حصارٌ دام سنة واثنتين وثلاثة .. اعتقال وتعذيب وإهانة ... دموع مسالة ودماء مراقة .. ظلم وظلام .. تجويع وحرمان ... طلاب من غير مدارس .. أبناء من غير آباء .. مرضى من غير مستشفيات .. سكان من غير بيوت .. وقبل مدة ليست بالبعيدة أموات من غير قبور
أجساد عارية .. أقدام حافية .. أوجه مغبََرّة ... كهولة معذّبة .. طفولة معدمة .. لكن صمود وثبات .. إرادة كبيرة .. عزيمة فائقة .. عقول حالمة .. ذات الروح الموقنة هناك سائدة .. هذا ما يميزهم ..
اهل غزة .. أولئك المرابطون على ارضهم .. القانعون بقضاء ربهم ... الموقنون بنصره .. المجاهدون في سبيله .. المدافعون عن دينهم وعروبتهم وأرضهم ..
كانت حرب تموز ... فأشفقت قلوب العرب .. ولانت النفوس .. وتنبه القريب والبعيد لحال إخوانهم هناك ... فقاموا يعدون العدة .. ويجهزون المؤن والمساعدات .. وصل بعضها بشق الأنفس إلى قلب الحصار .. وضاع بعضها .. وقامت قمم عربية .. تلاها شجب واستنكار .. تهديد ووعيد .. بيانات شديدة اللهجة واستدعاء للسفراء ؟؟؟؟! وقام الأفراد ... دقيقة أو دقائق صمت ... شموع مضاءة .. مسيرات حاشدة .. صلوات وأدعية ... تبرعات بالدماء والأموال .. متطوعون عرب واجانب بوظائف متعددة ... زاروا تلك الأرض وساعدوا اهلها ..
هدّأ العدو من ضرباته .. فخبت شعلة الغضب
وظلّ أهل غزة يتجرعون لظى تلك الحرب ... ومن هول ما رأينا على شاشات التلفزة ..أمراض وتشوهات .. فقر وجوع وخراب .. جدد بعض المجددون أصحاب العزائم من دول عربية وأجنبية الدعوة لكسر الحصار ووضع حد لظلم الظالمين ... فكان الأسطول بسفنه وربانه ومعوناته .. فأشرق الأمل فينا من جديد ...
لكنهم بنو صهيون ... من أقدم العصور هذا حالهم .. لا تروقهم الحياة إلا بالغش والخيانة والخداع ونقض العهود و المواثيق .. لعنهم الله وأرسل عليهم الطوفان والجراد والقمّل والضفادع والدم .. كما كان بمن سبقهم من قومهم
فقُصِفَت إحدى سفن الأسطول وقتّل راكبوها وأحيل بينهم واعتقل من كان حيا ومنعت المؤن والمساعدات .. ضجّ العرب بعدها أياما قليلات .. وعادوا الى ما كانوا عليه من هدوء .. ربما يقول أحدهم ليس باليد حيلة .. بل أضعف الايمان أن نغير هذا الحال إن لم يكن على أرضهم بأيدينا .. فبألسننا وأقلامنا وقلوبنا وعقولنا ..بدعائنا فاللهم انصر المسلمين في كل مكان وزمان .. واجعل اللهم كيد اليهود في نحورهم .. وإن حال العدو بين أهل غزة وبين مساعدات العالمين فابعث لإخواننا المحاصرين برزق من عندك كالذي رزقت به مريم إنك ترزق من تشاء بغير حساب اللهم آمين
ولاء عبدالمجيد الروابدة
Walaaa_90@yahoo.com