زاد الاردن الاخباري -
جلنار الراميني- أي كلمة تلك التي ستصف بحر العطاء الذي لا ينضب ، وأي مساحة شعرية التي ستعطي هذه المعطاءة حقها ، تلك التي رسمت ابتسامة أبناءها ، بدموع عينيها ، ورافقت القمر سهرا ، لتهنأ أعيننا ، وتلك التي صيّرت من عينيها شموعا لتضيء عتمة الليالي ، وصيّرت صوتها "سيمفونية" حنونة ، لتشعرنا بحنانها.
هي الأم التي جعلت لكيانها هيبة ، باسم العاطفة ، وجعلت من حضنها مهدا لأجسادنا لنغدو أجيالا نحافظ على التضحية ، ونعطي كما اعطت ، لنجدد العطاء ، كما لو كنّا سحبا ممطرة تمدّ الأرض ماء، وما أن تستيقظ كل صباح حتى ترصّف طريقك دعاء يعانق رضا الرحمن - جلّ وعلا- .
سيدة الحنان ، شمس الأماني ، نبع الهناء :
كل يوم هو لك عيد ، وكل يوم هو لك عطاء ، وكل يوم لك سخاء ، وكم جميل أن تجدلي خصال شعرك أمام المرآة ، راسمة أمانيك بأبنائك ، داعية لهم بالموفقية ، تجهزين لهم هندامهم ، وطعامهم ، إلا أن كلمة منك هي نبراس يخطف الدجى .
وكم من طفل ، وشخص فقد أمه في مرض ، حرب ، حادث ، قدر إلا أن غيابها عن الحياة لا يعني انه فقدها للأبد ، بل هي ما زالت على قيد الحياة ، ما دمت تذكرها وتدعو لها ، وتعمل بما كانت تنصح ، وتتواصل مع من كانت تتواصل معهم ، علّهم يكونوا مرآة لها .
فالأم وإن غابت ، فغيابها بدعوة من القدر ، وقدرك ان تعيش بذاكرتها ، فلا تنسى أن تلقاها في جنة عرضها السموات والأرض ، تحييك بتحية الإسلام ، لإنك عملت بتعاليم الإسلام.
وحريّ أن نتذكر أمهات فلسطين وسوريا وكل ام عربية ، ودعت أيامها الباسمة ، حينما خرجت جنازات أمامها لأعزّاء عليها ، فدمرت تلك الصورالبائسة ملامح وجهها ، فلك منا تحية ، فأنت الأنموذج الذي نباهي به العالم ، ولتحيا تلك الام التي فقدت زوجها فعاشت "أرملة" تضحي بالثمين من أجل أن ترى أبناءها "عزوة" لها ، فتكالبت عليها الظروف ، فلتكوني أنت الحياة لأجسادنا، وهنيئا لتلك المرأة ، عندما هاجر زوجها ليبحث عن رزقه ، وتركها خلفه تربي أبناءها ، فغدا ، سيكبرون ويعوضونك خيرا، وكم جميل ان نتذكر تلك الأم التي فارقها زوجها لطلاق ، إلا انها ما زالت تفكر بأبنائها ، فلا حياة مع اليأس ولا يأس مع الحياة.
ولن ننسى هؤلاء الأمهات اللواتي يعشنّ ظروفا عصيبة ، حيث نار الحرب والدمار والفقر والحرمان ، واللواتي زرعن في أبنائهم العطاء فكان مصيرهنّ دار المسنين ، إلا أنهن شباب بعطائهن ، وكم هو مرّ أن ترى من لا يخجل من ربه ومن مجتمعه ، ويزجّ بوالدته بين جدران الالم والحسرة ، بدلا من ضمها في أحضانه حيث دار المسنين ، فقد تناسى أن والدته كانت المعطاءة له في صغره ، إلا أنه خذلها في كبرها ، وليس هنالك عند الله – سبحانه وتعالى – ما يضيع ، فغذا أيها الولد العاق سيأتي يوما وتدفع ضريبة عملك .
أيتها الأم لك منا سلام ، لك قصيدة بدماء قلوبنا عنوانها حب ووئام ، ولا ننسى ما قاله رسولنا الكريم ، حينما سأله رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي العمل أحب إلى الله ؟ قال : " الصلاة على وقتها " . قلت : ثم أي ؟ قال : " بر الوالدين " . قلت : ثم أي ؟ قال : الجهاد في سبيل الله .
ولله درّ الشاعر الذي قال :
الام مدرسة إذا اعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق
وكم جميل أن نحيي هذا الوطن ، فهو الام الذي تحتضن أجسادنا لنغدو اجيالا تعطي كسنابل الخير، إلى كل أم نهدي هذه الأغنية ، وكل القصائد لك: