زاد الاردن الاخباري -
دعا سمو الأمير الحسن بن طلال إلى بناء علاقات الاستقلال المتكافل بين شعوب منطقة غرب آسيا وشمال إفريقيا ومصادرها الطبيعية والإنسانية.
وقال سموه، في محاضرة ألقاها في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية حول "الطاقة والأمن الإنساني"، في باريس أمس ، أن غياب عمليات بناء المفاهيم المشتركة في المنطقة سيفاقم من تجاهل القدرة الاحتمالية لها اقتصادياً وبيئياً وإنسانياً.
وأضاف سموه، خلال المحاضرة التي حضرتها سمو الأميرة ثروت الحسن وعدد من الخبراء والمختصين والأكاديميين، أن التدفق الحر للأفكار كان مفتاح الازدهار في الماضي؛ داعياً إلى تأسيس دروب جديدة للأفكار على غرار درب الحرير ودرب التوابل.
وأكّد سموه أنه ما لم تكن هناك سياسة أصيلة منبثقة من إقليم غرب آسيا وشمال إفريقيا تعبّر عنه كإقليم على الساحة الدولية، فإن المنطقة مرشحة لمزيد من الاستثناء والتهميش، وخصوصاً فيما يتعلق بمشاريع شبكات المواصلات وخطوط الطاقة.
وأوضح سموه أن إقليم غرب آسيا وشمال إفريقيا بحاجة إلى تعزيز العمل المشترك والعمل على تلاقي القواسم الإقليمية بالقواسم والمعايير الدولية حتى يتم النظر إلى المنطقة بوصفها إقليماً واحداً متماسكاً في السياق الدولي.
ودعا سموه في هذا السياق إلى تأسيس مجلس اجتماعي واقتصادي للمنطقة بأكملها يعمل على معالجة قضاياها من خلال حلول فوق قطرية تأخذ بالحسبان مصلحة الشعوب وسدّ الفجوة في الكرامة الإنسانية.
وحذر الأمير الحسن من عواقب الحروب في المنطقة؛ منادياً بضرورة الإسراع في معالجة قضايا "المقتلعين" من لاجئي الحروب والنزاعات ولاجئي المناخ من خلال تعاون إقليمي يستند إلى ثلاث حزمٍ أساسية تتمثل في الأمن والاقتصاد والثقافة.
كما دعا سموه إلى اعتماد منهج التشاورية وبناء المفاهيم عند النظر في قضايا الطاقة؛ مشدداً على ضرورة تأسيس هيئة فوق قطرية للمياه والطاقة من أجل البيئة الإنسانية، إلى جانب أهمية عقد مؤتمر إقليمي للأمن والتعاون من أجل استقرار المنطقة.
وقال سموه أنه من المهم الإيمان بالشعوب وقدرتها على صياغة المستقبل لمصلحة الأجيال المقبلة من خلال تعاون عبر قطري لأطراف الفضاء الثالث، (الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني)؛ مشدداً على ضرورة إدراك الطبيعة النفسية للشباب واحتياجاتهم المختلفة
بترا _ هاني الكردي