بالأمس خاطبنا القائد عشية عيد جلوسه الميمون الحادي عشر على العرش ... هذا العرش الذي ورثه كابرا عن كابرٍ...تحرسه العيون وتفتديه المهج ...فكان خطاباَ واضحاً وصريحا ً ويحمل الكثير من الدلالات والمعاني والتي يبدو أننا بحاجة لأن يذكرنا بها قائد البلاد في كل مرة يتحدث فيها إلينا....هذا الحديث القريب إلى قلوبنا والدافىء على مسامعنا والمحبب إلى نفوسنا ...فهو حديث والد لأبناءه وأخ لأخوانه وسيد لقومه....خطاب حمل كل محركات الشعور الوجداني لإنساننا الأردني الذي يطرب لسماع صوت القائد وهو يدعوهم لكل ما هو أثير على نفسه كزعيم أمة لا يرنو إلا لسعادتهم وتحسين ظروف معيشتهم والوصول بالأردن إلى مصاف التقدم والأنفة والأخذ بيد الوطن ليتخطى جميع المحن ويتجاوز كافة العثرات ويتخلص من جميع أشكال الآفات التي لا تألُ جهدا َ في السعي لتفتيت كل ما بنته السواعد وما شيدته العزائم وما صنعه الرجال....وصرخة القائد هذه نفهمها نحن الاردنيون الأحرار وندرك عمق الإشارات والتحذيرات التي أطلقها سيد البلاد وأكد عليها...فالتحديات عظيمة والأمور في مجملها عصيبة ونحن نقع ضمن دائرة نار تحيط بنا من كل حدب وصوب فإن لم نعي تلك المخاطر وهذه التحديات ..وإن لم نقف صفاً واحدا في مواجهتها فلن تكون العاقبة إلاً وخيمةً لا سمح الله.. فكثيرون هم المترقبون والمخططون والعاملون بجدٍ على تحقيق حلمهم بشتى الوسائل المدسوسة والطرق الأفعوانية التي يستخدمونها , تارة ببث الإشاعات وتارة بتشويش الثقة بالآتي وتارة بذًرِ الرماد بالعيون وهم يعملون بالظلام يندسون ويتسترون خلف خزعبلاتٍ تنسجها خططهم المسمومة لتحقيق أجندةٍ خاصة بهم وبمن يقفون وراءهم فأهدافهم مرسومة وهم عابثون وعابرون وقاماتهم مهما علت لا بد وأن تسقط في حفر الإفتراء وأنفاق الرياء.. فالوحدة الوطنية هي خط أحمر بل أحمر قانٍِ ...ووعينا الوطني مهما خبت في لحظات جذوته إلا أنه يعود ليستعر من جديد فدمنا أردني حتى النخاع وعشق الهوية متأصل فينا منذ ولدتنا ألأمهات وقصة الأردن موشومة على الزنود وفوق الهامات , ووفوق الجباه السمر التي لوحتها شمس الحصاد ... ونحن وإن ضاقت بنا الدنيا لا نعود إلاً لأحضان الوطن نلثم ترابه ونصلي فوق أديمه الغالي ركعتين... صلاة تائب عائد إلى صوابه فمهما قصرنا بحقه لا بد وأن نطلب صفحه عنا, فمنه وله كل العشق المضمخ بدم من خطُوا فوق ترابه الطهور كل معاني الشرف ومارسوا على أرضه كل طقوس العشق المعمد بمياه نهره الطهور , لابسين إكليل مجد من أشواك بيداءه مظفرا من شيح وقيصوم...هذا الوطن هو ترويدة الأحرار في يوم كرامة وزغرودة نار في قصيدة خطتها أم الأبطال.... وهو نار على من تخول نفسه أن يعبث بمحظور ضمن خارطة الوطن...ونور على كل من بارك واقتبل ...
في خطابك يا سيدي شممنا صحوة الأحرار وسمعنا صرخة الثوار فنحن ورَثتها ونحن حٌماتها ونحن من سار على النار...فلتطمئن نفسك يا سيدي فالأردنيون هم من صنعوا النهار وقالوا للشمس بأن أشرقي دوما فهذا الليل الذي يستر خفافيشه وعشاق الظلام... لا يطيقه من يصنعون ويحرسون الأوطان وهم يا سيدي سدنته الساهرون ليبقى موئلاً عزيزاً ...ماجدا ...كريما وجامعاً لكل من ينسجون ويطرزون بانتماءهم وكبرياءهم وصدقهم وأنفتهم عباءة فخر الأوطان....