زاد الاردن الاخباري -
يكاد لا يخلو يوم دون سماع أو مشاهدة مأساة إنسانية وقعت في مكان ما في العالم، وخلفت وراءها الدمار والفقر والجوع والمرض، وكان الأطفال الضحية الأولى.
وبينما شهد سفير منظمة الأمم المتحدة للطفولة، اليونيسف، للنوايا الحسنة الفنان المصري محمود قابيل الكثير من المآسي التي عجز العالم المتقدم علميا وتقنيا وماليا عن تلبية احتياجات أساسية لأطفال يعيشون في أفريقيا أو آسيا وغيرهما، وجد العزاء أخيرا في موريتانيا، تلك البلد التي كانت تختار بعض العائلات الفقيرة فيه بيع أطفالهم للعمل كـ"جوكيز" على الجمال في بعض دول الخليج.
فمؤخرا، قام قابيل بزيارة موريتانيا للمشاركة في إطلاق حملة للتطعيم ضد مرض شلل الأطفال، وحول هذه الزيارة، قال: "نحن نشجع كل ما له علاقة بسباقات الخيل والجمال، فهي جزء من الثقافة، غير أننا لا نشجع استخدام الأطفال واستغلالهم في هذه العادات، وخلال زيارتنا قابلنا طفلا اسمه الكوري ولد أحمد وجلسنا معه ومع والدته وعائلته، ورأينا كيف استثمروا مبالغ التعويضات التي حصلوا عليها من دولة الإمارات عبر افتتاحهم بقالة صغيرة."
وقبل تلك الزيارة، قام قابيل بزيارة مماثلة للضفة الغربية وقطاع غزة، للتعرف إلى أحوال الأطفال أينما كانوا، وساعيا لرفع الظلم عنهم، إذ قال: ""أنا كسفير للأمم المتحدة يهمني أي طفل في العالم فالطالبات الفلسطينيات اللاتي يمشين إلى المدرسة عبر نقاط التفتيش الإسرائيلية ولا يجدن سيدات يفتشنهن يضطررن إلى التغيب حتى لا يلمسهن رجل."
مثل هذه القصص وغيرها أثرت في الفنان المصري، وشددت إصراره وعزيمته على تمثيل الطفل العربي المظلوم عالميا، وأضاف: "من القصص التي تركت في أثرا بالغا، طفل في غزة عمره تسع سنوات يجلس مع أطفال تتراوح أعمارهم بين 16 و 17 عاما، فسألته: ’لماذا تجلس معهم، هذا ليس مكانك‘، ظنا مني أنه قد يكون أتى مع شقيقه الأكبر، إلا أنه قال لي، ’أنا من هؤلاء الأطفال‘، فقلت له، ’أنت تعمل في حفر الأنفاق؟‘ فأجابني بالقول: ’حتى ينفق أبي وأمي على تعليم أختي الصغيرة.‘"
وليرتبط القول بالفعل، طالب قابيل كغيره ممن سبقوه من الفنانين والساسة، الحكومات والشعوب العربية بالتفكير بإنسانية وبتجريد قضية الطفولة من كافة المصالح السياسية والدينية وغيرها، إذ قال: "يجب على المؤسسات اللاحكومية والشعوب أن تشعر ببعضها البعض ليس على المستوى العربي فحسب، بل على المستوى الإنساني أيضا، فالطفل ذي الأعوام الخمسة المولود في الصين أو تمبكتو أو في أي مكان في العالم هو طفل."
فهل يجد قابيل آذانا صاغية لدى المسؤولين العرب، تخفف الألم عن أطفال لم يعرفوا معنى الأمل؟
cnn