زاد الاردن الاخباري -
عزيزتي المرأة: اذا أردت أن يتوقف الرجل عن الكلام وتبدأ ملامح الغضب تظهر على وجهه فما عليك إلا أن تسأليه"كم راتبك؟" ، فالسؤال عن الراتب يعد من أكثر الأسئلة غير المرغوب فيها لدى معظم الرجال ، وهذا ما أكدته الدراسة البريطانية والتي أثبتت أن الكثير من الرجال وبنسبة تصل إلى %86 لا يحبون أن يستفسر أحد عن رواتبهم.
لكن السؤال الذي يتبادر إلى الأذهان هو لماذا يصاب الرجل بالضيق والحرج عند سؤاله عن"الراتب" ، وهل كل الرجال كذلك؟.
الدستور التقت عددا من الرجال الذين عبروا وبكل صراحة عن آرائهم حول هذا الموضوع:
عملي يتطلب ذلك
أحمد ظافر(مهندس في شركة خاصة) يرى أن طبيعة عمله تتطلب منه إخفاء راتبه خصوصا عن زملائه في العمل ، وذلك بسبب تفاوت الرواتب في شركته ، مما يجعل التصريح براتبه يؤدي إلى مشاكل كبيرة له ولشركته.
وعلى العكس تماما فإن عمار شحادة يرى أن إخفاءه لراتبه من الأمور المستحيلة حيث يقول: لم أفكر أبدا في أن أخفي راتبي عمن حولي ، وذلك لسبب بسيط وهو أني أعمل في مهنة التدريس ورواتب المعلمين معروفة للجميع.
ويضيف : حتى لو كنت أعمل في مهنة أخرى فلن أخفي راتبي عن أحد لأن هناك أمورا أكثر أهمية وأكثر خصوصية من الراتب يمكن للرجل أن يخفيها عن الآخرين ، ولا أعتبر أن تصريحي براتبي ينقص من كرامتي أو يؤذيني في شيء.
الحد من طلبات الزوجة
ويقول أبو فهمي: (تاجر سيارات):لم أخبر أي شخص عن مردودي المالي وخصوصا زوجتي ، وذلك لأن النساء كلما زادت أموال أزواجهن تزيد طلباتهن والتي في الغالب تكون طلبات كمالية ، وعندها فعلى الراتب السلام ، لذلك ومن أجل أن أؤمن مستقبل أفضل لأبنائي أفضل أن لا أخبرها براتبي الحقيقي.
وينصح أبو فهمي كل الرجال أن لا يتحدثوا عن موضوع الراتب أمام زوجاتهم وذلك لأنهم لو أخبروا زوجاتهم بذلك فسيفتحون على أنفسهم أبواب جهنم وسيجدوا أنفسهم فقراء بجدارة. ويضيف:أعلم أن زوجتي الآن تشعر بالضيق لعدم علمها بدخلي الحقيقي إلا أنني متأكد أنها ستشكرني في المستقبل عندما تعرف أن هدفي من عدم اخبارها هو إدخار المال الذي سيفيد أبناءنا في المستقبل.
خصوصية
اسحاق بدران يعترف بأنه يخفي راتبه عن أقربائه ، ويعلل ذلك بأن الفضول عند الناس وصل إلى درجة لم يعد يطيقها ، ويؤكد أن السؤال عن الراتب يعد بداية لسلسلة طويلة من الأسئلة الفضولية التي تتبع هذا السؤال ، لذلك فهو يفضل أن يقطع الطريق على الأشخاص الفضوليون ، فالراتب مسألة شخصية وخاصة لا يجد أن من حق أحد أن يعرف بها.
وتؤيده في ذلك عليا خليل فتقول:لا أستغرب من رجل يخفي راتبه عن غيره ، لكن ما يثير غضبي هو أن أسمع شخصا يسأل آخر عن راتبه. ومن باب الفكاهة تقول:السؤال عن الراتب أصبح سؤالا عاديا لا يشفي غليل الأشخاص الفضوليين ، لذلك فقد تغير السؤال الآن إلى"كم رصيدك في البنك"...
خوفا من الحسد
يقول فادي الناطور:قد يسخر مني كثيرون مما سأقوله الآن ، فأنا لا أبوح بدخلي لأحد بسبب نظرة الحسد التي يكنها الناس لبعضهم ، فليس هناك قناعة عند الناس والكل غير راض بما عنده ويستكثر الخير على غيره.
ويؤيده في ذلك ماهر حسين فيقول: أصحاب الدخل المحدود لا يهمهم إخفاء رواتبهم بقدر ذوي الدخل العالي الذين يكونون حريصين كل الحرص على عدم معرفة أي شخص عما في جيوبهم ، خوفا على أنفسهم من الحسد ، وخوفا من الطمع الذي قد يتعرض له صاحب الدخل العالي من قبل أصدقائه ومعارفه.
حسن نية
في حين تقول فاطمة مروان:قد يكون السؤال عن راتب الرجل صادرا عن حسن نية ومحاولة للاطمئنان عن أحوال الشخص الآخر ، إلا أن الناس في زماننا هذا بدأوا يأخذون الأمور بحساسية كبيرة ، وأخذوا يفسرون كل كلمة تصدر عن الشخص المقابل بمئة تفسير لذلك فإني الآن أتجنب أن أسأل أي شخص عن راتبه تجنبا للإحراج الذي من الممكن أن يلحقني جراء هذا السؤال.
أسباب متعددة
وحول هذا الموضوع علق الدكتور مجد الدين خمش أستاذ علم الاجتماع في الجامعة الأردنية على الدراسة البريطانية قائلا: إن إخفاء الرجال لرواتبهم حقيقة متعارف عليها بين الجميع ، فقد أكد الدكتور خمش أن معظم الرجال لا يبوحون بدخلهم الحقيقي إما أمام زوجاتهم وذلك حتى يظل لديهم هامش للادخار أو الانفاق على حاجاتهم الشخصية التي لا يريدوا أن تعلم زوجاتهم بها.
ويضيف:من الرجال من يخفي أمر راتبه عن أقاربه وذلك لأن بعض الأقارب اذا علموا بأن راتب شخص من العائلة مرتفع فإنهم يلجؤون اليه لطلب قروض او سلف ، لذلك فإن بعض الرجال يفضلون التكتم على راتبهم حتى يبقى لهم مجال للاعتذار ووضع الحجج بأن راتبهم لا يكفيهم وأولادهم .
ويرى الدكتور أن هناك نوعا ثالثا من الرجال وهم من يخفون رواتبهم عن أصدقائهم وذلك إما لخوفهم من الحسد أو لخوفهم من خلق مشاكل في العمل وذلك لأن توجه العالم الأن يقوم على تحديد الراتب حسب الكفاءة والانتاج وليس على حسب المؤهل العلمي لذلك فقد تجد أن هناك شخصان يحملان درجة الماجستير ويعملان في نفس الشركة الا أن أحدهما يكون راتبه أعلى من الاخر ، فهذا من أهم الأسباب التي تدفع الرجال لاخفاء رواتبهم الحقيقية لأن البوح بها يؤدي الى حدوث مشاكل للموظفين ولصاحب العمل.
الدستور - ايمان عواد