مما لا شك فيه بأن ما يحصل في الأردن من ارتفاع متزايد للأسعار والضرائب شيء خفي لا يمكن تصوره ولا بالأحلام وكل هذا نلمسه ونحس به يوماً بعد يوماً وبدون رقيب ولا حسيب , وحقيقة بدأنا نفقد توازننا المعيشي مما يؤدي الى فقدان التوازن الأسري والمجتمعي , وهذا بحد ذاته ارهاب من نوع ثاني يهدد حياتنا اليوميه ويهدد الأسرة بالضياع , ولا ننسى بأننا عودنا أبنائنا على حياة , ولا نستطيع في ليلة وضحاها ان نغير المفهوم لديهم .
ثورة الأسعار وارهاب التجار المتنفذين من تجار الجملة مما ينعكس سلبا على تجار التجزئه ومن ثم التاجر العادي , وكل واحد منهم يريد ان يستغل الظرف العالمي القاهر لزيادة ثروتهم , واخيراً المواطن من يدفع الثمن .
وحتى مجرد اشاعة يطلقها التجارالكبار تعطي المجال للتجار الصغار بتخزين المواد او بيعها بسعر الأشاعة وبالفعل مثل من يكذب كذبه ويصدقها , وهل الوضع يكون طبيعيا بأن يضيع ساعات من وقتنا من اجل البحث عن أسعار ارخص وجودة اقل وفي بلدنا وهل هذا وضع صحي في بلدنا ... اشك بذلك .
ارهاب المدارس الخاصة واصحاب الأستثمارات والذين بنوا المدارس من اجل المساعدة بالناحية التعليمية ولأن التعليم رساله مقدسه وبناء على ذلك اعطتهم الحكومة ترخيصا واصبح لهم نفوذا قويا وسلطة المال وفي اول فرصة وبعد ارتفاع الأسعار, ارتفعت الرسوم بشكل الجنون الجنوني , وهنا اقول لماذا ربطوا الرفع بالرسوم المدرسية ولم يربطوها بالمواصلات فقط . واستغلاهم لنا بسبب ان ابنائنا منذ زمن في مدارسهم لأنهم يعرفون بأن المدارس الحكومية لا تستطيع ان تؤدي دورها بالشكل الصحيح من تدريس وخدمات تكميليه , ونقول رساله مقدسه وهم لا يقدسون التعليم وانما المال ولكن الى متى , وانصح معالي وزير التربيه والتعليم بأن يبدأ من الأن مواجه الهجرة العكسيه من المدارس الخاصة الى الحكومة وهذا امر واقعي , فذكر ان نفعت الذكرى ولنا موعد في القريب العاجل .
غلاء مثيراً للدهشه بشكل غريب جداً مبطناً بحسرة ممزوجة بألم يعتصر المواطن , ولا يستطيع ان يعبر عما في داخله من الصدمه, لأنه يأتي بسرعة البرق وما يلبث ان يستفيق منه حتى تأتي صدمة ثانيه يدخل في اجوائها وهكذا , ولأن الغلاء في الأردن متميزاً عن باقي دول العالم نسبة وتناسب وكذلك لا رقابة على الأسعار والتجار لا يهمهم سوى مصلحتهم وشعب يتخبط وحكومه غائبة ولا تعرف من ترضي أولا, ولا يوجد وزارة تموين تعتني بهذه الأمور واسعار معومة وغير مدروسه و... ؟
ثورة الأسعار ارهاب من نوع ثاني لأنه يقتل النفوس ويساعد على الجريمة من سرقة واحتيال ونصب بشتى اوصافه وفنونه ويعمل على التفكك الأسري والمجتمع بحد ذاته والجوع عاطل ولن ينام ابني دون ان يأكل ...؟
اذن لا بد من التحرك على جميع المستويات حكومة ممثله بالقطاع العام والقطاع الخاص ووضع استراتيجية مبنيه على اسس علمية مدروسه لوضع خطة لكبح ارتفاع الاسعار الجنونية والعمل على تخفيف العبء الثقيل الذي يقع على كاهل المواطن الذي اصبح يتكلم مع نفسه وهذه حقيقه وكذلك ان تعمل الحكومة على ما وعدت به على ربط زيادة الرواتب بنسب التضخم والغلاء الحاصل وأن تحرك القطاع الخاص على زيادة الموظفين دون الأستغناء عن خدماتهم واستغلال فرصة البطاله المتفشيه في مجتمعنا للمحافظة على الجوده في الأنتاج . فالشعب الأردني وصل الى مرحله متدنية من حياته اليومية , ولا تنسوا بأن كبرياء وكرامة الشعب الأردن تمنعه من التصريح العملي والسبب بسيط جدا , لأننا نحب بلدنا ونعشقه بجنون ولكن الجوع قاتل والفقر ... ؟