهم او ضد مصلحة آخر. وسيؤثر الانسحاب لأحدهم هنا او هناك سلبا هنا وايجابا هناك. ولا يضير ذلك اذا كان طبيعا دون اي تدخل من احد، لكن مستقبل هذه القوائم سيكون معملا للانسحابات او الالتزام بالترشح الحاصل جراء صفقات يجريها من لديه المال.
وأوضح ذلك من خلال السناريوهات التالية:
افترض ان \"دندوش ابو المصاري\" فاز بانتخابات العشيرة.. بعد ان كلفته كثيرا. وافترض انه سجل على القائمة التي لا يوجد فيها الا \"غلابا\" -\"زي حكايتي\"- شخصيا قد اقبض حصتي مسبقا.. وسأنسحب من القائمه، واخليها لدندوش.. لاقوم بعدها بالسمسرة مع افراد قائمتي لصالح دندوش، للاستزادة من اعطيات \"عمي دندوش\" لعلي اتمكن من السفر الى سوريا واتغدى حينها \"لحمة بلدية\"، وأعبئ \"طنبوي\" السيارة مونة للاولاد تكفيهم لموسم الانتخابات القادمة.
من ناحية اخرى.. افترض ان احد الاشخاص في القائمة ثري ولا يكترث لدندوش، وعامل فيها ابوزيد. شخصيا سادفع من حصتي، لابنة عمه وابن عمه، المقيمين معي في القائمة، حتى ابقيهما يحاصصانه ويضعفانه ليصاب بدوخة.. اثناء ذلك سأذهب لدندوش -واقبض نصيبي- لابقيه بعيدا عن المؤامرة التي ستطاله لانه لن يدفع لي اكثر من عشرين الف دينار -لاضمن له الفوز على القائمة البيضاء- وسأذهب لابوزيد ليزيدني اكثر من العشرين \"باكو، تبعات دندوش\" ويضاعفهن لي، كي اقنع ابناء عمومته بالانسحاب، واضمن له بذلك الفوز.. واعطيها بومبه \"لدندوش البخيس\".
بذلك لن تكون القوائم الانتخابية سوى افرادا تتسوق على ساحة الوطن، تساوم على البقاء او الانسحاب من قوائم يملكها من يدفع اكثر.
هذا ما ستكون عليه الانتخابات القادمة..
وسيكون الاسوأ أنه لن يفوز بعد اليوم الا \"الدفيعة\" ورجال الاعمال والمال.
شخصيا لن اعمل بعد اليوم سوى سمسار انتخابات..
Naser844@gmail.com