اسرائيل يا مهوى الافئدة وبوصلة السياسيين وملاذ الطامعين , نحن ابناء العروبة و الشعب الاردني نتقدم بالاعتذار الشديد منك على خسارتك لخمسة رصاصات مزّقت جسد ابن الوطن القاضي زعيتر فقد كان يكفينا رصاصة واحدة لتقتلي بها بقايا كرامتنا وتدخري باقي الاربعة رصاصات لتقتلي بها اربعة ارهابيين فلسطينيين يدافعوا عن وطنهم وحلمهم التليد , اسرائيل يا جارتنا الفٌضلى نحن واهمون ونرجو ان تتناسي دهشتك وأسفك عندما تجاوزنا حدود اللباقة والأدب في هتافاتنا ضدك والدعوة لطرد سفيرك من بلدنا الاردن فمثلنا من يستحق الطرد ومثلنا من يستحق ان يتعلم الادب من جديد حتى نعرف حجمنا الحقيقي في اوطاننا .
الشعب الذي يملك مجلساً للمقاولات والتعهدات بمسمى ( مجلس الامة ) ليس من المعقول او المنطقي ان يطالب بطرد سفيرك العزيز على قلب كل مسؤول يحلم بالتطور , والشعب الذي يملك حكومة هدفها الرئيسي جمع الظرائب وجباية عرق الاردنيين ولا تقيم وزناً لكرامة مواطنيها هو من يستحق التأديب واعادة توزين نفسه على ( قبّان ) الدوار الرابع , والشعب الوديع صاحب الرقبة السدادة والفزعة حين يتعلق الامر بتعويض ما فقدته الخزينة بفعل الفساد هو من يحتاج لاعادة تأهيل نفسي من جديد قبل ان يتمادى ويسيء الادب مع اسرائيل , فقديماً قالت العرب رحم الله امرؤٌ عرف قدر نفسه فكيف ترحمنا الحكومات ونحن للآن لا نعرف قدر نفسنا ونسعى لان نلبس ثوباً لا يليق بنا !! , نحن آسفون يا اسرائيل حين اجبرك البعض على التفوه ببعض كلمات الاسف على مقتل زعيتر لغايات التسويق الاعلامي وامتصاص ردّة فعل لشعب بات الاعتذار من المعتدي يُشكِل ثقافة مقبولة لديه فكما نكون نُعامل وكما نهون يسهل الهوان علينا , وأذكر جيداً ما جرى من احداث على خلفية قيام الجندي الدقامسة بقتل مجموعة من مواطني اسرائيل حين قامت القيامة واهتزت الضمائر وارعدت سماء اسرائيل غضباً ووعداً بسوء الوعيد ولم تكتفي اسرائيل بالاعتذار الملكي والرسمي والحكومي والامني والدولي بل طالبت الاردن بمحاكمة الدقامسة وما زال حبيساً للآن مثلما أرى في المقابل كيف اكتفت حكومتنا باعتذار اسرائيلي باهت وبسيط يناسبنا ويستر عورتنا الوطنية وكرامتنا العروبية .
نحن يا اسرائيل حين نرى كرامة مواطننا تنهار ذُلاً امام كرامة مواطنيك ويُهدر حقنا بالحياة والدفاع المشروع امام حق شعبك المجيد فانه ينتابنا الفخر بدل الغُصّة ونسعى واهمين بان نقارن نفسنا بشعبك فنفشل ونفشل مرةً أخرى ونجلد الذات ونلعن انفسنا مراتٍ عديدة , ونحن يا اسرائيل المجيدة نراك كيف تبتزين دول العالم من اجل توفير الرفاهية والحماية لمواطنيك ونرى حكوماتنا كيف تحاصر رواتبنا ودخلنا المتواضع لتوفير المال العام وخلق فرصة اخرى للفاسدين حتى يجدوا ما ينهبوه ونرى مجالس النواب تتسابق وتتماحن في تثبيت ورفع رواتبها التقاعدية وامتيازاتها النفطية على حساب قوتنا ووعينا وكرامتنا ومستقبل ابناءنا ونسكت ونمارس الحياد والنفاق وظبط النفس تحت تأثير أفيون الوطنية والانتماء , فكيف بعد ذلك نسمح لانفسنا ان نطالبك بالاعتذار او طرد سفيرك ( سفير الخير والمحبة ) من اراضنا التي احتضنت عشرين الف شهيد وفاتح , فارضنا أصلاً تلعننا ودم الصحابة والوية الفاتحين تعلننا ليلاً نهاراً على واقع الذل والهوان الذي ارتضيناه لانفسنا وفضّلنا العيش فيه كاحد المسلمات الثابتة.
كما نتقدم يا اسرائيل في نهاية المطاف من شركة التنظيفات التي قامت مشكورة على حسابك وكرمك بازالة دم الشهيد من ارضها ونشكر سعة صدرك لما سببناه لكِ من ارباك امني استدعى وقف حركة المسافرين على المعبر ومصادرة اشرطة تسجيل الكاميرات الحدودية واعادة تفتيش المسافرين .
مع الشكر وعظيم الامتنان ,,
Majali78@hotmail.com